عاشت الفنانة السويسرية، إيرمجارد ميكيلا بورشار سيميكا (1908 - 1964)، جزءاً طويلاً من حياتها في مصر، بعد أن قضت فترة في البرازيل. وأثناء وجودها في القاهرة، قرّرت تقديم طلب لتعرض أعمالها في "بينالي ساو باولو" الذي انعقد بين عامي 1953 و1954، وسرعان ما تحوّل طلبها الشخصي إلى مشروعٍ لتشكيل وفد رسمي من الفنّانين لتمثيل مصر في البينالي.
قصة هذه المشاركة، هي موضوع الندوة التي تلقيها الباحثة والمتخصّصة في تاريخ الفن نادين عطا الله، في "غاليري آرت توكس" في القاهرة عند السادسة من مساء اليوم الأحد، تحت عنوان "بورشار والحداثيّين المصريّين"، وتُعرض خلال المحاضرة بعض الأعمال الفنية التي شاركت في البينالي.
جارت المشاركةبحسب عطا الله، في وقت مرّت فيه مصر بفترة من التغيير السياسي، حيث أُعلنت الجمهورية في حزيران/ يونيو 1953، وفي مشهد فني تغيب عنه أيّة مؤسّسة متخصّصة في تنظيم هكذا مشاركات، فارتبط تحضير المعرض بالعديد من النقاشات لتحديد من لديه المهارات والشرعية لاختيار الأعمال الفنية التي يمكن إرسالها إلى ساو باولو.
تعكس قائمة الفنانين النهائية واقع عالم الفن المصري في النصف الأول من خمسينيات القرن العشرين، حيث تختلط الشخصيات الأكاديمية مع جيل جديد حريص على إنتاج الفن الحديث، وكذلك مع النخبة من الأجانب التي اندمجت في المجتمع المحلّي.
كان ثلث الجناح المصري آنذاك لفنّانات، واعتُبر وقتها أحد أكثر الأجنحة تمثيلاً للتشكيليات النساء في التظاهرة ككل. وفي هذا الإطار تُضيء عطا الله، التي تستقصي بشكل خاص مساهمة المرأة في الفنون البصرية في مصر الحديثة، علاقة ذلك بالأيديولوجيا القومية والناصرية.