في هجوم مفاجئ شنه تنظيم الدولة، فجر اليوم، على المناطق الواقعة تحت سيطرة قوات النظام في مدينة دير الزور شرقي البلاد، سيطر التنظيم على مشفى الأسد والسكن الجامعي ومؤسسة سادكوب وصوامع الحبوب قرب مشفى الأسد على أطراف المدينة ، كما أعلن قتل أكثر من 20 عنصراً من قوات النظام.
وقال أبو داود الديري من شبكة "دير الزور نيوز" لـ"العربي الجديد": "إن التنظيم قام بعملية "انغماسية"، اخترق من خلالها مواقع النظام، وسيطر على مستشفى الأسد الواقع بالقرب من حاجز البانوراما الذي تمت السيطرة عليه أيضاً بعد اشتباكات مع قوات النظام، إضافة إلى مبنى الإطفائية والسكن الجامعي وصوامع الحبوب".
وأوضح أن الهجوم جرى على محورين، الأول هو قرية البغيلية التي يسيطر عليها عناصره، والثاني محيط حقل التيم، وقد أدت صدمة الهجوم إلى حدوث تخبط لدى قوات النظام والمليشيات المساندة لها في جميع أنحاء المدينة، ما دفع التنظيم إلى إشعال جميع جبهات المدينة وذلك بعد إقدام أحد مقاتليه اللبنانيين على تفجير نفسه في حي الطحطوح الملاصق لحي هرابش الذي تسيطر عليه قوات النظام، ما فتح الطريق أمام التنظيم للسيطرة على أغلب حي الطحطوح وقسماً من حي هرابش، بما فيه فرن غاندي داخل الحي، ثم ما لبث أن فتح بعد الظهر جبهة جديدة هي جبهة حي الموظفين القريبة من الجبل المطل على المدينة وذلك بعملية انتحارية، تمكن بعدها من التقدم في الحي.
وأكد الديري أن قوات النظام في المدينة تعيش حالة تخبط بسبب هروب عناصر الدفاع الوطني من الجبهات، مشيراً إلى أن عناصر التنظيم خطفوا خلال دخولهم مستشفى الأسد معظم العاملين الطبيين فيه، فضلاً عن عناصر من الدفاع المدني، واقتادوهم إلى جهة مجهولة.
وقد وردت أنباء أن عناصر التنظيم أعدموا بعض الموجودين في المشفى على أنهم من العسكريين وشبيحة النظام، بينما قتل قرابة سبعة آخرين خلال الاشتباكات بين التنظيم وقوات الأسد في المنطقة.
وأوضح الديري، أن ما بقي تحت سيطرة النظام من مناطق لا تتجاوز نسبتها 30% من المدينة (وليس المحافظة)، مثل حيي القصور والجورة، وقسماً من حي هرابش. مشيراً إلى أن نسبة سيطرة النظام في عموم المحافظة التي تبلغ مساحتها 33 ألف كم مربع لا تتجاوز واحداً في المائة.
كما أعلنت وكالة "أعماق" التابعة لتنظيم الدولة قتل 24 عنصراً من قوات النظام وجرح آخرين، بعد تفجير أحد عناصر التنظيم سيارة مفخخة في تجمع للنظام بحي الطحطوح.
إلى ذلك، أرسلت قوات النظام تعزيزات عسكرية إلى المنطقة بهدف استعادة المناطق التي فقدتها، فيما شنت الطائرات الحربية 15 غارة جوية استهدفت كلاً من حي الصناعة وحويجة صكر والبغيلية والرشدية، فضلاً عن قصف قوات النظام بالمدفعية وراجمات الصواريخ هذه المناطق، بينما قصف تنظيم الدولة حي الجورة الواقع تحت سيطرة النظام بقذائف الهاون.