في ليلة عيد الحب، وتحت المطر، اعتصم من آثر البقاء من أهالي مدينة دوما، تعبيراً عن مدى حبهم وارتباطهم بالأرض والوطن، مرددين بصوت واحد "سوف نبقى هنا، كي يزول الآلم. سوف نحيا هنا. رغم كيد العدا، رغم كل النقم".
أنشد المتظاهرون الكلمات بأصوات مليئة بالتحدي، تؤكد إصرارهم على مواصلة درب الحرية الذي بدأ قبل 4 سنوات مع ارتقاء أول الشهداء، غنوا للحجارة المتراكمة فوق بعضها، لمنازل خلت من سكانها، ولمن بقي صامداً بين الأنقاض.
ووجه المحاصرون رسالة للمجتمع الدولي الصامت عن انتهاكات الأسد بحق أهالي المدينة، التي تعرضت لقصف وحشي على مدار أيام، دون أن يطالب أحد بوقف القصف أو يردع النظام.
وقال ياسر الدوماني: "ما يجري في سورية تجاوز جرائم الحرب، نحن نعيش إبادة حقيقية إن استمر الوضع كما هو عليه، وكل ذلك بمباركة من الوسطاء الدوليين، والجهات المعنية بالأمر".
وقال المنشد "أبو عماد" لـ"العربي الجديد": "هي قصة كل من يسكن (دوما)، سنروي للعالم كيف تنتزع الحرية، وكيف يصنع النصر، نحن في دوما سننهض من تحت الركام، سنصنع من دمنا بندقية، قصف الأسد وقواته منازلنا، قتلوا الأبرياء، ومنعوا اﻹسعاف، لكننا هنا وسنبقى، فإما أن ننتصر أو نموت شهداء".
ويتلخص الحديث عن الأمل وقوة العزيمة والمعنويات المرتفعة لدى أهالي دوما رغم المجازر المتتالية من قوات الأسد في حادثة رواها "أبو عماد" قائلاً: "التقيت في التظاهرة برجل، فقد ابنته وزوجته وأختها تحت الركام، زوجته أخبرته قبل الغارة أن ياسمين ابنته ذات السبعة أشهر، برزت أول أسنانها، وبعد انتشال ياسمين جثة هامدة من تحت آلاف أطنان الركام، حمل طفلته وفي طريقه لدفنها خطر للأب المكلوم أن يدخل إصبعه في فمها ليتحقق مما أخبرته اﻷم الشهيدة، بكى الأب كالطفل عندما تلمّس سنها اللبني اﻷول، وعاد ليغني معنا".
يذكر أنه سبقت الاعتصامَ، وقفةٌ صامتة على روح أطفال المدينة، استنكرت وحشية المجازر، ورفعت لافتات كتب عليها "المجتمع الدولي يبارك إبادة عصابة الأسد لدوما" و"قصف نقاط الإسعاف من طيران الأسد جريمة حرب".