في عام 2011، ظهرت الجماعة الإسلامية الصومالية المعروفة باسم "حركة الشباب المجاهدين" على منصة موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، حيث استخدمه مسؤولو الحركة للسخرية من أعدائهم والتفاخر بمعاركهم الميدانية وانتصاراتهم، بالإضافة إلى نشر صور من الجبهات الأمامية لمناطق النزاع. كما تنافسوا مع خصومهم السياسيين، مطلقين رسائل بلغة إنجليزية. وبذلك تكون جماعة حركة الشباب المجاهدين قد استخدمت "تويتر" لمشاركة الأخبار والترويج لرسالتهم. لكن، وفي عام 2013، واكبت تغريدات حركة الشباب على "تويتر" الهجوم الإرهابي لمقاتليهم على مركز نيروبي التجاري "ويست جيت".
الإرهابيون يحبون "تويتر". هذا ما جاء في تقرير نشرته مجلة "تايم" الأميركية، الأمر الذي لم يقتصر على حركة الشباب الصومالية، بل تعداه إلى "تنظيم الدولة الإسلامية" (داعش)، الذي تستهدفه الولايات المتحدة ضمن حملة عسكرية موسعة حالياً. التنظيم الذي برز وتمدد كمجموعة متطورة ومعقدة استخدمت خدمة "تويتر" لتنشر رسالتها. فقد أثار احتشاد جهاديي "داعش" وعشرات المئات من مساعديهم على "تويتر" خلال الأشهر الأخيرة تساؤلاً حول ما يجب أن تكون عليه ردود أفعال مواقع التواصل الاجتماعي عندما تستعمر مجموعات إرهابية منصاتهم.
ليست هناك إجابات سهلة على هذا التساؤل، حسب التقرير. فشبكات التواصل الاجتماعي موجودة ليتشارك أكبر قدر من مستخدميها المعلومات، ومواقع مثل "تويتر" ليست مجهزة ولا تميل "لحراسة الأعداد المتزايدة من الذين يعملون على الترويج لأنفسهم من أجل إيصال رسائلهم المؤذية". كما أنه لا يوجد إجماع داخل مجتمع المخابرات، فيما إذا كان استخدام مواقع مثل "تويتر" كأداة للدعاية يؤذي أو يساعد مصالح الولايات المتحدة.
وبالنسبة لبعض المراقبين فإن "تويتر" متهم بالتقصير بسبب سماحه لحسابات المتطرفين. تقول ريتا كاتز، مديرة معهد رصد المواقع الإسلامية، المرتبط بالمخابرات الأميركية، التي درست سلوك الجهاديين على الشبكة: "لسنوات عدة، قام متتبعو التنظيمات المتطرفة بالسطو على "تويتر" للترويج بحرية لجهادهم من دون أدنى حد من التدخل، وقد أدى عدم قيام إدارة "تويتر" بأي تصرف حيال الأمر إلى تأييد قوي وهائل لظهور "داعش" على منصتهم الإعلامية، حيث قاموا بحملات تعبئة وتجنيد وترويع".
فيما يرى آخرون أن الأمر ليس بهذه السهولة. يقول خبير مكافحة الإرهاب كلينت واتس، الذي درس سلوك "داعش" على الإنترنت: "هناك آلية لإلغاء أغزر الحسابات الجهادية على الإنترنت. وفي كل مرة يحدث ذلك، يعيدون بناء أتباعهم مرة أخرى. لكن حسابات "داعش" يمكن أن تكون، في بعض الحالات، نعمة لجهود جمع المعلومات الاستخباراتية، فتبجحهم يخبرنا بما نجهله بخصوص ما يحدث في شرق سورية، كما يستعرضون انتصاراتهم في العراق، وهذه مسألة ذات قيمة بالنسبة للمخابرات الأميركية التي تقوم بجمع المعلومات عن طريق تغريداتهم وتفاخرهم على حساباتهم على موقع تويتر".
