أرقام لافتة تلك التي أعلن عنها مؤخراً وزير الداخلية المغربي، عبد الوافي لفتيت، بخصوص عدد النساء والأطفال المغاربة الملتحقين ببؤر التوتر في سورية والعراق، خصوصاً من جرى ضمهم إلى كنف تنظيم الدولة الإسلامية "داعش".
فقد وصل عدد المغاربة الذين غادروا منذ عام 2012، للقتال تحت راية زعيم التنظيم أبي بكر البغدادي في البلدين إلى 1631 مواطناً، من بينهم 284 امرأة و333 طفلاً. وبحسب الإحصائيات الرسمية، فإنّ 558 مقاتلاً مغربياً لقوا مصرعهم في ساحات القتال هناك، كما أنّ 265 شخصاً رجعوا إلى البلاد بعد تجربة "الجهاد" تلك، من بينهم 52 امرأة و15 طفلاً.
الإنترنت أبرز الوسائل التي استقطب "داعش" من خلالها المقاتلين المغاربة للذهاب إلى ساحات القتال في سورية والعراق، عبر ربط علاقات خاصة مع الشباب من الذكور والإناث وتغذية فكر الجهاد فيهم، ليقرر هؤلاء السفر إلى البلدين عبر تركيا.
يعتبر مدير المكتب المركزي للأبحاث القضائية المتخصص في تفكيك الخلايا المتطرفة المرتبطة بـ"داعش"، عبد الحق الخيام، أنّ الإنترنت هو الوسيلة الأساسية للتنظيم من أجل استقطاب الشباب المغاربة. وبحسب الخيام، فإنّ المستوى الدراسي للمغاربة الذين يقتنعون بمسار "داعش" متدنٍّ، وكثيراً ما يكون المقاتلون أميين، مشيراً إلى أنّ من النادر أن يحمل أعضاء التنظيم المغاربة شهادة بكالوريا.
اقــرأ أيضاً
وبرزت ظاهرة استقطاب "داعش" النساء، خصوصاً الشابات منهن. وقد جرى تفكيك خلية موزعة في عدة مناطق في البلاد العام الماضي تضم عشر نساء اعتقلن جميعاً، منهن 7 قاصرات، ربطتهن علاقات مع أعضاء في "داعش"، إحداهن زوجت نفسها لمقاتل في العراق، عبر محادثات الإنترنت. الخلية ضمت فتاتين عمرهما 15 عاماً، وفتاتين في السادسة عشرة وثلاث فتيات في السابعة عشرة. وكانت الفتيات يستهدفن إحداث تفجيرات في يوم الانتخابات التشريعية في 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
بدوره، يعتبر الدكتور محمد الزهراوي، الأستاذ في جامعة مراكش، أنّ ظاهرة استقطاب الأطفال والنساء المغربيات من طرف تنظيم "داعش" تعتبر من الظواهر التي بدأت تثير اهتمام الباحثين والمسؤولين الحكوميين، خصوصاً في ظل تزايد أعداد المستقطبين من هذه الفئات.
يشير الزهراوي في حديثه مع "العربي الجديد" إلى أنّ استقطاب النساء ضمن "المنظومة الجهادية" يعتبر من ركائز الاستراتيجية الاستقطابية للجماعات المتطرفة، وكان تنظيم "القاعدة" هو السبّاق إلى ذلك. وترتكز هذه الاستراتيجية، وفق الزهراوي، إلى دمج المرأة في "المشروع الجهادي" سواء في العالم الواقعي من خلال إنشاء "كتائب الاستشهاديات" اللواتي نفذن عمليات انتحارية في مناطق مختلفة، أو في العالم الافتراضي.
يتابع أنّه في هذا العالم الافتراضي تنشط النساء الجهاديات على الإنترنت من أجل تجنيد النساء، وتشرف على هذه العملية نسوة يعتنقن فكر "السلفية الجهادية". والغاية من توظيف النساء والأطفال من طرف التيارات الجهادية، مثل "داعش"، بحسب الزهراوي، هي محاولة اختراق الطوق الأمني لتنفيذ العمليات الانتحارية في بعض المناطق الحساسة والحيوية، خصوصاً مع سهولة التلاعب بعقول هذه الفئات الاجتماعية من خلال إقناعها ببعض الشعارات، التي يزعم أصحابها أنّ تلك العمليات هي لخدمة الإسلام والذود عنه.
أما بخصوص الخلفيات والعوامل التي تدفع الأطفال والنساء في المغرب إلى الانتماء إلى "التنظيمات القتالية مثل داعش"، فيقول الزهراوي إنّها متعددة وكثيرة، لكن يمكن إجمالها في ثلاثة دوافع رئيسية. الدافع الأول يرتبط بالعوامل الكلاسيكية التي تغذي التطرف، ويأتي في مقدمتها الوضع الاجتماعي الهش والفقر المدقع الذي تعيشه تلك الفئات، فتشكل هذه العوامل البنية التحتية للاستقطاب وتوسيع دائرة المنتسبين إلى الفكر الجهادي.
والدافع الثاني الروابط والقرابات الأسرية التي تجبر الأطفال والنساء إلى الانضمام إلى هذه الحركات المتطرفة، فاستقطاب العنصر الذكوري يترتب عليه في بعض الحالات انضمام فئات أخرى، سواء الأبناء أو الزوجات، وكلّ من لهم علاقة خاصة بالعنصر الأول.
يتابع أنّ الدافع الثالث يتجسد في ما يصطلح عليه بـ"جهاد النكاح" فـ"الحركات الجهادية" تسعى عبر شبكات متعددة إلى توظيف ونشر بعض التصورات الدينية الخاطئة لاستقطاب النساء ودفعهن لتقديم المتعة للجهاديين، ويجري في هذا الجانب وصف انضمامهن لتلك التيارات بأنّه مباح من الناحية الشرعية ويخدم الإسلام.
