في "المبنى الثقافي" التابع لـ"معهد الدوحة للدراسات العليا"، تُقام سبع جلسات وحلقة نقاشية تقارب "الوجود المسيحي في المنطقة العربية الذي يواجه "لحظةً مفصليةً"، فبعد نحو ألفي سنة، تخلّلها تعايش المسيحيين وتفاعلهم مع الإسلام ودوله المتعاقبة، يبدو هذا الوجود معرّضاً للفناء مع تسارع "نزيف الهجرة إلى الغرب". وتتوقع بعض مراصد الحركة الديموغرافية في المشرق العربي، الذي تُقدّر أعداد المسيحيين فيه بنحو 14 مليوناً، أنه لن يبقى فيه سوى 6 ملايين مسيحي خلال أقلّ من عقد من الزمان"، بحسب البيان الصحافي للمنظّمين.
تعيد الندوة نقاش موضوع الوجود المسيحي في المنطقة، ودراسة واقع المسيحيين وأسباب هجرتهم، استمراراً لنهج المركز في رصد التحولات والتحديات التي تواجهها المنطقة العربية في العقد الأخير، بمشاركة أكثر من عشرين باحثاً من سورية ولبنان ومصر والأردن وفلسطين والعراق من مختلف تخصصات العلوم السياسية والاجتماعية.
يطرح المتحدّثون في اليوم الأول أوراقاً علمية عدّة؛ من بينها: "الدور الغريب في تسهيل هجرة المسيحيين من المشرق العربي" لـ كامل أبو جابر، و"أوضاع المسيحيين العرب الاجتماعية في مصر وبلاد الشام خلال القرن التاسع عشر" لـ فدوى نصيرات من الأردن، و"في مأزق مشروع المواطنة وتعثر الانتقال من نظام الرعية والملة إلى الدولة الوطنية: أوهام التسامح والحماية" لـ وجيه كوثراني، و"نحو قراءة نقدية في الحوار الإسلامي - المسيحي المعاصر" لـ سعود المولى من لبنان، و"المشاركة السياسية للمسيحيين في الدولة المشرقية الحديثة" لـ سلام الكواكبي من سورية، و"الأوضاع والمشاكل القانونية للأقباط في مصر ما بعد 3 تموز/ يوليو 2013" لـ نيفين ملك من مصر.
من الأوراق التي تناقش في اليوم الثاني؛ "الدميوغرافيا المسيحية في العراق: الواقع والتسييس" لـ يحيى الكبيسي، و"مستقبل المسيحيين في كوردستان العراق" لـ عبد الحكيم خسرو من العراق، و"اضطهاد ووطنية ومواطنة: البنية الخطابية للمسألة القبطية" لـ شادي لويس من مصر، و"تأثير مناخات الصراع في سورية منذ آذار/ مارس 2011 في هجرة المسيحيين السوريين" لـ سمير سعيفان من سورية، و"المسيحيون الفلسطينيون بين الهجرة والتهجير: تجربة قرن" لـ متري الراهب من فلسطين.