فضيحة إعلاميّة من العيار الثقيل ارتكبتها صحيفة "اليوم السابع" المصرية، أمس الأول، حيث قامت بتحريف مقال للكاتب البريطاني روبرت فيسك، وحوّلته من نقْد نظام السيسي، لمدْح السيسي وإنجازاته التنموية.
الكاتب البريطاني روبرت فيسك، كتب مقالاً بعنوان "يا له من خيار في مصر... بين رئيسٍ يعاني من الميجالومانيا (جنون العظمة) وجنون داعش"، ونُشر يوم 21 يوليو/ تموز الجاري، في صحيفة "الإندبندنت" البريطانيّة.
في مقاله، قال فيسك: "الخيار أمام مصر إما رئيس يختار جنون العظمة أو جنون داعش". وأضاف: "مصر تسير على درب الدول التي تفتّتت، وإذا عذّبت شعبك بما يكفي تتغذّى داعش على جراحهم".
وأشار إلى عدم رضاه عن تصعيد لغة القمع للشعب المصري، في ظل استسلام الإخوان لقدرهم بالسجون والمطاردة والقتل، منتقداً الدعم الغربي لنظام السيسي، الذي أرجعه الكاتب إلى "تخوّف الغرب من تنامي خطر تنظيم داعش، وتمدده في المنطقة وعدد من دول العالم"، قائلاً: "الغرب يشجع دولة مألوفة من الأبوية والديكتاتورية".
اقرأ مقال روبرت فيسك كاملاً: مصر بين نارين.. رئيس مخبول بالعظمة وجنون "داعش"
اقرأ مقال روبرت فيسك كاملاً: مصر بين نارين.. رئيس مخبول بالعظمة وجنون "داعش"
لكنّ "اليوم السابع" حرّفت المقال المترجم، ونشرت خبراً ليس له علاقة بما ورد في مقال فيسك، لتقلب النقد إلى المدح، تحت عنوان: "روبرت فيسك: قناة السويس الجديدة إصلاح لاضطرابات 4 سنوات عاشتها مصر".
محرر "اليوم السابع" لم يجرؤ على نسب المقال إلى عنوانه الرئيس المنشور في "الإندبندنت" البريطانية، والذي يفضح السيسي ويهاجمه ويستنكر الدعم الغربي له، فيما وضع الإخراج الفني صورة المقال الأصلي بعنوانه الأصلي الذي ينتقد السيسي!
وجاء النصّ الذي نشرته "اليوم السابع"، كالآتي:
"أكد الكاتب الصحافي البريطاني روبرت فيسك، أن قناة السويس الجديدة تعد إصلاحاً للاقتصاد المصري الذي تضرر على مدار السنوات الأربع الأخيرة، مشيراً في مقاله بصحيفة الإندبندنت إلى أن مصر تخوض معركة ضد الإرهاب، وأخرى في مجال التنمية. وقال فيسك في مقاله: "النظام المصري الذي يخوض صراعه ضد التنظيمات الأصولية التي بدأت تتخطّى شبه جزيرة سيناء لتنفذ عمليات إرهابية داخل القاهرة، مثل عملية اغتيال النائب العام المستشار هشام بركات، الشهر الماضي، يخوض معركة أخرى تتمثل في التنمية ومحاولة بناء عاصمة جديدة، وشق قناة جديدة في السويس لإصلاح الاقتصاد المتضرر من جراء الاضطرابات السياسية التي هزت مصر خلال السنوات الأربع الأخيرة".
وأضاف الكاتب البريطاني: "مصر في مفترق الطرق بين حكم ينظر له البعض على أنه ديكتاتوري أو الوقوع أسفل براثن جنون تنظيم داعش المسلح الذي يتواجد بشكل مكثف في شبه جزيرة سيناء". وتابع: "الحكومات الغربية بدأت تقديم دعمها للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أخيراً، فضلاً عن استمرار المعونات العسكرية الأميركية لمصر بعد تنامي تهديد التنظيم المسلح داخل شبه جزيرة سيناء، ما استدعى تقديم العون المادي والمعنوي للنظام المصري في معركته ضد التنظيمات الأصولية".
واختتم فيسك قائلاً: "قوى الغرب قررت تقديم العون للنظام المصري بعد أن لمس مدى خطورة تنظيم داعش، الذي بات متواجداً في أكثر من دولة بمنطقة الشرق الأوسط، وتحول لتهديد لأغلبية المدن الغربية".
اقرأ أيضاً: "آية الله السيسي المجدد رضي الله عنه"
وكانت صحف مصريّة، على علاقة بأذرع أمنية، دأبت على اتباع سياسات غير موضوعية وبعيدة عن المهنية في تناولها للأحداث، بما يخدم النظام السياسي القائم.
وكانت صحف مصريّة، على علاقة بأذرع أمنية، دأبت على اتباع سياسات غير موضوعية وبعيدة عن المهنية في تناولها للأحداث، بما يخدم النظام السياسي القائم.