يطرح "المؤتمر السنوي الخامس للدراسات التاريخية" الذي ينظّمه "المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات" في بيروت يومي 20 و21 نيسان/ إبريل المقبل جملة تساؤلات مهمة حول الكيفية التي عالج من خلالها المؤرخون العرب النكبة الفلسطينية على مختلف مستوياتها؟ ويشمل هذا التوجّه الأبحاث الناقدة للكتابة الأكاديمية الغربية والإسرائيلية.
لجنة المؤتمر أعلنت عن استقبالها المقترحات البحثية (الملخصات) مستوفية لشروط المقترح البحثي العلمي، مع السيرة الذاتية للباحث في مهلة أقصاها 30 أيلول/ سبتمبر المقبل، مشيرة في بيانها إلى أنه "في العام المقبل، يكون قد انقضى سبعون عاماً على النكبة الفلسطينية، وهي حقبة مديدة تغيّرت وتطوّرت خلالها قضايا ومراحل عديدة في فلسطين، وتبدّلت أحوال العالم العربي أيما تبدّل، بما يسمح بتحقيب تلك الحقبة أو تزمينها في مراحل متعدّدة".
كما تلفت إلى أن المؤتمر الذي ينعقد تحت عنوان "النكبة وقضية فلسطين في الكتابة التاريخية العربية"، يرى أن "ضعف الأرشيف العربي أو عدم القدرة على الوصول إليه لا يُعفي من كتابة التاريخ الذي تُبيّن اتجاهات التاريخ الجديد إمكاناته بحكم أن المصادر التاريخية مكتوبة حتى في ضعف الأرشيف.. لقد علم التاريخ مسألة أنه لا تاريخ من دون أرشيف، لكن الأمر هنا لا يتعلّق بمسألة التجاوز فحسب، بل يتعلق أيضاً بوجود أرشيف عربي مغلق".
يأتي ذلك في الوقت الذي صدرت فيه روايات أكاديمية "رسمية" صهيونية تعبّر من من خلف طلائها الأكاديمي عن سردية صهيونية رسمية، بحسب اللجنة التي توّضح أنه "ليس هناك أية رواية أكاديمية عربية أو فلسطينية رسمية أو غير رسمية للنكبة. وبينما غدا الوصول إلى الأرشيف متاحاً، فلأن الأرشيف العربي المرتبط بالنكبة ما يزال مقيّداً وشبه محظور، أما معظم الأرشيف الإسرائيلي فبات مفتوحاً".
وتضيف أن "مركز اهتمام المؤتمر هو هذه الكتابات من منظور هيستوريوغرافي بالمعنيين الخاص والعام لتأريخ النكبة في الكتابات التاريخية العربية، أي المعنى المنهجي والمعنى المعرفي"، حيث يناقش مصادر كتابة تاريخ النكبة (الأرشيف، والتقارير، والشهادات، واليوميات، والمقابلات والتاريخ الشفوي، والدراسات السابقة..) وتحديد ما ينقصها وما لم ترجع إليه.
يبحث المشاركون أيضاً في إشكالية التاريخ والذاكرة من منظور البحث التاريخي، وتخصّص جلسة لمسالة التاريخ الشفهي في الكتابة التاريخية للنكبة، إضافة إلى رصد العيوب المنهجية والمعرفية للكتابة التاريخية العربية عن النكبة، وتقديم نقد هيستوريوغرافي منهجي ومعرفي للرواية الأكاديمية الإسرائيلية، وكيف تناول جيل المؤرخين الفلسطينيين الأوائل النكبة، إضافة إلى عرض هيستوريوغرافي لموضوع فلسطين وتحديداً النكبة في المناهج الدراسية العربية والتبدّلات التي طرات عليها بعد اتفاقيات السلام ووظائف هذه التبدّلات والتعديلات.
وتتعرّض الجلسات كذلك إلى إشكالية تاريخ النكبة والوعي التاريخي الجمعي بها ويفتح ذلك البحث في مسائل التاريخ أو الكتابة التاريخية والأدب التاريخي بأنواعه المتعدّدة، وبحث صورة اليهودي أو تنميطها في الأدب ذي الصلة، مع منظور مقارن حسب الحالة مع التنميطات الصهيونية.