وشهد، بعد ظهر اليوم السبت، انسحاب عناصر "سرايا أهل الشام" من منطقة الاشتباكات باتجاه أطراف بلدة عرسال (عددهم حوالى 100 مقاتل)، بعد أن كان التنظيم السوري قد توسط بين "حزب الله" و"فتح الشام" لانسحاب عناصر الأخير من الجرود اللبنانية مقابل عودة عائلات سورية لاجئة إلى بلداتها في منطقة القلمون ويلعب فيها "أهل الشام" دور الشرطة العسكرية بإمرة الحزب في البلدات التي سيعود إليها أهلها، قبل أن يخوض مقاتلو "أهل الشام" اشتباكات محدودة ضد الحزب في الجرود بعد اتهامهم له بإغلاق باب المفاوضات سعياً لتحقيق نصر إعلامي.
وفي البلدات المجاورة لعرسال بدأ "حزب الله" تشييع عناصره الذين قُتلوا خلال الاشتباكات في جرد عرسال، ومنهم: مهدي محسن رعد وياسر أيمن شمص، بحضور نواب من الحزب ومن "تكتل التغيير والإصلاح".
من جهته، أعلن الجيش اللبناني في بيان، أن الجهة التي استهدفت نائب رئيس بلدية عرسال السابق ومفاوض آخر هي "جبهة فتح الشام"، التي أطلق عناصرها صاروخاً موجهاً على السيارة.
وأكدت مصادر محلية في البلدة هذا الأمر لـ"العربي الجديد"، مشيرة إلى أن توجه الفليطي إلى الجرود تم "بطلب من مرجعية سياسية لبنانية في محاولة لاستئناف مفاوضات انسحاب مقاتلي فتح الشام من جرد عرسال". وأكدت المصادر المحلية في البلدة أن "أهالي عرسال سيمنعون تحول مقتل الفليطي إلى فتنة داخلية في لبنان، ولذلك تقرر نقل الجثة إلى أحد مستشفيات العاصمة بيروت، حيث ستخضع للتشريح وسيكشف تقرير طبي أسباب الوفاة بدقة بعد انتشار إشاعات مختلفة عن سبب الوفاة وتوقيته".
وكان الفليطي مفاوضاً معتمداً من قبل اللجنة الوزارية التي كلفها رئيس الحكومة السابق تمام سلام، التفاوض مع" فتح الشام" لإطلاق العسكريين اللبنانيين المختطفين لديها، كما كان جزءاً من الوفد اللبناني الذي فاوض "فتح الشام" خلال الأسابيع الماضية لمغادرة جرد عرسال.
ولم تتضح بعد طبيعة المفاوضات التي كان الفليطي بصدد إجرائها، أو ارتباطها بالمفاوضات التي كانت تتم بين "حزب الله" و"فتح الشام" عبر تنظيم "سرايا أهل الشام السوري"، علماً أن الفليطي كان أحد المفاوضين خلال اختطاف "فتح الشام" عسكريين لبنانيين بين عامي 2014 و2016.
Facebook Post |
عبور اللاجئين
وشهدت نقاط الجيش اللبناني التي تفصل بلدة عرسال عن جرودها دخول مئات اللاجئين السوريين إلى البلدة هرباً من المخيمات التي يقيمون فيها وتقع بالقرب من مناطق الاشتباكات.
وأعلن "اتحاد الجمعيات الإغاثية" عن استقبال 104 عائلات بينها حالات مرضية، كما أعلن الصليب الأحمر اللبناني عن نقل 7 جرحى و100 طفل وامرأة إلى داخل عرسال.
وعلى الصعيد السياسي، أكد وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق، على "ضرورة العمل لتخفيف الأعباء الإنسانية الباهظة الثمن التي يتحملها المجتمع المضيف في عرسال، منذ بداية الحرب في سورية، وتضحياته من أجل إيواء النازحين وتحمله تداعيات وجود المسلحين في جرود منطقته".
كما أكد المشنوق أنه "على تواصل دائم مع جميع المعنيين في الجيش ومختلف الأجهزة الأمنية والهيئة العليا للإغاثة والمنظمات الدولية والمحلية من أجل توفير كل السبل لحماية المدنيين وتأمين المساعدات الطبية والإنسانية لهم".