العمل من إخراج محمود عبد الناصر، وهو مقتبس عن رواية "أنتيخريستوس" للكاتب المصري أحمد خالد مصطفى، والتي تنتمي إلى أدب الرعب وتسرد وقائع تاريخية ممزوجة بالخيال، حيث تتحدث عن علاقة عالم الواقع بعالم الغيب، وتحمل طابعاً مستقبلياً عن الرعب الذي ينتظر العالم مع ظهور شخصية انتيخرستوس التي تشبه إلى حدّ ما التصوّرات حول الأعور الدجال.
تبدأ المسرحية مع شخصيات مختلفة كل منها أسطورية متمرّدة على السلطة القدرية وتلجأ إلى تعلّم السحر لتحقيق مآرب مختلفة في الواقع، نجد أمير النور النمرود، وفينوس التي تتعلّم السحر المضادّ عند هاروت وماروت إلى أن تحاول إغوائهما ثم تطردهما من كهفهما فتخرج لتنشر سحرهما في الأرض.
يمكن القول إن الرواية نفسها أشبه بعمل عن تاريخ السحر في العالم، ويمزج فيه الكاتب بين التاريخ الأسطوري والميثولوجي لعالم السحر الذي يتتبعه في الأساطير البابلية والإغريقية، ثم يعود إلى الروايات الدينية، ثم الحكايات الشعبية، ليخرج من هذه المرجيعات الأساسية بقصة تحاول تتبع تاريخ السحر، ورغبة الإنسان من خلاله في التغلّب على القدرية التي مني بها، ثم كيف تنقلب هذه المحاولة كل مرّة ضدّه.
الرواية لدى صدورها عن دار "عصير الكتب" هوجمت ليس لمستواها الأدبي، بل لمغالطاتها التاريخية، علماً أن صاحبها لا يزعم أنها عمل تاريخي بل عمل يمزج فيه خياله بالتاريخ، لكن اللعب في مناطق الموروث الديني والميثولوجي والأنثروبولوجي يجعل من هكذا خلطات عرضة للالتباس والهجوم.
هذا الانتقاد جعل الكاتب يصدر عملاً آخر بعنوان "ِشرح رواية أنتيخريستوس: التحليل والمصادر"، الأمر الذي اعتبره كثيرون ظاهرة جديدة نتجت عن ما يمكن تسميته بـ "ظواهر السوشال ميديا"، لكن الضوضاء التي أحدثتها الرواية سواء اعتبرناها عملاً أدبياً أو تقليعة من تقاليع فيسبوك ساهم في انتشارها وزيادة مبيعاتها وربما يكون سبباً في تحويلها إلى مسرحية، حيث أصبح الضجيج حول الكتاب أهم من مستواه معظم الوقت.