عاشت بلدة "بروغريسو" الأرجنتينية صغيرة، التي لا يزيد عدد قاطنيها عن 3 آلاف نسمة، وأنجبت ألمع النجوم الأرجنتينيين على مر الحقب التاريخية في هذا البلد، حزناً عميقاً بعد وداعها لابن المدينة إيميليانو سالا مهاجم نانت.
وتعتبر بلدة بروغريسو الأرجنتينية صغيرة، التي لا يزيد عدد قاطنيها عن 3 آلاف نسمة، بمقاطعة سانتا في، مهد لاعبي الأرجنتين والبقعة التي ترعرع فيها ألمع النجوم الأرجنتينيين على مر الحقب التاريخية في هذا البلد، على غرار ليونيل ميسي وآنخيل دي ماريا وغابرييل باتيستوتا، وتتميز بطابع ريفي محض، وهو ما تعكسه طبيعة المدينة الهادئة والانسجام الكبير بين سكانها.
وتعتبر بلدة بروغريسو الأرجنتينية صغيرة، التي لا يزيد عدد قاطنيها عن 3 آلاف نسمة، بمقاطعة سانتا في، مهد لاعبي الأرجنتين والبقعة التي ترعرع فيها ألمع النجوم الأرجنتينيين على مر الحقب التاريخية في هذا البلد، على غرار ليونيل ميسي وآنخيل دي ماريا وغابرييل باتيستوتا، وتتميز بطابع ريفي محض، وهو ما تعكسه طبيعة المدينة الهادئة والانسجام الكبير بين سكانها.
إيمليانو سالا مهاجم نانت الذي لم تكتمل صفقة رحيله إلى كارديف سيتي بعد أن سقطت الطائرة التي كانت تقله إلى بريطانيا في فاجعة أصابت الكرة الأرجنتينية، كان شخصا محبوبا في هذه البلدة، خصوصا وأنه استقر مع أسرته الصغيرة هناك منذ أن كان يبلغ من العمر 3 سنوات، بداياته في كرة القدم كانت بنادي "سان مارتن"، قبل أن يلتحق بمركز تدريب نادي بوردو بمقاطعة كوردوبا بالأرجنتين.
وحصد سالا في "سان مارتن" الكثير من علاقات الصداقة، والتي تركت أثرا بالغا فيه، وبالرغم من أنه انتقل إلى أكثر من ناد، إلا أنه نجح في الحفاظ على ما اكتسبه من علاقات هناك، حيث كان يتشارك معهم يومياته عند عودته إلى "بروغريسو" كل مرة، لذات الأسباب تركت وفاة سالا بالغ الأثر في المدينة، كل النشاطات تم إلغاؤها أو تأجيلها ومراسيم دفنه شهدت تعبئة عدد كبير من السكان من أجل تنظيمها بشكل دقيق، الحدث كان كبيرا في البلدة التي لا تزال تستذكر كل لحظة بتفاصيلها الدقيقة، ببساطة لأن إيميليانو كان فخرا للمدينة ومرجعا لها، الحزن ساد أرجاء "بروغريسو"، لأن كل فرد فيها كان يعرف إيميليانو ووالده هوراسيو، والدته مرسيدس وشقيقته رومينا.
وتواجد أثناء مراسم الدفن، كل من نيكولاس بالوا زميله في نانت الفرنسي، ونيل وأرنوك الذي كان ليكون مدربه في كارديف سيتي، ومالك النادي كين تشو، حيث أبدوا خالص تضامنهم مع أسرة الفقيد ومع قاطني المدينة عموما، ووالده هوراسيو خصوصا، وكانت الخلاصة أنهم وقفوا على حقيقة واضحة مفادها أن سالا ترك أثرا طيبا ومودة كبيرة من السكان تجاهه حتى بعد رحيله، وعرف الجميع في بروغريسو حجم المأساة وألم فقدان شخص ملهم مثل سالا، المدينة كان واضحا أنها ستغوص في حزنها وكآبتها لفترة طويلة.
وجاءت ثاني فاجعة في المدينة في 13 إبريل/نيسان الماضي، بوفاة سيباستيان رابيلينو لاعب شبه هاو في نادي سان مارتن، ومن غرائب الصدف أنه أول ناد نشط فيه سالا الذي كان صديق طفولة رابيلينو، والأخير توفي بحادث مرور وهو على أعتاب المدينة، حيث اصطدمت سيارته بشاحنة. الألم كان فوريا وكبيرا، أندية المدينة توقفت عن النشاط مرة أخرى، وكتب مارتن مولتيني صديق اللاعبين الراحلين، من خلال صفحته على الفيسبوك :"هذا مؤلم للغاية، سأفتقدك كثيرا يا صديقي، رجاء قدم العديد من التوزيعات إلى "الدبابة" (لقب سالا)، ارقد بسلام"، حيث كان رابيلينو صديقا مقربا من سالا، وأجهش بالدموع في جنازة صديقه مرتديا قميص سان مارتن، وهو أشد معنى عن عمق الصداقة بينهما.
وعلى الرغم من أن الحياة استمرت في المدينة، إلا أن كمية الحزن والألم كانت بادية على ملامح الجميع وعززتها وفاة شخصين عزيزين على قلوب الجميع أحدهما مشهور في العالم والآخر في المدينة، الابتسامة كانت غائبة عن الشوارع، وهو نفس ما عانى منه هوراسيو سالا والد اللاعب في يومياته وسفرياته.
وفي العاصمة بوينس آيرس، كان هناك اعتراف خاص لهوراسيو، بعد أن استدعي من قبل كيان يكرّم الشخصيات البارزة رياضيا، حيث تم تكريم ابنه إيميليانو أمام مجموعة من الرياضيين والرياضيات والسلطات العليا في البلاد، وهي الفرصة التي استجمع فيها هوراسيو كل كلمات الشكر والامتنان لمن وقف بجانبه في المأساة التي حلت بعائلة سالا وتساءل قائلا: "إيميليانو كان يريد دوما أن يكون لاعب كرة القدم، لقد فعل ذلك، لكنه للأسف غادرنا بسرعة وتركنا مبكرا، كل ما أطلبه هو العدالة فقط".
وقال هوراسيو لأصدقائه إنه كان يحاول التعافي عاطفياً، مشيرا إلى أنه شعر بتحسن أفضل، وأنه كان يبحث عن الدعم في زوجته، وكان يحاول العودة إلى العمل للحصول على روتين يساعده على نسيان الألم، لكن بعض جيرانه رأوا أنه لا يتحسن عقليا، وفي 26 إبريل/نيسان الماضي، تعرضت بروغريسو للضربة القاسية الثالثة في نفس السنة، عندما توفي هوراسيو سالا بأزمة قلبية، وأوضح عمدة المدينة خوليو مولر بالقول: "هوراسيو لم يستطع التعافي من وفاة إيميليانو، عندما تم العثور على الجثة، اعتقدت العائلة أن الحقيقة الكاملة لما حدث قد تكون معروفة، لكن بالنسبة لجميع أفراد العائلة، ومع كل الأخبار التي تم التعرف عليها حول الطيار، الذي لم يكن قادرًا على السفر، والآن لا يريد كارديف دفع المال المقابل، وكل شيء سيكون أكثر صعوبة".