وأضاف ساكو: "إنه لشيء مهول ومحزن أن يقوم هذا التنظيم بتدمير كنائسنا وحضارتنا بصورة وحشية"، وأشار إلى: "إننا نشجب بقوة هذا الاستهداف لكنيسة مسيحية كما نشجب استهداف المساجد وسائر دور العبادة. تعدّ أفعال كهذه خطيئة جسيمة ضد الله والإنسان وتسعى لمسح ذاكرة المسيحيين ولتفريغ العراق من مكوّنه الأصيل لصالح دولة من (الأغراب الإرهابيين) ".
وتابع: "رجاؤنا هو أن يسارع السياسيون العراقيون إلى تحقيق المصالحة الوطنية الصادقة، ورصّ الصفوف لدحر الإرهاب بكافة مسميّاته، وإنجاز شيء ملموس باتجاه الإصلاح وقيام دولة القانون والمؤسسات المدنية. إنها أمنية جميع العراقيين".
وأكد "نستصرخ الضمائر لإدانة أفعال شنيعة كهذه، نهيب بالمجتمع الدولي والمرجعيات الدينية تحمُّل مسؤولياتها كاملة لحماية البلاد والمواطنين الأبرياء، باتخاذ خطوات جادّة لإنهاء الحروب والصراعات وتهيئة الظروف الكفيلة بإرساء أسس السلام العادل والشامل في العراق والمنطقة، عبر التوعية بأهمية احترام التنوع والتعددية وروح المواطنة وتعزيز العيش المشترك بالحوار الشجاع وإعداد برامج متخصصة لذلك".
وكنيسة الساعة للآباء الدومينيكان في الموصل أثر معماري كبير، وتعود للقرن الثامن عشر للميلاد، واستغرق بناؤها نحو ست سنوات، واشتهرت باسم الساعة الموجودة في برجها، والتي تعود إلى كنيسة في باريس قدمتها كهدية للآباء الدومينيكان في ذلك الوقت.
وتقع في شارع فاروق القديم، والمنطقة بأجمعها تسمى منطقة الساعة، كذلك أخذت اسم المحلة، فيها كنيسة اللاتين ومكتبة عامرة، وكان فيها مطبعة يجاورها بيوت المسيحيين من أطرافها الأربعة، كانت لعشرات السنين يتجمع قربها أصحاب الحرف وخاصة البنائين وعمال البناء، يجاورها الدكاكين الضاربة في القدم، وكانت مقصد السياح الأجانب والمحليين.
وبتفجير الكنسية اليوم، يصل عدد الكنائس التاريخية التي دمرها التنظيم لأكثر من 30 كنيسة ودير في الموصل وضواحيها، من بينها ست كنائس تعود لعصر ما قبل الإسلام.