بعد عرض الحلقة الأخيرة من مسلسل "خمسة ونص" للكاتبة إيمان السعيد والمخرج فيليب أسمر، عبّرت الفنانة العراقية شذى حسون من خلال منشور لها عبر حسابها الخاص على "تويتر" عن ترحيبها بموت نجمة المسلسل بيان نجم الدين (نادين نسيب نجيم).
هذا التعليق فتح على حسون النيران من كل حدب وصوب على مواقع التواصل. فبعد موت بطلة العمل إثر تعرضها لحادث سير مفتعل من قبل زوجها غمار الغانم (قصي خولي)، وذلك بعد اكتشاف الأخير خيانة زوجته له مع صديقه وحارسه الشخصي جاد (معتصم النهار)، تبرر حسون حالة القتل على أنها جريمة شرف مستحقة، معلنةً أن الخيانة جرم لا يغتفر مهما بلغت قسوة الظروف التي مرّت بها شخصية العمل.
ربما تفاوتت الانتقادات الموجهة للعمل، البعض رأى أن المسلسل يدعو لما يسمّى "الانحلال الأخلاقي"، فيشجع على مفاهيم مجتمعية لا تتوافق مع القواعد الاجتماعية التي تحكم العالم العربي. وآخرون استنكروا موت شخصية بيان نجم الدين ــ يفترض أنها مستوحاة من شخصية الأميرة البريطانية الراحلة ديانا ــ في حادث سير غامض. وبين هذا الانتقاد وذاك، لا جديد فعلياً قدّمه العمل في لغة الدراما، فضلا عن بعض الأخطاء الإخراجية والسقوط المتسارع للأحداث وغيره من التفاصيل.
لكن لو أخذنا في الاعتبار الرسائل التي أراد العمل توجيهها إلى المجتمع اللبناني أو العربي، سنجد جرأة كبيرة في المواضيع المتبناة. خطاب خاص لمستمع عام من جميع الفئات والشرائح، السياسة هي مفصل الأحداث وإليها تعود جميع المحاور والخطوط الدرامية، فتلتقي فيها وتتشعب عنها. في الغضب والانتقام نجد السياسة وسيلة، في الحب والزواج والمرض نجدها صفقة من تحت الطاولة. كما نجد السياسة في تربية الأبناء والأحفاد من خلال عملية التوريث...
نوافذ كبيرة تطل من عين الكاميرا، لم يتسع لها العمل، ولكنها عبرت، وانتهت كما بدأت: الجد يقتل زوجة طيبة وصالحة وينفي ابنها، ثم يعيده بعد أكثر من عقدين ليتولى الزعامة بعد وفاة ابنه الأكبر من زوجته الأولى. يترأس الابن (غمار) الحزب السياسي بعد زواجه من طبيبة الأمراض السرطانية (بيان) التي تحمل في داخلها قيمًا إنسانية نبيلة ودافئة فتحت لها بابًا للترشح للبرلمان. تتوتر العلاقة بينهما وتأخذ طابعًا حادًا وتنافسيًا يقسي مشاعر الحب والذكريات. ولكن هناك طفلا مشتركا بينهما، وهو المستقبل والوريث الوحيد، إضافة إلى علاقة زواج سرية تجمع الزوج بعشيقته القديمة.
مطامع غمار تكبر، والنائبة بيان تستمر في احترام علاقتها بزوجها لسنوات، فتغرق في مآسيها وترضخ أمام جبروت شريكها المتمسك بالابن الوريث. تمر الأيام فتجد ألا خيار أمامها سوى الطلاق وفقدان حضانة ابنها أو البقاء مذعنة لقرارات غمار الذي أصبح أكثر قوة وقسوة. عاشت البطلة أكثر من ست سنوات على هذه الحال، بينما كان يتسلسل حب جديد صادق إلى قلبها... فما كان منها إلا أن فرّت هاربة في محاولة لبدء صفحة جديدة مع حبيبها الحارس الشخصي. هكذا أغلقت جميع الأبواب أمامها، إلا باب الموت، الذي عاد من جديد ليعيدنا إلى حيث بدأت الحكاية. إذ في الحلقة الأولى تبدأ القصة بموت شقيق غمار في حادث سير.
جميع هذه المحاور والمساحات التي أراد المسلسل الالتفاف حولها، جاءت واضحة في سياق تراتبية الأحداث، ومكشوفة أمام كل من تابع المسلسل. لذلك ليس من المعيب على شذى حسون أو غيرها ممن لم يفطن للبعد الاجتماعي والسياسي في القصة الدرامية لهذا العمل، أن يدرك الغاية الفنية للمسلسل رغم وجود بعض الثغرات فيه من حيث الحبكة والصراع.