اقــرأ أيضاً
فقد وصل عدد المغاربة الذين غادروا منذ عام 2012، للقتال تحت راية زعيم التنظيم أبي بكر البغدادي في البلدين إلى 1631 مواطناً، من بينهم 284 امرأة و333 طفلاً. وبحسب الإحصائيات الرسمية، فإنّ 558 مقاتلاً مغربياً لقوا مصرعهم في ساحات القتال هناك، كما أنّ 265 شخصاً رجعوا إلى البلاد بعد تجربة "الجهاد" تلك، من بينهم 52 امرأة و15 طفلاً.
الإنترنت أبرز الوسائل التي استقطب "داعش" من خلالها المقاتلين المغاربة للذهاب إلى ساحات القتال في سورية والعراق، عبر ربط علاقات خاصة مع الشباب من الذكور والإناث وتغذية فكر الجهاد فيهم، ليقرر هؤلاء السفر إلى البلدين عبر تركيا.
يعتبر مدير المكتب المركزي للأبحاث القضائية المتخصص في تفكيك الخلايا المتطرفة المرتبطة بـ"داعش"، عبد الحق الخيام، أنّ الإنترنت هو الوسيلة الأساسية للتنظيم من أجل استقطاب الشباب المغاربة. وبحسب الخيام، فإنّ المستوى الدراسي للمغاربة الذين يقتنعون بمسار "داعش" متدنٍّ، وكثيراً ما يكون المقاتلون أميين، مشيراً إلى أنّ من النادر أن يحمل أعضاء التنظيم المغاربة شهادة بكالوريا.
وبرزت ظاهرة استقطاب "داعش" النساء، خصوصاً الشابات منهن. وقد جرى تفكيك خلية موزعة في عدة مناطق في البلاد العام الماضي تضم عشر نساء اعتقلن جميعاً، منهن 7 قاصرات، ربطتهن علاقات مع أعضاء في "داعش"، إحداهن زوجت نفسها لمقاتل في العراق، عبر محادثات الإنترنت. الخلية ضمت فتاتين عمرهما 15 عاماً، وفتاتين في السادسة عشرة وثلاث فتيات في السابعة عشرة. وكانت الفتيات يستهدفن إحداث تفجيرات في يوم الانتخابات التشريعية في 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
بدوره، يعتبر الدكتور محمد الزهراوي، الأستاذ في جامعة مراكش، أنّ ظاهرة استقطاب الأطفال والنساء المغربيات من طرف تنظيم "داعش" تعتبر من الظواهر التي بدأت تثير اهتمام الباحثين والمسؤولين الحكوميين، خصوصاً في ظل تزايد أعداد المستقطبين من هذه الفئات.
يشير الزهراوي في حديثه مع "العربي الجديد" إلى أنّ استقطاب النساء ضمن "المنظومة الجهادية" يعتبر من ركائز الاستراتيجية الاستقطابية للجماعات المتطرفة، وكان تنظيم "القاعدة" هو السبّاق إلى ذلك. وترتكز هذه الاستراتيجية، وفق الزهراوي، إلى دمج المرأة في "المشروع الجهادي" سواء في العالم الواقعي من خلال إنشاء "كتائب الاستشهاديات" اللواتي نفذن عمليات انتحارية في مناطق مختلفة، أو في العالم الافتراضي.
يتابع أنّه في هذا العالم الافتراضي تنشط النساء الجهاديات على الإنترنت من أجل تجنيد النساء، وتشرف على هذه العملية نسوة يعتنقن فكر "السلفية الجهادية". والغاية من توظيف النساء والأطفال من طرف التيارات الجهادية، مثل "داعش"، بحسب الزهراوي، هي محاولة اختراق الطوق الأمني لتنفيذ العمليات الانتحارية في بعض المناطق الحساسة والحيوية، خصوصاً مع سهولة التلاعب بعقول هذه الفئات الاجتماعية من خلال إقناعها ببعض الشعارات، التي يزعم أصحابها أنّ تلك العمليات هي لخدمة الإسلام والذود عنه.
أما بخصوص الخلفيات والعوامل التي تدفع الأطفال والنساء في المغرب إلى الانتماء إلى "التنظيمات القتالية مثل داعش"، فيقول الزهراوي إنّها متعددة وكثيرة، لكن يمكن إجمالها في ثلاثة دوافع رئيسية. الدافع الأول يرتبط بالعوامل الكلاسيكية التي تغذي التطرف، ويأتي في مقدمتها الوضع الاجتماعي الهش والفقر المدقع الذي تعيشه تلك الفئات، فتشكل هذه العوامل البنية التحتية للاستقطاب وتوسيع دائرة المنتسبين إلى الفكر الجهادي.
والدافع الثاني الروابط والقرابات الأسرية التي تجبر الأطفال والنساء إلى الانضمام إلى هذه الحركات المتطرفة، فاستقطاب العنصر الذكوري يترتب عليه في بعض الحالات انضمام فئات أخرى، سواء الأبناء أو الزوجات، وكلّ من لهم علاقة خاصة بالعنصر الأول.
يتابع أنّ الدافع الثالث يتجسد في ما يصطلح عليه بـ"جهاد النكاح" فـ"الحركات الجهادية" تسعى عبر شبكات متعددة إلى توظيف ونشر بعض التصورات الدينية الخاطئة لاستقطاب النساء ودفعهن لتقديم المتعة للجهاديين، ويجري في هذا الجانب وصف انضمامهن لتلك التيارات بأنّه مباح من الناحية الشرعية ويخدم الإسلام.