في ساحة مستشفى المقاصد الإسلاميّة في القدس وعند مدخله، يتجمّع عشرات الأطفال مع ذويهم في انتظار "باص الفنون". بعضهم على كراسٍ متحرّكة، وآخرون في أحضان أمهاتهم اللواتي حملنهم، في حين يتنقل المتبقون برفقة آبائهم. إنها المرة الأولى التي يزور فيها أطفال غزّة هؤلاء وذووهم مدينة القدس. هو حلم يتحقق، حتى ولو وصلوا إلى مستشفى المقاصد عبر معبر بيت حانون (إيرز) بعدما أصيبوا من جرّاء عمليات العدوان الإسرائيلي الأخير على القطاع. فالقذائف الصاروخيّة والمدفعيّة وشظاياها، مزّقت أجسادهم.
علي مثلاً، تهشّمت جمجمته. أما عبد الكريم فتضرّرت رجله وقد خضع حتى الآن إلى ثلاث عمليات جراحيّة والرابعة حدّد موعدها بعد يومَين، في حين أصيب أحمد بشظايا في بطنه وأحشائه، وهو عاجز عن النزول إلى ساحة المشفى للمشاركة في الفعاليّة، فينتظر مرشدي الباص في غرفته.
يصل الباص الملوّن ويبدأ المرشدون بالرسم على وجوه الأطفال، ويوزّعون البالونات عليهم. ثم يلعبون معهم ويغنّون في الساحة. أما قسم آخر منهم، فيصطحب مجموعة من الأطفال إلى داخل الباص، حيث يرسم الأخيرون لوحات بألوان زاهية.
إلى ذلك، يوزّع متطوّعون مع المرشدة ختام إدلبي، رزماً على الصغار، تحتوي على قصص للأطفال ولوحات رسم وألوان وكتيبات إرشاد للأهل. لم يخذل المرشدون الأطفال الغزيّين الذين انتظروا رزمهم. ومن بين هؤلاء أيمن نجار الذي أصيب بشظية في بطنه وظهره عندما كان في الشارع بالقرب من منزل العائلة في خان يونس. إلى جانبه، خاله الذي يرافقه منذ إصابته ودخوله مستشفى المقاصد لتلقّي العلاج.
ويحاول أيمن نفخ بالونه مرّة بعد مرّة، لكنه يعجز عن ذلك، على الرغم من إصراره. عبد الكريم شرادين ينجح من جهته بذلك ويكتب على بالونه "فلسطين". لكنه ما كاد يفعل، حتى طار البالون. لم يستطع اللحاق به لالتقاطه. فهو كان قد أصيب في 25 يوليو/تموز المنصرم في رجله بشظايا قذيفة أطلقتها إحدى دبابات الاحتلال. ويخبر "عندما أصبت، بدأت أصرخ وقد رأيت رجلي تنزف دماً كثيراً". نشأت عساف أيضاً من مصابي غزّة الذين يعالجون في مستشفى المقاصد. يصرّ على الصعود الى الباص والمشاركة في الفعالية، على الرغم من عدم قدرته على السير. فهو مقعد حالياً، بعدما أصيب في رجله وبطنه بشظايا قذيفة. يقول: "أريد المشاركة وأحاول قدر المستطاع. لكنني الآن أكتفي بالمشاهدة. فأنا لا أستطيع الرسم.. يدي تؤلمني".
و"باص الفنون" هذا يجوب المناطق الفلسطينيّة وهدفه رسم الابتسامة على وجوه الأطفال وكذلك الأمل، إذ يحاول اختراق الحواجز كلها وبلوغ الصغار في بلداتهم. وتجدر الإشارة إلى هيكله الخارجي، تغطيه رسومات لأطفال من مخيّم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيّين في جنوب لبنان. وتقول صاحبة فكرة هذا الباص المتنقل، ختام إدلبي، وهي مرشدة معالجة عبر الفنون التعبيريّة، إن "المشروع انطلق قبل عشرة أشهر. بدأ الحلم عندما كنت أستقل الباص في رحلة بين ولايتَي ماساشوستس ومَين الأميركيتَين، خلال متابعة دراستي في الولايات المتحدة".
