بعد انهيار جزء من سلّمه الداخلي، أعلنت وزارة الآثار المصرية إغلاق معبد "ياهو حانبي"، المعروف بـ "المعبد اليهودي" في محافظة الإسكندرية، فيما تحدّثت مصادر في الوزارة عن أن "تعليمات سيادية كانت وراء البدء في أعمال الترميم، من دون تحمّل الطائفة اليهودية أية أعباء مادية".
وقال مدير إدارة الآثار الإسلامية والقبطية واليهودية في الإسكندرية، محمد متولي، إنه تقرّر إغلاق المعبد الموجود في شارع النبي دانيال بمنطقة محطّة الرمل وسط المدينة، بناءً على توصية من اللجنة الفنية الهندسية التي عاينت المعبد، لحين البدء في تنفيذ أعمال ترميمه.
أوضح متولي أن وزارة الآثار تدرس حالياً تنفيذ مشروع جديد لترميم المعبد بعد تحديد الأضرار التي لحقت به، من خلال لجنة فنية وهندسية ضمّت مهندسين وأثريين وفنيين، من بينهم مسؤولون أثريون عن المعبد اليهودي، وتكليف إدارة السقالات المعدنية ببدء أعمال الصلب اللازم للسقف المنهار.
أشار المسؤول المصري إلى تكليف قطاع المشروعات في الوزارة بالبدء في إجراءات تنفيذ المشروع، بعد سقوط جزء من السقف، لحين الانتهاء من دراسات الجدوى والأبحاث والإجراءات المتّبعة في تنفيذ أي مشروع ترميم أو تطوير أو صيانة لأي مبنى أثري.
وتابع أنه وفقاً للقانون، فإن الطائفة اليهودية هي الجهة المنوط بها تحمّل تكلفة الترميم بالكامل، باعتبارها الجهة الشاغلة، ولكن تحت إشراف وزارة الآثار، وعلى هذا الأساس تمّت مخاطبة رئيس الطائفة اليهودية في الإسكندرية، يوسف جدعون، بهذا الخصوص، لكنه قال إنه لا يوجد لدى الطائفة سوى 15 ألف جنيه فقط.
وقال: "تكلفة إعداد دراسات الجدوى والأبحاث والإجراءات الأوّلية لمشروع الترميم تتعدّى مائة ألف جنيه، والتكلفة المبدئية لتنفيذ مشروع ترميم وتطوير وصيانة كاملة للمعبد تصل إلى نحو 10 ملايين جنيه على الأقل، ما يتطلّب تدخّل الوزارة لحمايته من الانهيار باعتباره أثراً".
وكان سقف السلم انهار الأحد الماضي بسبب سوء حالة الطقس وشدّة الرياح والأمطار التي عاشتها المدينة في الفترة الأخيرة، وشمل الانهيار أيضاً جزءاً من سقف مصلّى السيدات في الطابق الرابع، بمساحة أربعة أمتار.
ولم يخضع المعبد لأية أعمال ترميم مؤخّراَ بسبب نقص الاعتمادات المالية. وبحسب مصادر في وزارة الآثار، فإن "تعليمات سيادية" صدرت بضرورة الانتهاء من أعمال الترميم من دون تحمّل الطائفة اليهودية أيّة أعباء مالية، خصوصاً أن الإسكندرية تضمّ أكبر تجمّع لليهود في مصر في الوقت الحالي.
يُشار أن هذا الكنيس اليهودي بُني منذ أكثر من 150 عاماً، ويضمّ مكتبة مركزية تحوي قرابة 50 نسخة قديمة من التوراة ومجموعة كتب أخرى يعود تاريخ بعضها إلي القرن الخامس عشر.
اقرأ أيضاً: حتشبسوت.. المرأة التي أصبحت ملكاً