أعلن "المنتدى الثقافي اللبناني" في فرنسا، منح جائزته للإبداع العربي لهذا العام إلى الشاعر المغربي محمد بنّيس.
يُعد بنّيس (فاس 1948) أحد أبرز الأصوات الشعرية العربية اليوم، وقد وصفه الشاعر الفرنسي برنار نويل مرّةً بقوله: "إلى جانب أدونيس ومحمود درويش، أنشأ محمد بنيس عملاً لا يدين فيه إلا للبحث الصبور عن أصالته الخاصة ليصبح نموذجاً داخل اللغة العربية، وقد أصبح الآن يحمل مستقبلاً هو ما يجعل منه عملاً تأسيسياً".
نشر بنّيس أول أشعاره في أواخر الستينيات، كما نشر بعض قصائده في مجلة "مواقف" البيروتية. أمّا ديوانه الأول فكان بعنوان "ما قبل الكلام" ونُشر عام 1969، تلته 16 مجموعة شعرية، إلى جانب كتب أخرى بينها دراسات حول الشعر العربي الحديث، ومقالات وترجمات وتجارب في الكتابة عن الفن التشكيلي، إلى جانب "كتاب الحب" وهو عمل شعري تشكيلي مشترك مع الفنان العراقي ضياء العزاوي.
ومن أبرز ترجماته: "الاسم العربي الجريح" لعبد الكبير الخطيبي، و"الموجز في الإهانة" لبرنار نويل، و"قبر ابن عربي" لبعد الوهاب المؤدب، و"رمية نرد" لمالارميه"، و"القدسي" لجورج باتاي.
وصدرت لبنّيس ثلاثة أعمالٍ جديدة في 2018؛ هي: "شطحات لمنتصف النهار" (توبقال)، وهو كتاب سيري، و"كالحب، كالحياة" (توبقال) وهو ترجمة لمنتخبات شعرية للفرنسي ميشيل دوغي، و"أندلس الشعراء: منتخبات أندلسية من الشعر والنثر" (المركز الثقافي العربي).
يُذكر أن المنتدى منح جائزته للإبداع العربي، خلال السنوات الماضية، للشاعرَين السوريَّين أدونيس وسليم بركات، والفنّانَين التشكيليَّين السوريَّين مروان قصاب باشي ويوسف عبدلكي والشاعر الأردني أمجد ناصر، والروائية السعودي رجاء عالم، والباحثة والمحلّلة النفسية التونسية رجاء بن سلامة، والشاعر المغربي عبد اللطيف اللعبي، والناشطة الفلسطينية عهد التميمي، والشاعر اللبناني وديع سعادة وآخرين.
في بيان الجائزة، اعتبر رئيس المنتدى الثقافي اللبناني نبيل أبو شقرا، أن منحها هذا العام لمحمد بنّيس يأتي "لأنه أحد كبار شعراء العربية ولأنه يضيف الى الجائزة قيمة جديدة، لعلّ أهم ما يميزه، ليس شغفه بالشعر، بل ولعه بالحداثة الشعرية التي تنطلق من تجربة إنسانية تستشرف المستقبل وتسعى اليه باستمرار في سياق مسيرة معرفية تتمسك بالانفتاح وبمفهوم الحرية، الحرية التي تشكّل توقه الدائم لتعريف معنى الحياة".