أطلق ناشطون عاملون في مؤسسة "فرات بوست" الإعلامية حملة توعية بمخاطر مخلفات الحرب من ألغام وقنابل عنقودية وغيرها، في مناطق من محافظات الرقة ودير الزور والحسكة.
وقال مدير الحملة الصحافي صهيب جابر، لـ"العربي الجديد"، "بدأنا في مؤسسة (فرات بوست) هذه الحملة التطوعية لتوعية وحماية المدنيين في المناطق السورية عموماً، والمنطقة الشرقية على وجه الخصوص، من مخاطر الألغام الأرضية ومخلفات الحرب"، موضحاً أن "التركيز كان مبدئياً على محافظات دير الزور، والرقة، والحسكة، وذلك عن طريق شبكة مراسلي المؤسسة الذين نشروا التحذيرات في أرياف ومدن المحافظات الثلاث".
وأكد جابر أن منشورات المبادرة تضمنت صوراً لأشكال الألغام الأرضية وتحذيرات من الأجسام الغريبة بأشكالها المختلفة التي استغلها تنظيم "داعش" لإخفاء الألغام فيها، لافتاً إلى أن التنظيم زرع الألغام في معظم المناطق التي انسحب منها.
وأضاف أنّ زرع الألغام لم يقتصر على الطرق الرئيسية وفي البادية فقط، وإنما لغّم عناصره الأدوات المنزلية والكتب والأجهزة الصغيرة أيضاً، ما فاقم الوضع وزاد من احتمال انفجار هذه الألغام بأعداد كبيرة. "هذا ما حدث في المدن تحديداً، إذ قُتل في مدينة الرقة وحدها منذ انتهاء المعارك أكثر من 250 مدنياً خلال الأشهر الماضية بالألغام والمفخخات".
وأشار جابر إلى أن أطراف الصراع كانت شريكةً للتنظيم الإرهابي في تعريض المدنيين لخطر الألغام ومخلفات الحرب، معتبراً أن "الطيران الروسي وطيران النظام يلقيان خلال المعارك قنابل عنقودية، ومن المعلوم أن هذه القنابل لا يقتصر أذاها على الانفجار الآني، وإنما تحوي القنبلة الواحدة عدداً من القنابل الصغيرة التي تنتشر في المكان لتصبح ألغاماً موقوتة".
واتهم مليشيا "قوات سورية الديمقراطية" بالضلوع في الجريمة، قائلاً: مليشيا "(قسد) أيضاً كانت شريكة بزرع الألغام، لكن هذه المرة علناً وفي محيط مخيمات الموت، حيث استشهد مدنيون أثناء محاولاتهم الهرب من هذه المخيمات، خصوصاً في محافظة الحسكة في مخيمي مبروكة والسد".
وأوضح جابر إن زرع الألغام الأرضية في الحروب عموماً هو أمر محرمٌ دولياً بموجب اتفاقية "أوتاوا" عام 1997، متسائلاً: ماذا لو كان الهدف من التلغيم هو المدنيين العزل؟!
وتابع "في الآونة الأخيرة بدأت ظاهرة جديدة، وهي فرض مبالغ على المدنيين تحت ذريعة أنها اشتراكٌ مقدمٌ لفرق نزع الألغام مقابل تنظيف المنازل منها، ولكن الهام في الأمر أن هذه الفرق ممولة أساساً من منظمات دولية، ومن المفترض أنها تقدم خدماتها بالمجان، ومع كل هذه المبالغ المفروضة، ما يزال عدد الشهداء جراء انفجارات الألغام يتزايد باستمرار".
وعن أهداف الحملة أوضح، أنها ترتبط "بالوصول إلى أكبر عددٍ من المناطق وتغطيتها، لتكوين وعي ومعرفة مسبقة لدى المدنيين وتجنيبهم مخاطر مخلفات حروب، ونسعى حالياً لتوسعة دائرة العمل لتشمل مناطق الشمال السوري، والبادية الجنوبية أيضاً".
ولفت جابر إلى توجّه المؤسسة إلى بدء العمل على إنتاج منشورات موجهة للأطفال على شكل رسومات طابعها طفولي، بهدف جعلها متداولة ضمن شريحة الأطفال، ما يحمي تلك الفئة العمرية الأكثر تعرضاً لهذه الأخطار قدر الإمكان، بالإضافة لإمكانية إنتاج رسوم متحركة تُعرض على حلقاتٍ تتضمن نصائحَ وقصصاً وعظاتٍ.