اقــرأ أيضاً
بيان علم الدين نسخة عن أي امرأة أخرى، لها كيانها المستقل، سلبت منها حياتها حين أحبت من استغلها في سبيل تحقيق مكاسبه. العمل يطرح سؤالًا واضًحا: "ألا تستحق المرأة فرصة أخرى لتعيد بناء نفسها كامرأة حرة لها حقوقها وشخصيتها؟". هذا ما أراد الكاتب إيصاله، إلى جانب الدور السياسي وتأثيره على مفاصل الحياة، الدفاع عن حقوق المرأة ومتطلباتها وتشجيعًا لحريتها من طغاة العالم الذكوري، وليس تشجيعاً لـ"الخيانة". فالأمر يتجاوز مسألة "الشرف" حين نفهم المقاصد الفنية بشكلها الصحيح أو المقصود.
هذا التعليق فتح على حسون النيران من كل حدب وصوب على مواقع التواصل. فبعد موت بطلة العمل إثر تعرضها لحادث سير مفتعل من قبل زوجها غمار الغانم (قصي خولي)، وذلك بعد اكتشاف الأخير خيانة زوجته له مع صديقه وحارسه الشخصي جاد (معتصم النهار)، تبرر حسون حالة القتل على أنها جريمة شرف مستحقة، معلنةً أن الخيانة جرم لا يغتفر مهما بلغت قسوة الظروف التي مرّت بها شخصية العمل.
ربما تفاوتت الانتقادات الموجهة للعمل، البعض رأى أن المسلسل يدعو لما يسمّى "الانحلال الأخلاقي"، فيشجع على مفاهيم مجتمعية لا تتوافق مع القواعد الاجتماعية التي تحكم العالم العربي. وآخرون استنكروا موت شخصية بيان نجم الدين ــ يفترض أنها مستوحاة من شخصية الأميرة البريطانية الراحلة ديانا ــ في حادث سير غامض. وبين هذا الانتقاد وذاك، لا جديد فعلياً قدّمه العمل في لغة الدراما، فضلا عن بعض الأخطاء الإخراجية والسقوط المتسارع للأحداث وغيره من التفاصيل.
لكن لو أخذنا في الاعتبار الرسائل التي أراد العمل توجيهها إلى المجتمع اللبناني أو العربي، سنجد جرأة كبيرة في المواضيع المتبناة. خطاب خاص لمستمع عام من جميع الفئات والشرائح، السياسة هي مفصل الأحداث وإليها تعود جميع المحاور والخطوط الدرامية، فتلتقي فيها وتتشعب عنها. في الغضب والانتقام نجد السياسة وسيلة، في الحب والزواج والمرض نجدها صفقة من تحت الطاولة. كما نجد السياسة في تربية الأبناء والأحفاد من خلال عملية التوريث...
نوافذ كبيرة تطل من عين الكاميرا، لم يتسع لها العمل، ولكنها عبرت، وانتهت كما بدأت: الجد يقتل زوجة طيبة وصالحة وينفي ابنها، ثم يعيده بعد أكثر من عقدين ليتولى الزعامة بعد وفاة ابنه الأكبر من زوجته الأولى. يترأس الابن (غمار) الحزب السياسي بعد زواجه من طبيبة الأمراض السرطانية (بيان) التي تحمل في داخلها قيمًا إنسانية نبيلة ودافئة فتحت لها بابًا للترشح للبرلمان. تتوتر العلاقة بينهما وتأخذ طابعًا حادًا وتنافسيًا يقسي مشاعر الحب والذكريات. ولكن هناك طفلا مشتركا بينهما، وهو المستقبل والوريث الوحيد، إضافة إلى علاقة زواج سرية تجمع الزوج بعشيقته القديمة.
مطامع غمار تكبر، والنائبة بيان تستمر في احترام علاقتها بزوجها لسنوات، فتغرق في مآسيها وترضخ أمام جبروت شريكها المتمسك بالابن الوريث. تمر الأيام فتجد ألا خيار أمامها سوى الطلاق وفقدان حضانة ابنها أو البقاء مذعنة لقرارات غمار الذي أصبح أكثر قوة وقسوة. عاشت البطلة أكثر من ست سنوات على هذه الحال، بينما كان يتسلسل حب جديد صادق إلى قلبها... فما كان منها إلا أن فرّت هاربة في محاولة لبدء صفحة جديدة مع حبيبها الحارس الشخصي. هكذا أغلقت جميع الأبواب أمامها، إلا باب الموت، الذي عاد من جديد ليعيدنا إلى حيث بدأت الحكاية. إذ في الحلقة الأولى تبدأ القصة بموت شقيق غمار في حادث سير.
جميع هذه المحاور والمساحات التي أراد المسلسل الالتفاف حولها، جاءت واضحة في سياق تراتبية الأحداث، ومكشوفة أمام كل من تابع المسلسل. لذلك ليس من المعيب على شذى حسون أو غيرها ممن لم يفطن للبعد الاجتماعي والسياسي في القصة الدرامية لهذا العمل، أن يدرك الغاية الفنية للمسلسل رغم وجود بعض الثغرات فيه من حيث الحبكة والصراع.