"دبي السينمائي": جريمةٌ منظّمة وأسرارٌ مفضوحة

03 أكتوبر 2016
(من فيلم "سييرا نيفادا")
+ الخط -

تُشكّل خيارات برنامج "سينما العالم"، في "مهرجان دبي السينمائيّ الدولي"، إمكانية تواصل ثقافي وجمالي مع إنتاجات دولية أساسية، في النوعين الروائي الطويل والوثائقي. فالخيارات تعكس، غالباً، حيوية الإنتاج البصري المختلف عن السائد، والمنفتح على أحوال أناسٍ منتمين إلى بيئات اجتماعية عديدة، بعضها متحدّر من قبائل قديمة، لا يزال حضورها الثقافي والإنساني فاعلاً، وإن بات عددها قليلاً، ووجودها الجغرافي صغير الحجم.

قبل أسابيع قليلة على بدء الدورة الـ13 للمهرجان، بين 7 و14 كانون الأول/ ديسبمبر 2016، تمّ الإعلان عن أفلام حديثة الإنتاج، اختيرت للبرنامج، كالوثائقي "صائدة النسور" للبريطاني أوتو بِل، الذاهب ـ رفقة الفتاة أيشولبان (13 عاماً) ـ إلى أعماق البيئة الاجتماعية ـ الإنسانية لإحدى القبائل المقيمة في جبال "ألتاي" (منغوليا). والفتاة، إذ ترغب في ممارسة صيد النسور في مجتمع ذكوري، تواجه الموانع العديدة، وتنتصر لأحلامها ورغباتها، وتُصبح أول امرأة تصطاد النسور في عالمها هذا.

الروائي الطويل الأول للمخرج المالي الفرنسي داودا كوليبالي، بعنوان "وولي"، يغوص في مآسي شاب "يبحث عن خلاصٍ من مآسيه، فيتورّط في الجريمة المنظّمة"، كما يقول المخرج نفسه، مضيفاً أن عمله هذا يكشف، من خلال الشاب لادجي، تفاصيل كثيرة في عالم الجريمة المنظّمة هذه، وفي كيفية قدرتها على ممارسة أعمالها القذرة في مالي الحديثة، مشيراً أيضاً إلى تداعيات الأزمة السياسية ـ العسكرية التي يعيشها البلد منذ عام 2012.

من الخيارات الرسمية لمهرجان "كانّ" 2016، يعرض "سينما العالم" فيلم "سييرا نيفادا" للروماني كريستي بيو: جمالية السينما موزّعة على جوانب الفيلم، بدءاً من سيناريو يسرد حكاية عائلة يجتمع أفرادها بمناسبة رحيل الأب، فتنفتح أبواب الماضي وتنكشف أسراره، من دون التغاضي عن البناء الدرامي المتين، والأداء التمثيلي ضمن إطار مسرحي ضيق (داخل البيت). وفي البرنامج نفسه، هناك فيلمٌ جديد للبولندي أندريه فاجدا بعنوان "آفتر إيماج": قصّة حياة فنان معاصر، يرفض التضحية بحريته الفنية أمام سلطة النظام الشيوعي. لكن، بسبب الضغوط القاهرة التي يواجهها، يجد نفسه مضطراً للبدء بتقديم تنازلات مؤلمة. ومع المكسيكية تريشا زيف، يتابع المشاهدون فيلم سيرة ذاتية بعنوان "الرجل الذي رأى كثيراً" (وثائقي)، عن المصوّر أنريكي ميتنيديس، الذي يفضح ـ بالعدسة الفوتوغرافية ـ عالم الجريمة في "مكسيكو سيتي".

إلى ذلك، يُقدِّم المخرجان البلغاريان كريستينا غروزيفا وبيتر فالشانوف، "غلوري": عامل سكك حديدية يُدعى تسانكو بيتروف، يعثر على ملايين الأوراق النقدية في مكان عمله. بالنسبة إليه، هذه فرصة حقيقية لتغيير أنماط حياته. لكنه سيقع لاحقاً في الحدّ الفاصل والمؤلم والقَلِق بين حياة العمال الكادحين، التي اعتادها طويلاً، وأشكال السلطة الفاسدة، التي يُمكن للثراء إيقاعه في أفخاخها.

المساهمون