"تشريح الحزن": استكشاف لفيسيولوجيا الحداد

11 سبتمبر 2020
+ الخط -

عندما يفقد أحدنا شخصًا - في ظروف مفاجئة أو غير ذلك – فإن الحزن لا يظل مسألة نفسية فقط، بل إنه يأخذ أشكالاً مختلفة، ويتفاعل الجسد أيضاً مع الجرح العاطفيفي محاولته لفهم الحياة بدون شخص ما كان موجوداً دائماً واختفى. حالة الحداد هذه يعيشها الإنسان عادة دون أن يقف على تفاعلاتها وكيف تحدث وماذا يحدث لنا بالضبط حين نفقد عزيزاً. 

وهذا ما تحاول المحللة والطبيبة النفسانية الأميركية دوروثي هولينجر استكشافه في كتابه "تشريح الحزن" الصادر مؤخراً عن "منشورات جامعة يال" باستكشاف معالم الحزن وإعادة التفكير فيه، لكنها لا تكتب العمل بجفاف اللغة العلمية.

فرضت طبيعة الموضوع نفسها فمزجت المؤلفة بين العلم وبين الكتابة الإنسانية المؤثرة، فقد تعاملت الكاتبة مع موضوع الحزن ككاتبة وطبيبة وتعاملت معه أيضاً من جانب الشخصي، فقدمت استكشافاً لتاريخ تطور الحزن وعلاقته بعلوم التشريح وعلم وظائف الأعضاء, 

غلاف الكتاب

 

وقد اعتبرت العديد من مراجعات الكتاب، أن العمل مفيد إلى حد كبير لمن يرغب في تعمل كيفية التعامل مع ما يمر به من فقدان، من خلال الجمع بين البحث والخبرة السريرية (الكاتبة هي أيضاَ متخصصة في أبحاث الدماغ) والشخصية قدمت هولينجر دليلاً عمليًا وقابلًا للإرتباط معه بشكل يومي وإنساني في أحلك الأوقات. 

يضم الكتاب أمثلة من الأدب والموسيقى والشعر وعلم الآثار القديمة والخبرة الشخصية للمؤلفة والمذكرات وروايات المرضى، وتجيب في فصوله المختلفة عن أسئلة تتعلق باللغة والحزن، ولماذا تبدو الحياة فارغة، ولماذا يزداد الحزن وينحسر باستمرار، ولماذا يبكي المفجوع بالموت. 

يتضمّن القسم الأول من الكتاب - والمعنون "وصف الحزن" - الفصول التالية: "أصول تطورية"، و"أشكال الحداد"، "لغة المفجوع". وفي القسم الثاني "فيسيولوجيا الحداد"، الأبواب "العقل المصعوق بالحزن"، و"القلب المكلوم بالحزن"، و"الجسد في حالة حداد". 

أما القسم الثالث فيأتي بعنوان "فقدان من نحب"، وهو مقسم إلى فصول بحسب القرب "الأمهات"، "الآباء"، "الأبناء"، "الأخوات والإخوة"، "شركاء الحياة"، وتضع الكاتبة خاتمة بعنوان "خيمياء حلوة ومُرّة". 

المساهمون