أعدم تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، 230 عراقياً في مدينة الرمادي، منذ اجتياحها، الخميس الماضي ولغاية صباح اليوم الأحد، فيما نفى مسؤول عراقي، أن يكون سبب انسحاب التنظيم من المجمع الحكومي هو تدخل الطيران الجوي، مؤكداً أن "داعش انسحب من تلقاء نفسه بعد أن سوّى المجمع بالأرض".
وأوضح العقيد عبد الحميد جليل الدليمي من قيادة قوات الجيش في الأنبار لـ"العربي الجديد"، أن "تنظيم داعش أعدم 230 شخصا، بينهم نحو 150 مدنيا من عشائر البو علوان والبو فهد والبو عساف وبيوتات صغيرة أخرى بتهمة مناهضة دولة الخلافة".
ونفذ التنظيم مجازره، بحسب الدليمي، "منذ يومين وجميع من قام بإعدامهم تركوا في الشارع أو في ساحات عامة"، مضيفاً أن "الوضع المزري في الأنبار لن تجمّله تصريحات رئيس الحكومة الذي اعتبر أن النصر حليف للقوات العراقية في المحافظة الغربية، فعدد القوات النظامية في الأنبار لا يكفي، وكذلك الذخيرة الموجودة لديها".
وأكد القيادي العسكري "نحتاج إلى أسلحة وذخائر، لا تنقصنا الشجاعة في المواجهة. العشائر دورها كبير لكن الخلافات السياسية قلمت مخالبها وحرمتها من السلاح لمقاتلة الإرهاب الداعشي".
اقرأ أيضاً: "داعش" يسيطر على الأنبار والحكومة بانتظار معجزة
من جهته، قال مصدر أمني عراقي، إن "نحو 90 في المائة من الأنبار باتت بيد داعش، ومدينة الرمادي لا تواجد لسلطة الدولة فيها، إلا داخل القاعدة العسكرية الواقعة على نهر الفرات وداعش يقوم حاليا بتعزيز مواقعه الجديدة كما يفعل عندما يدخل أي منطقة جديدة"، متوقعاً أن "يستأنف الهجوم مرة أخرى اليوم على هذه القاعدة التي تمثل المعقل الوحيد للسلطة والنظام".
في السياق ذاته، قال عضو مجلس الأنبار، مزهر الملا، لـ "العربي الجديد"، إنّ "قوات الجيش أول من انسحب خلال معركة الأمس مع التنظيم، فيما بقيت الشرطة المحلية وأبناء العشائر تتصدى للتنظيم، لكنّها لقلة السلاح والتجهيز أجبرت على الانسحاب هي الأخرى، الأمر الذي تسبب بدخول تنظيم داعش إلى الرمادي وسيطرته على المجمع الحكومي".
ونفى وصول "قطعات عسكرية إلى المدينة، وفي أيّ قاطع من قواطع المعركة ضد التنظيم"، مشيراً إلى أنّ "الطيران الأميركي وجّه ضربات جويّة موجعة إلى التنظيم، لكن انسحابه من المجمع الحكومي جاء بعد نسفه جميع المباني فيه وتسويتها مع الأرض".
وأضاف: "لا يوجد أيّ دور للقوات الأمنية والجيش في انسحاب داعش، ولا وجود لها أساسا".
إلى ذلك، دعا رئيس مجلس النواب، سليم الجبوري إلى عقد جلسة استثنائية لبحث ومناقشة تطورات الأوضاع في محافظة الأنبار وتوفير الدعم الملائم على مستوى الأمن ودعم وإغاثة النازحين".
وطالب المجتمع الدولي بـ"الإسراع بزيادة الدعم العسكري والإغاثي والإنساني للعراق، وخصوصا لمحافظة الأنبار".
اقرأ أيضاً: "داعش" يقتل 100 جندي في الفلوجة ويهاجم الرمادي