لهذا السبب تفضل بعض الشخصيات الحكومية أن تبقى تلك الحسابات مفتوحة. "إنها مسألة مهمة، لأنها تمكن من تتبعهم على تويتر"، يقول ويليام مكانتس، المستشار السابق في وزارة الخارجية، الذي يدير مشروع العلاقات الأميركية مع العالم الإسلامي في معهد بروكينغز. يذكر مكانتس إن مسؤولاً في المخابرات الأميركية وصف الموقع كـ "منجم ذهب" من المعلومات حول شبكات المقاتلين الأجانب، أكثر من أي مصادر سرية. كما تستخدم وزارة الخارجية نفسها "تويتر" للقيام بحملة دعاية مضادة، من خلال حساب تحت عنوان Think AgainTurn Away تحاول من خلاله لدغ تنظيم داعش في جحره وتحجيم عمليات التجنيد التي يقوم فيها.
وقد رفض متحدث باسم "تويتر" التعليق على هذه المقالة. فقواعد الموقع تحظر التهديد بالعنف والتحرش وغيرها من الانتهاكات، كما أن الوكالات الحكومية أو الموظفين المكلفين بتنفيذ القوانين قادرون على طلب إزالة المحتوى المحظور. ففي عام 2013، تلقى الموقع فقط 437 طلباً من الحكومات في جميع أنحاء العالم، بينما تلقى 432 طلباً خلال الجزء الأول من هذا العام. لذلك اتخذ موقع "تويتر" في الأشهر الأخيرة، إجراءات صارمة بخصوص بعض الحسابات، بما فيها تلك الصور أو الفيديوهات المروعة لقطع رأس الصحافيين الأميركيين جيمس فولي وستيفن سوتلوف. يقول ألبرتو فرنانديز، منسق مركز وزارة الخارجية الأميركية للاتصالات الاستراتيجية لمكافحة الإرهاب، تعليقاً على تلك الصور والفيديوهات: "هذه ليست بالضرورة صورة دموية. إنها رسالة من شخص ما يقول لك أن تذهب لتقتل".
من السهولة معرفة لما يندفع الإرهابيون أفواجاً إلى المنصة. فابتداء من منتصف عام 2000، نظمت القاعدة نفسها على الإنترنت عبر منتديات جهادية، كانت محمية بكلمات سر تتطلب اتصالات خاصة للوصول إليها. لكن بالمقابل تعتبر التغريدة بمثابة الميكروفون الحر للوصول إلى جمهور كبير، يمكن الوصول إليه بسهولة عبر الهواتف الذكية وغير الخاضعة للرقابة إلى حد كبير.
فعندما بدأ مقاتلو "داعش" السيطرة على مساحات واسعة من سورية والعراق هذا الصيف، أطلق منظمو شبكة التنظيم على الإنترنت -هناك نحو 30 لاعباً أساسياً، طبقاً لمحللين يدرسون المتطرفين العالميين على الإنترنت- أطلقوا تغريداتهم حول انتصاراتهم الإقليمية، ناشرين أدلة تصويرية على تلك الانتصارات. وقد حاولوا تشذيب صورتهم الحادة بنثر لمسات إنسانية، مثل صور الوجبات والقطط الجميلة. وحاولوا تجنيد المزيد من المتطوعين، بمن فيهم الغربيون، للقضية.
قد يبدو الأمر غير منطقي، فالتطرف في جزء كبير منه يقوم على نبذ المجتمع الحديث، في حين أن منصة وسائل الإعلام الاجتماعي تعمل على التمكين من العالم الشبكي الحديث. لكن نظراً لاستحالة إلغاء كل المشاعر المؤيدة لـ "داعش" على تويتر، يحاول محللون أميركيون استخدام الخدمة للتوصل إلى فهم أفضل لآليات عمل الجماعة الإرهابية. لذا يعتبر قرار تويتر إسكات بعض الحسابات وليس كلها أمر لا بأس به، يقول مكانتس: "مشاهدة مجموعة تتهافت على حساب جديد عندما يتم حظر حساب كبير يمكن أن يكون مفيداً، فعندما يتم إغلاق حساب ما، من المثير للاهتمام أن نرى السرعة التي يعيد أتباعه تشكيل أنفسهم من جديد، ومعرفة من هم أول أتباعه".
