إذا كانت "ديزني لاند" هي أرض أحلام الأطفال، حيث الحياة الجميلة، والسكاكر اللذيذة، وأبطال الرسوم المتحرّكة المشهورون، والألعاب التي يحلم بها كلّ طفل أو بالغ، فإنّ "ديزمو لاند" هي النقيض تماماً.. هي الحقيقة.
هكذا يقدّم الفنان المجهول بانكسي تصوّره لـ"التسلية" الواقعية في معرض فني - ترفيهي - حزين افتتحه في بريطانيا قبل أيّام. معرض يقدّم إلى الزوّار "حقيقة" الكوميديا السوداء التي يعيشها كوكب الأرض.
اقرأ أيضاً: بانكسي ينشر فيلماً يهاجم إسرائيل ويتعاطف مع غزّة
على الباب يستقبل الزوّار رجلان عجوزان تقريباً، بملامح كئيبة، ويقولان: "أهلا إلى ديزمو لاند"، بدل الشخصيات الكرتونية الضاحكة واللطيفة على أبواب "ديزني لاند". ثم تبدأ "المآسي"، كما يراها بانكسي.
لعبة "القارب المائي" هنا تمثّل "قوارب المهاجرين، الذين يسقط بعضهم في المياه ورؤوسهم مشجوجة تخرج منها الدماء، في إشارة إلى الآلاف الذين يموتون سنوياً وهم يحاولون الهروب من الجهة الجنوبية في الكوكب إلى الجهة الشمالية، خصوصاً من أفريقيا إلى أوروبا.
اقرأ أيضاً: لعبة تنقذ طفلة رضيعة من الغرق في عرض البحر
وهناك زاوية تصوّر "الحياة في دولة بوليسية"، للتذكير بالشعوب التي تعيش تحت ظلم الديكتاتوريات في دول العالم الثالث. وهناك صورة عملاقة للرئيس البريطاني دايفيد كاميرون، في إشارة إلى نهم السلطة.
وليس بعيداً عن "نهم السلطة" هناك عربة الأميرة المحطّمة التي يصوّرها مصوّرو الباباراتزي، في إشارة إلى تحطّم الأحلام على صخرة الشهرة والواقع. هي سندريللا ربما، أو الأميرة ديانا، أو غيرهما.
هكذا افتتح بانكسي "ديزمو لاند" الذي بدأ الزوّار يدورون في أنحائه، من الباحثين عن "الفنّ" وعن "الواقع" وعن "الكوميديا السوداء" بدل "التسلية" و"الترفيه"
اقرأ أيضاً: تحفّظ على جدارية "بانكسي" لنزاع قضائي في غزّة