وقالت شبكة "الدرر الشامية"، وهي من بين الجهات التي يعمل معها رحال، إن عملية التوقيف "تمت بشكل مهين بعد اقتحام منزله من قِبل عناصر يتبعون لـ"تحرير الشام"، من دون مراعاة حرمة منزله، حيث تمّ سوقه إلى أحد المراكز الأمنية التابعة للهيئة"، مشيرة إلى أن زوجة رحال حاولت أن تعارض عملية اعتقال زوجها، إلا أن عناصر الهيئة رفعوا السلاح في وجهها".
وقال شهود عيان للشبكة إن الدورية التابعة للجهاز الأمني صادرت الكاميرا الخاصة برحال، وكل المعدات الإعلامية الأخرى، فيما رجح مقربون منه أنّ اعتقاله جاء على خلفية نشره تسجيلاً مرئياً عبر معرفاته على مواقع التواصل الاجتماعي، للقيادي في تحرير الشام "أبو العبد أشداء" ينتقد فيه قيادة الهيئة وسياساتها.
ويعتبر رحال من الإعلاميين المقربين لـ"هيئة تحرير الشام"، ويعمل كصحافي متعاون مع عدة وكالات، منها وكالة "الأناضول" للأنباء وشبكة "الدرر الشامية".
إلى ذلك، وبعد ساعات من الانتقادات التي وجهها أبو العبد أشداء، الإداري العام لـ"جيش عمر" التابع لـ"تحرير الشام"، لعمل "الهيئة" والفساد الإداري والمالي داخلها، أصدرت الأخيرة قراراً بإعفائه من المهام الموكلة إليه وإحالته على القضاء العسكري.
وقال بيان لـ"الهيئة": "نظراً لما تضمنته مرئية الأخ أبي العبد أشداء من تدنيس وافتراء وكلام لا يخدم إلا أعداء الأمة، ودعوة إلى شق صف المجاهدين، فإننا قررنا إعفاءه من كافة المهام الموكلة إليه، وإحالته إلى القضاء العسكري".
كما ردّ عضو مجلس الشورى في الهيئة أبو الفتح الفرغلي على الاتهامات الواردة في كلام أبوالعبد، قائلاً: "التفريق بين الجنود والقادة الميدانيين، وبين قادة غرفة العمليات الذين لم يدخروا وسعاً بشهادة الجميع في مباشرة المعركة من أول يوم، وبعضهم لم يرجع إلى بيته من بدايتها، إلا لماماً بغرض استمالة الجنود لصف المتحدث، أقل ما يقال عنه إنه ليس من المروءة" حسب وصفه. واتهم أبو العبد بمحاولة "تأليب حاضنة المجاهدين عليهم في هذا الوقت العصيب".
وكان أبو العبد أشداء، الذي انشق عن "أحرار الشام" نهاية 2016 مع نحو 100 مقاتل من كتيبته "مجاهدو أشداء" لينضم إلى "الهيئة"، نشر مقطعاً مصوراً، صباح أمس الثلاثاء، اتهم فيه "تحرير الشام" بالفساد الإداري والمالي والعسكري، محملاً إياها مسؤولية الخسائر العسكرية أمام مليشيات النظام وروسيا في العملية العسكرية الجارية منذ مايو/أيار الماضي.