وإن كانت المخابرات الغربية، الأميركية تحديداً، ترى إفادة من تعقّب حسابات كل هؤلاء المتطرفين على مواقع التواصل الاجتماعي، فإن دعوات بالآلاف لوقف هذه الحسابات خرجت بعد ذبح الصحافي جيمس فولي. وقد انطلقت حملة لمقاطعة أخبار "داعش" بعنوان "قاطعوا أخبار داعش"، لكن يبدو أن مفعول الحملة قد انتهى، وها هو التنظيم يعود إلى الأخبار الأولى فتعود متابعة كل حساباته على "تويتر".
الإرهابيون يحبون "تويتر". هذا ما جاء في تقرير نشرته مجلة "تايم" الأميركية، الأمر الذي لم يقتصر على حركة الشباب الصومالية، بل تعداه إلى "تنظيم الدولة الإسلامية" (داعش)، الذي تستهدفه الولايات المتحدة ضمن حملة عسكرية موسعة حالياً. التنظيم الذي برز وتمدد كمجموعة متطورة ومعقدة استخدمت خدمة "تويتر" لتنشر رسالتها. فقد أثار احتشاد جهاديي "داعش" وعشرات المئات من مساعديهم على "تويتر" خلال الأشهر الأخيرة تساؤلاً حول ما يجب أن تكون عليه ردود أفعال مواقع التواصل الاجتماعي عندما تستعمر مجموعات إرهابية منصاتهم.
ليست هناك إجابات سهلة على هذا التساؤل، حسب التقرير. فشبكات التواصل الاجتماعي موجودة ليتشارك أكبر قدر من مستخدميها المعلومات، ومواقع مثل "تويتر" ليست مجهزة ولا تميل "لحراسة الأعداد المتزايدة من الذين يعملون على الترويج لأنفسهم من أجل إيصال رسائلهم المؤذية". كما أنه لا يوجد إجماع داخل مجتمع المخابرات، فيما إذا كان استخدام مواقع مثل "تويتر" كأداة للدعاية يؤذي أو يساعد مصالح الولايات المتحدة.
وبالنسبة لبعض المراقبين فإن "تويتر" متهم بالتقصير بسبب سماحه لحسابات المتطرفين. تقول ريتا كاتز، مديرة معهد رصد المواقع الإسلامية، المرتبط بالمخابرات الأميركية، التي درست سلوك الجهاديين على الشبكة: "لسنوات عدة، قام متتبعو التنظيمات المتطرفة بالسطو على "تويتر" للترويج بحرية لجهادهم من دون أدنى حد من التدخل، وقد أدى عدم قيام إدارة "تويتر" بأي تصرف حيال الأمر إلى تأييد قوي وهائل لظهور "داعش" على منصتهم الإعلامية، حيث قاموا بحملات تعبئة وتجنيد وترويع".
فيما يرى آخرون أن الأمر ليس بهذه السهولة. يقول خبير مكافحة الإرهاب كلينت واتس، الذي درس سلوك "داعش" على الإنترنت: "هناك آلية لإلغاء أغزر الحسابات الجهادية على الإنترنت. وفي كل مرة يحدث ذلك، يعيدون بناء أتباعهم مرة أخرى. لكن حسابات "داعش" يمكن أن تكون، في بعض الحالات، نعمة لجهود جمع المعلومات الاستخباراتية، فتبجحهم يخبرنا بما نجهله بخصوص ما يحدث في شرق سورية، كما يستعرضون انتصاراتهم في العراق، وهذه مسألة ذات قيمة بالنسبة للمخابرات الأميركية التي تقوم بجمع المعلومات عن طريق تغريداتهم وتفاخرهم على حساباتهم على موقع تويتر".
لهذا السبب تفضل بعض الشخصيات الحكومية أن تبقى تلك الحسابات مفتوحة. "إنها مسألة مهمة، لأنها تمكن من تتبعهم على تويتر"، يقول ويليام مكانتس، المستشار السابق في وزارة الخارجية، الذي يدير مشروع العلاقات الأميركية مع العالم الإسلامي في معهد بروكينغز. يذكر مكانتس إن مسؤولاً في المخابرات الأميركية وصف الموقع كـ "منجم ذهب" من المعلومات حول شبكات المقاتلين الأجانب، أكثر من أي مصادر سرية. كما تستخدم وزارة الخارجية نفسها "تويتر" للقيام بحملة دعاية مضادة، من خلال حساب تحت عنوان Think AgainTurn Away تحاول من خلاله لدغ تنظيم داعش في جحره وتحجيم عمليات التجنيد التي يقوم فيها.
