ضممن المحفوظات الشخصية للفنان الإسباني (1881 – 1973)، يوجد أكثر من مئة مطبوعة فوتوغرافية قديمة احتوت صوراً له، إضافة إلى الأعمال التي تصوّر لوحاته ومنحوتاته ورسومه الأولية، بعضها التقط كأنه يحاور مصوّره في هيئة أو حالة متقصّدة.
"بيكاسو ونظرة المصوّر" عنوان المعرض الذي افتتح في السابع من الشهر الجاري ويتواصل حتى الرابع والعشرين من أيلول/ سبتمبر، في "متحف بيكاسو" في مدينة برشلونة الإسبانية، ويضيء على حياة الرسام بالصور، وقد التقط بعضها هو شخصياً وبعضها الآخر عدّة مصوّرين.
تهدف هذه "الجولة الفوتوغرافية من الاستوديو إلى الاستوديو إلى إظهار الثراء متعدد التخصّصات لأعمال بيكاسو، حيث يبدو ان التجريب دائماً يشكّل الأولوية لديه، بغض النظر عن الأسلوب والشكل المستخدم"، بحسب بيان المنظّمين.
من بين الصور المعروضة واحدة التقطها المصور الفرنسي روبير دوانو سنة 1952، في بلدة فالوريس جنوبي فرنسا يظهر خلالها مرتدياً قميصاُ بألوان مخطّطة بالعرض اعتاد على ارتدائه، وهو يقف وراء نافذة وواضعاً يديه فوق الزجاج.
مع تكرّس مكانته كأحد أبرز الفنانين حول العالم، كان بيكاسو يعيش في جنوب فرنسا حيث قضى فيها سنوات عديدة في نهاية حياته، وهناك وقف أمام عدسة العديد من المصورين المرموقين مثل روبير كابا، وهنري كارتييه بريسون، وبراساي، وديفيد دوغلاس دونكان.
يشير تقديم المعرض إلى أن الفنان الإسباني امتلك وجهاً جذاباً للتصوير، وأنه أدرك منذ شبابه تلك السمة ولعب عليها في صوره، مؤمناً بقوة الصورة وتأثيرها الكبير لذلك أتقن جيداً التحكّم بها، مع الأخذ بعين الاعتبار أن عشرات المصورين الذين حظوا بأخذ صور له أو لمحترفه، لم يستطع إلا قلّة منهم التقاط صور له في حال عفوية أثناء ممارسته الرسم أو خلال حياته اليومية.
واحدة فقط تمكّنت من الاحتفاظ بصور مختلفة، وهي حبيبته دورا مار التي عرضت سلسلة من الصور عام 1937 يظهر خلالها بيكاسو منهمكاً أثناء رسم لوحته "غيرنيكا" محترفه الباريسي، وهي من الصور النادرة التي تقدّمه في أثناء عمله.