تفاجأت أسرة جابر صلاح، الشهير بـ"جيكا"، الذي قضى بطلق ناري في الرأس في "أحداث محمد محمود الثانية"، في 19 نوفمبر/ تشرين الثاني عام 2012، باسمه مقيداً في كشوف الناخبين في مدرسة عابدين الثانوية، في أول انتخابات رئاسية تشهدها مصر بعد انقلاب 3 يوليو/ تموز الماضي، التي بدأت اليوم الإثنين وستستمر إلى غد الثلاثاء.
"جيكا" الذي كان عضواً في حركة "شباب 6 إبريل"، لم يكن قد بلغ السن القانوني للتصويت عندما توفي، بحسب ما يقول والده الحاج صلاح، لـ"العربي الجديد". ويضيف: "المثير للدهشة أن ولدي لم يكمل عامه الـ 17 قبل وفاته، ولم يسبق له التصويت في أي انتخابات من قبل". وهو ما دفعه لشن هجوم حاد على أجهزة الدولة التي اتهمها بـ"الإهمال وعدم تنقية كشوف الناخبين من المتوفين".
وأوضح أن مثل هذه الممارسات دفعت الكثيرين لمقاطعة التصويت في الانتخابات، مشيراً إلى أنه مر على عدد من لجان الاقتراع في دائرتي عابدين والسيدة زينب ووجدها خالية تماماً.
ويرى والد "جيكا"، الذي صوّت لمصلحة المرشح الرئاسي حمدين صباحي، أن أنصار المرشح الرئاسي، عبد الفتاح السيسي، يحاولون خلق حالة في الشارع لتحويل انتباه الناس بعيداً عن ظاهرة المقاطعة وعزوف المواطنين عن الانتخاب من خلال انتشار أجهزة الصوتيات في الشوارع وإذاعة أغاني "بشرة خير" و"تسلم الأيادي".
ويرى أن "أجهزة الدولة حاولت تقليل عدد لجان الاقتراع، لتبدو مزدحمة أمام كاميرات وسائل الإعلام ولإقناع العالم بارتفاع نسبة المشاركة من دون جدوى؛ فالناس في حالة عزوف وإحباط مما يحدث".
وتوقع والد "جيكا" أن تعلن أجهزة الدولة أن اليوم الثاني للتصويت، غداً الثلاثاء، عطلة رسمية؛ في محاولة منها لحث المواطنين على المشاركة، مستبعداً أن يؤتي ذلك ثماره، لأن الشباب يرفضون المشاركة حتى لا يُضفوا على الانتخابات الشرعية".
بدوره، رأى عضو المكتب السياسي لحركة "شباب 6 إبريل"، محمد مصطفى، أن وجود اسم "جيكا" في كشوف الناخبين، على الرغم من شهرته الواسعة، يؤكد صحة قرار الحركة بمقاطعة هذه الانتخابات التي وصفها بـ"المسرحية الهزلية".
ويقول مصطفى لـ"العربي الجديد": "اعتدنا على عدم تنقية كشوف الناخبين من متوفين أدلوا بأصواتهم في استحقاقات انتخابية سابقة، لكن الجديد في حالة (جيكا) أنه لم يصوّت في أي انتخابات قبل وفاته".
وفسّر مصطفى، ما اعتبره عزوفاً من الناخبين عن المشاركة نتيجة "شعورهم بالإحباط بسبب عودة النظام السابق بقمعه وفساده واستبداده، فضلاً عن اقتناعهم بفوز السيسي المؤكد، خصوصاً بسبب الحشد والتأييد الواسع الذي حظي به في وسائل الإعلام الحكومية والخاصة كلها".
ويذكر أن "جيكا" الذي قد قُتل بطلق ناري في الرأس والصدر، اتهمت أسرته وأصدقاؤه قوات الداخلية المصرية بقنصه خلال مشاركته في "أحداث محمد محمود الثانية".