وقد رفض متحدث باسم "تويتر" التعليق على هذه المقالة. فقواعد الموقع تحظر التهديد بالعنف والتحرش وغيرها من الانتهاكات، كما أن الوكالات الحكومية أو الموظفين المكلفين بتنفيذ القوانين قادرون على طلب إزالة المحتوى المحظور. ففي عام 2013، تلقى الموقع فقط 437 طلباً من الحكومات في جميع أنحاء العالم، بينما تلقى 432 طلباً خلال الجزء الأول من هذا العام. لذلك اتخذ موقع "تويتر" في الأشهر الأخيرة، إجراءات صارمة بخصوص بعض الحسابات، بما فيها تلك الصور أو الفيديوهات المروعة لقطع رأس الصحافيين الأميركيين جيمس فولي وستيفن سوتلوف. يقول ألبرتو فرنانديز، منسق مركز وزارة الخارجية الأميركية للاتصالات الاستراتيجية لمكافحة الإرهاب، تعليقاً على تلك الصور والفيديوهات: "هذه ليست بالضرورة صورة دموية. إنها رسالة من شخص ما يقول لك أن تذهب لتقتل".
من السهولة معرفة لما يندفع الإرهابيون أفواجاً إلى المنصة. فابتداء من منتصف عام 2000، نظمت القاعدة نفسها على الإنترنت عبر منتديات جهادية، كانت محمية بكلمات سر تتطلب اتصالات خاصة للوصول إليها. لكن بالمقابل تعتبر التغريدة بمثابة الميكروفون الحر للوصول إلى جمهور كبير، يمكن الوصول إليه بسهولة عبر الهواتف الذكية وغير الخاضعة للرقابة إلى حد كبير.
فعندما بدأ مقاتلو "داعش" السيطرة على مساحات واسعة من سورية والعراق هذا الصيف، أطلق منظمو شبكة التنظيم على الإنترنت -هناك نحو 30 لاعباً أساسياً، طبقاً لمحللين يدرسون المتطرفين العالميين على الإنترنت- أطلقوا تغريداتهم حول انتصاراتهم الإقليمية، ناشرين أدلة تصويرية على تلك الانتصارات. وقد حاولوا تشذيب صورتهم الحادة بنثر لمسات إنسانية، مثل صور الوجبات والقطط الجميلة. وحاولوا تجنيد المزيد من المتطوعين، بمن فيهم الغربيون، للقضية.
قد يبدو الأمر غير منطقي، فالتطرف في جزء كبير منه يقوم على نبذ المجتمع الحديث، في حين أن منصة وسائل الإعلام الاجتماعي تعمل على التمكين من العالم الشبكي الحديث. لكن نظراً لاستحالة إلغاء كل المشاعر المؤيدة لـ "داعش" على تويتر، يحاول محللون أميركيون استخدام الخدمة للتوصل إلى فهم أفضل لآليات عمل الجماعة الإرهابية. لذا يعتبر قرار تويتر إسكات بعض الحسابات وليس كلها أمر لا بأس به، يقول مكانتس: "مشاهدة مجموعة تتهافت على حساب جديد عندما يتم حظر حساب كبير يمكن أن يكون مفيداً، فعندما يتم إغلاق حساب ما، من المثير للاهتمام أن نرى السرعة التي يعيد أتباعه تشكيل أنفسهم من جديد، ومعرفة من هم أول أتباعه".
وإن كانت المخابرات الغربية، الأميركية تحديداً، ترى إفادة من تعقّب حسابات كل هؤلاء المتطرفين على مواقع التواصل الاجتماعي، فإن دعوات بالآلاف لوقف هذه الحسابات خرجت بعد ذبح الصحافي جيمس فولي. وقد انطلقت حملة لمقاطعة أخبار "داعش" بعنوان "قاطعوا أخبار داعش"، لكن يبدو أن مفعول الحملة قد انتهى، وها هو التنظيم يعود إلى الأخبار الأولى فتعود متابعة كل حساباته على "تويتر".