بمبادرة من منظّمي "مهرجان بيروت للفيلم الوثائقي"، عُرض فيلم "تخيّل.. زها حديد: من يجرؤ يكسب" من إنتاج محطة BBC، في العاصمة اللبنانية مؤخراً، استعداداً لتقديم عروض عدّة له في الخريف المقبل خلال النسخة الثانية من المهرجان.
يوثّق العمل زيارة إلى أعمالها من النمسا إلى أذربيجان، لتسليط الضوء على تصميمات المعمارية العراقية (1950- 2016) والتي حاكت المدرسة التفكيكية عبر اهتمامها بالنمط والأسلوب الحديث في التصميم من خلال 950 مشروعاً قامت بها في 44 بلداً. وتميّزت أعمالها بالخيال حيث كانت تضع تصميماتها في خطوط حرة سائبة لا تحدّدها خطوط أفقية أو رأسية. كما تميّزت أيضاً بالمتانة حيث كانت تستخدم الحديد في تصاميمها.
وتظهر زها الطفلة في الشريط الوثائقي عبر صور فوتوغرافية كابنة لأحد قيادات "الحزب الوطني الديمقراطي العراقي" ووزير المالية الأسبق محمد حديد الذي اشتهر بتسيير اقتصاد العراق خلال الفترة من عام 1958 حتى 1963.
وقالت المعمارية العراقية في الفيلم الذي أنتج قبل وفاتها بأشهر "كنت طفلة فضولية جداً. العراق كان آنذاك مكاناً رائعاً والناس فيه رائعون والمجتمع منفتح"، مضيفة: "تعلّمت في مدرسة للراهبات. كنت فتاة مسلمة في مدرسة للراهبات. كان وقتاً مثيراً للاهتمام في بغداد آنذاك. كانت الحرية حاضرة بشكل جميل. صغيرة أردت أن أصبح مهندسة. كان لأهلي عقل منفتح. وأنا في الثامنة من عمري كنت أختار ثيابي. عام 1972 سافرت إلى لندن".
يذكر أن زها حديد وُلدت في بغداد عام 1950، واستقرّت في لندن بعد دراستها هناك، ومن أبرز المشاريع التي قامت بها "محطة إطفاء الحريق" في ألمانيا، ومبنى "متحف الفن الإيطالي" في روما، و"مركز لندن للرياضات البحرية"، و"محطة الأنفاق" في ستراسبورغ، و"المركز الثقافي" في أذربيجان.