وعادت إلى البلاد، وراحت تحضّر للمشروع. استغرق الأمر أربع سنوات حتى رأى النور. تضيف إدلبي لـ"العربي الجديد" أن "العمل يشمل عشرين روضة في الضفة الغربيّة وعشر روضات في الداخل الفلسطيني. نعمل مع روضات مهمّشة أو واقعة على خطوط تماس مع مستوطنات أو أغوار أو قرى غير معترف بها في الجليل والنقب".
وتتابع "نحن اليوم في مشفى المقاصد حيث أطفال غزّة يتلقون العلاج. وفي خلال الأسبوع الأخير، جلنا على مستشفيات القدس، محاولين خلق مساحة للحياة والألوان لدى هؤلاء الأطفال".
علي مثلاً، تهشّمت جمجمته. أما عبد الكريم فتضرّرت رجله وقد خضع حتى الآن إلى ثلاث عمليات جراحيّة والرابعة حدّد موعدها بعد يومَين، في حين أصيب أحمد بشظايا في بطنه وأحشائه، وهو عاجز عن النزول إلى ساحة المشفى للمشاركة في الفعاليّة، فينتظر مرشدي الباص في غرفته.
يصل الباص الملوّن ويبدأ المرشدون بالرسم على وجوه الأطفال، ويوزّعون البالونات عليهم. ثم يلعبون معهم ويغنّون في الساحة. أما قسم آخر منهم، فيصطحب مجموعة من الأطفال إلى داخل الباص، حيث يرسم الأخيرون لوحات بألوان زاهية.
إلى ذلك، يوزّع متطوّعون مع المرشدة ختام إدلبي، رزماً على الصغار، تحتوي على قصص للأطفال ولوحات رسم وألوان وكتيبات إرشاد للأهل. لم يخذل المرشدون الأطفال الغزيّين الذين انتظروا رزمهم. ومن بين هؤلاء أيمن نجار الذي أصيب بشظية في بطنه وظهره عندما كان في الشارع بالقرب من منزل العائلة في خان يونس. إلى جانبه، خاله الذي يرافقه منذ إصابته ودخوله مستشفى المقاصد لتلقّي العلاج.
و"باص الفنون" هذا يجوب المناطق الفلسطينيّة وهدفه رسم الابتسامة على وجوه الأطفال وكذلك الأمل، إذ يحاول اختراق الحواجز كلها وبلوغ الصغار في بلداتهم. وتجدر الإشارة إلى هيكله الخارجي، تغطيه رسومات لأطفال من مخيّم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيّين في جنوب لبنان. وتقول صاحبة فكرة هذا الباص المتنقل، ختام إدلبي، وهي مرشدة معالجة عبر الفنون التعبيريّة، إن "المشروع انطلق قبل عشرة أشهر. بدأ الحلم عندما كنت أستقل الباص في رحلة بين ولايتَي ماساشوستس ومَين الأميركيتَين، خلال متابعة دراستي في الولايات المتحدة".
وعادت إلى البلاد، وراحت تحضّر للمشروع. استغرق الأمر أربع سنوات حتى رأى النور. تضيف إدلبي لـ"العربي الجديد" أن "العمل يشمل عشرين روضة في الضفة الغربيّة وعشر روضات في الداخل الفلسطيني. نعمل مع روضات مهمّشة أو واقعة على خطوط تماس مع مستوطنات أو أغوار أو قرى غير معترف بها في الجليل والنقب".
وتتابع "نحن اليوم في مشفى المقاصد حيث أطفال غزّة يتلقون العلاج. وفي خلال الأسبوع الأخير، جلنا على مستشفيات القدس، محاولين خلق مساحة للحياة والألوان لدى هؤلاء الأطفال".