"المشتبك" رواية شاب فلسطيني في معتقلات التحقيق

03 أكتوبر 2017
يروي تجربة الاعتقال والصمود (تويتر)
+ الخط -


29 يوماً، قضاها الشاب الفلسطيني، عمرو العصا، خاضعاً للتحقيق في سجون الاحتلال الإسرائيلي، كانت قاسية، وتحمل في صفحاتها كثيراً من الصمود والإصرار على العودة إلى المنزل، من دون أن يتمكن المحققون من الحصول على معلومة واحدة.

يوضح العصا (22 عاماً) وهو من بلدة العبيدية شرقي بيت لحم، والذي تم اعتقاله وهو في الثامنة عشرة من عمره، أن الأطفال الصغار هم أكثر عرضة لضغوطات الاحتلال النفسية في الزنزانة، وهو ما يجعلهم سريعي الانهيار أمام أساليب المحققين المبتكرة على أسس اجتماعية ونفسية مدروسة بالنسبة لهم، لكن يمكن تجاوزها مهما كان سن المعتقل.

في 90 صفحة وسمت بعنوان "المشتبك"، يروي الأسير المحرر العصا روايته منذ اعتقاله من منزله واقتياده في الجيب العسكري إلى مراكز التحقيق، حتى إطلاق سراحه بعد 29 يوماً مليئة بالأحداث والتفاصيل الشيقة التي تجذب القارئ وتقدم له معلومات مفيدة، لا سيما الذي لم يسبق لهم أن خاضوا تجارب الاعتقال.

 في القسم الثاني من الرواية، يتحدث العصا عن إصابته في العام 2014، برصاصة فتت له العظم وأصابته بكسور وتسببت له بإعاقة استطاع التغلب عليها، يشرح في "المشتبك" للجرحى الفلسطينيين كيف يتعايشون مع إصابتهم وما هو المطلوب منهم لمتابعة قضية علاجهم مع وزارة الجرحى الفلسطينيين.

ويقول عمرو العصا لـ"العربي الجديد"، إنه يقدم في روايته معلومات تفصيلية ووصفية ثمينة ومثمرة لحياة الزنزانة منذ لحظة الاعتقال الأولى، وفيها كيف يتعايش ويصبر ويصمد أمام أساليب المحققين، وكيف يتجاوز صعوبة الحياة في الزنزانة الضيقة، وعدم تناسبها مع الحياة العامة في الخارج.



ويهدف من خلال الرواية أيضاً إلى أن تكتب معاناة الفلسطينيين على شكل روايات، وكتب وقصص، ليقرأ العالم أبشع الصور التي يستخدمها الاحتلال الإسرائيلي لحظة اعتقاله الفلسطيني والتحقيق معه في ظروف قاسية ومعقدة وصعبة.

وثمة هدف آخر من الرواية، يقول العصا، إنه لتسهيل مهمة الشبان الذين ليس لديهم خلفية في كيفية التعامل مع ضباط المخابرات أثناء التحقيق الذين يكون همهم الوحيد الحصول على معلومات تفيدهم في إدانة المعتقل، أو سحب شبان آخرين من خلاله إلى الاعتقال والتحقيق.

في الجانب الآخر، صورة أخرى مهمشة وهي حياة الجرحى الفلسطينيين الذين يعتبرون فئة مهمشة وفق العصا، فالجريح يتابع أموره وحده مع وزارة الجرحى ولا أحد يتابعه، وعليه القيام بكل المهام للحصول على العلاج وحده دون أن يزوره أحد.

رواية "المشتبك" طبعت في الأردن، ومن المقرر أن تعرض في معرض عمان الدولي للكتاب، بينما ينتظر العصا أن يتم توقيعها في فلسطين، رغم أنه يتمنى توقيعها في عمان، لكن سلطات الاحتلال الإسرائيلي تمنعه من السفر.