ميركل تأمل التوصل لاتفاق جديد بشأن "بريكست"... وماكرون يغلق باب التفاوض

22 اغسطس 2019
ميركل استقبلت جونسون بأولى زياراته الخارجية (عمر مسنجر/Getty)
+ الخط -

أمهلت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بريطانيا، أمس الأربعاء، 30 يوماً لتقديم بدائل للترتيب الخاص بالحدود الأيرلندية، لكن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، قال إنّه لن تكون هناك مفاوضات على اتفاق انسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي "بريكست".

وبعد مرور أكثر من ثلاث سنوات على تصويت المملكة المتحدة لصالح الانسحاب من الاتحاد الأوروبي، لم تتضح بعد الشروط التي سينسحب على أساسها ثاني أكبر اقتصاد في الاتحاد من التكتل الذي انضم إليه عام 1973.

ويراهن رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، وهو مؤيد للانسحاب فاز برئاسة الوزراء قبل شهر، على أنّ خطر وقوع اضطرابات في حال خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي "دون اتفاق"، سوف يقنع ميركل والرئيس الفرنسي بأنّه يتعين على الاتحاد الأوروبي إبرام اتفاق في اللحظة الأخيرة ليلائم مطالبه.

وقالت ميركل أمس الأربعاء، في مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الوزراء البريطاني في برلين: "آمل التوصل إلى اتفاق يتم التفاوض عليه".

وتابعت ميركل في المؤتمر الصحافي: "ربما نستطيع أن نفعل ذلك خلال الأيام الثلاثين المقبلة، لم لا؟"، لا في غضون سنتين.

وقالت: "سنكون قطعنا بذلك شوطاً كبيراً إلى الأمام"، ودعت جميع الأطراف إلى "بذل الجهود لتحقيق ذلك".

بدوره قال جونسون: "أنا سعيد جداً بهذا الاقتراح"، رغم اعتقاده أنّ الجدول الزمني الذي اقترحته ميركل ومدته 30 يوماً "ضيق جداً".

وقال: "أنا مسرور للغاية بالاستماع إليك يا أنجيلا الليلة، بأنّ محادثة على الأقل حول هذا الموضوع يمكن أن تبدأ بالفعل الآن".

وكرر جونسون أنّه لا يريد أن يسمع عن "شبكة الأمان"، مؤكداً أنّ المملكة المتحدة "لا يمكنها أن تقبل" الاتفاق الذي تم التفاوض عليه بين الاتحاد الأوروبي ولندن، إذ إنّ الآلية المثيرة للجدل ستبقي بريطانيا "أسيرة" الإطار القانوني للاتحاد الأوروبي.

ويقوم جونسون بأولى زياراته الخارجية لألمانيا منذ توليه منصبه، في بداية أسبوع دبلوماسي مكثف في أوروبا.


ويرفض حونسون بند "شبكة الأمان" المتعلّق بأيرلندا الشمالية، الوارد في الاتفاق الذي توصلت إليه تيريزا ماي مع الاتحاد الأوروبي.

وينصّ البند على أن تبقى المملكة المتحدة بأكملها ضمن "منطقة جمركية واحدة" مع الاتحاد الأوروبي، وذلك بسبب عدم وجود حل أفضل لنهاية المرحلة الانتقالية، كما من أجل تفادي عودة حدود فعلية بين مقاطعة أيرلندا الشمالية البريطانية وجمهورية أيرلندا. لكن مؤيدي "بريكست" يرفضون ذلك.

واعتبر بند "شبكة الأمان" حلاً لحماية اتفاقات السلام المبرمة في 1998 في أيرلندا، التي أنهت عقوداً من العنف، وكذلك للحفاظ على وحدة السوق الأوروبية.

ومع ذلك، شددت ميركل على ضرورة أن يكون هناك "وضوح" حول طبيعة العلاقات المستقبلية بين لندن والاتحاد الأوروبي، مشيرة إلى أنّ المفاوضات ينبغي أن تجريها المفوضية الأوروبية.

وأكد جونسون أنّه يريد أن تخرج بريطانيا من الاتحاد الأوربي باتفاق للخروج، ولكنها يجب أن تغادر في تاريخ أقصاه 31 أكتوبر/ تشرين الأول.


جونسون يلتقي ماكرون

لكن بعد ساعة فقط من حديث ميركل، قال ماكرون إنّ مطالب جونسون بإعادة التفاوض على اتفاق الخروج، بما في ذلك إلغاء الترتيب الخاص بالحدود الأيرلندية غير قابل للتنفيذ. ومن المقرر أن يلتقي جونسون مع ماكرون في باريس، اليوم الخميس.

وقال مسؤول في مكتب ماكرون لوكالة "رويترز"، إنّ فرنسا تعتقد الآن أنّ الانسحاب دون اتفاق هو "السيناريو الأرجح" لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، مضيفاً أن برلين وباريس متفقتان في الرأي.

ورداً على سؤال عن الهوّة بين مواقف لندن وباقي أعضاء الاتحاد السبعة والعشرين، قال جونسون: "إذا تناولنا الأمر بصبر وتفاؤل، يمكننا إنجازه. في الأمتار الأخيرة (في السباقات) عموماً تبدل الخيول أماكنها ويظهر الاتفاق الفائز".

وحتى الآن، لم يلق جونسون في هذا الموضوع سوى رفض القادة الأوروبيين الرئيسيين، بمن فيهم رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك.

وفي حين لا يبقى سوى عشرة أسابيع على موعد المغادرة المقرر، قال الاتحاد الأوروبي مراراً وتكراراً إنه لن يتفاوض مجدداً على اتفاق الانسحاب، الذي أبرمته رئيسة الوزراء السابقة تيريزا ماي، وإنه سيدعم أيرلندا التي تنتمي لعضويته.

وقبل جولته الخارجية الأولى رئيساً للوزراء، قال جونسون إنّ الاتحاد الأوروبي كان "سلبياً بعض الشيء"، لكن يمكن التوصل إلى اتفاق. وأكد أنّ المملكة المتحدة ستنسحب من دون اتفاق في حال عدم إبرامه.

(فرانس برس, رويترز)