ونقلت الصحيفة، في تقرير، أمس الأربعاء، عن مصادر قولها إنّ البيت الأبيض عزّز "دراماتيكياً" من استعداده لحلّ عسكري، خلال الأشهر الأخيرة، وسط مخاوف من أنّ الحلّ الدبلوماسي لا يجدي نفعاً.
أحد خيارات الحلّ العسكري الذي قد يعتمده الرئيس الأميركي دونالد ترامب، ضد كوريا الشمالية، يتمثّل في تدمير موقع إطلاق صواريخ باليستية قبل أن يستخدمه النظام لإجراء اختبار صاروخي جديد، فضلاً عن خيار استهداف مخزونات الأسلحة.
وتأمل واشنطن، بحسب الصحيفة، أن تظهر القوة العسكرية في وجه الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون، وأن تثبت أنّها "جادة" بشأن وقف المزيد من التقدّم النووي لبيونغ يانغ، وإطلاق المفاوضات.
— The Telegraph (@Telegraph) December 20, 2017
" style="color:#fff;" class="twitter-post-link" target="_blank">Twitter Post— The Telegraph (@Telegraph) December 20, 2017
|
وأكدت ثلاثة مصادر للصحيفة، هم مسؤولان أميركيان سابقان على دراية بالمناقشات الحالية، وشخص ثالث في الإدارة الأميركية، أنّه يجري العمل في واشنطن على خيارات عسكرية ضد بيونغ يانغ.
وحول السياسة الأميركية التي يجري درس اعتمادها، قال مسؤول سابق لـ"ذا تلغراف"، إنّ "البنتاغون تحاول إيجاد خيارات تسمح لهم بتوجيه لكمة دموية للكوريين الشماليين، ولفت انتباههم والتبيان لهم أنّنا جادّون".
الضغط على واشنطن من أجل التحرّك، يأتي، وفق الصحيفة، مع تقلّص المدة الزمنية المقدّرة التي قد تستغرقها كوريا الشمالية، من أجل تطوير صاروخ يحمل أسلحة نووية، قادر على الوصول إلى الولايات المتحدة.
فقبل بضع سنوات، كان يُعتقد أنّ النظام الكوري الشمالي، على بعد عقد من بلوغ هذه النقطة، ولكن التقديرات الآن انخفضت إلى ما لا يقل عن 18 شهراً، على الرغم من أنّ الاحتمالات قد تختلف.
وقد أوضحت شخصيات بارزة في إدارة ترامب، بشكل لا لبس فيه، أنّه "من غير المقبول" أن تصل كوريا الشمالية إلى هذا الحد، بحسب الصحيفة.
وأكد ترامب مراراً وجود "خيار عسكري" مطروح على الطاولة، لكن تركيز الإدارة بقي على حشد ضغوط اقتصادية ودبلوماسية ضد كوريا الشمالية.
غير أنّ رفض كيم خيار التفاوض، خلّف خيبة أمل لدى كبار الشخصيات في البيت الأبيض من المضي بالخيار الديبلوماسي، وفق الصحيفة، وحملهم على التفكير بشكل متزايد في إمكانية اعتماد السبل العسكرية.
وفي السياق، أعرب مصدر بريطاني حضر مؤخراً جلسة إحاطة، مع إتش آر ماكماستر مستشار الأمن القومي لترامب، ومسؤولين آخرين، عن قلقه للصحيفة.
وقال المصدر، لـ"ذا تلغراف"، إنّ "الأميركيين قالوا إنّ الردع لا يجدي نفعاً ضد كوريا الشمالية والمفاوضات لا تنجح"، مضيفاً أنّ "الذين سمعنا منهم تركوا انطباعاً بأنّ العمل العسكري هو الخيار الذي يدرسونه بجدية".
وذكرت الصحيفة، أنّ المسؤولين البريطانيين، يواصلون حث نظرائهم الأميركيين على التركيز على الحلول الدبلوماسية، ويتطلّعون إلى زيادة الضغط على كوريا الشمالية.
انقسام داخل إدارة ترامب
الخيار العسكري الذي يجري بحثه ضد كوريا الشمالية، لا يلقى إجماعاً داخل الإدارة الأميركية، وفق ما قال خبراء للصحيفة، إذ يبدو كل من ترامب وماكماستر أكثر استعداداً للنظر في اعتماده، من وزير الخارجية ريكس تيلرسون ووزير الدفاع جيمس ماتيس.
والأسبوع الماضي، أكد وزير الخارجية الأميركي، أنّ الولايات المتحدة تسعى إلى فتح قناة دبلوماسية لإجراء مفاوضات مع كوريا الشمالية من أجل حملها على إنهاء برنامجها النووي، عارضاً للمرة الأولى، "محادثات دون شروط مسبقة".
غير أنّ البيت الأبيض ردّ على تصريحات تيلرسون، وأصرّ على أنّه لم يحدث تغيير في السياسة الأميركية.
وسابقاً، وبّخ ترامب علناً وزير خارجيته، قائلاً في تغريدة على "تويتر" إنّه يعتقد أنّ تيلرسون يقوم بـ"تضييع وقته" في محاولة التفاوض مع كوريا الشمالية.
وكتب ترامب حينها "أخبرتُ ريكس تيلرسون، وزير خارجيتنا الرائع، أنّه يضيّع وقته في محاولة للتفاوض مع رجل الصاروخ الصغير (كيم جونغ أون)... وفّر طاقتك ريكس، سنفعل ما يجب القيام به!".
— Donald J. Trump (@realDonaldTrump) ١ أكتوبر، ٢٠١٧
" style="color:#fff;" class="twitter-post-link" target="_blank">Twitter Post
— Donald J. Trump (@realDonaldTrump) ١ أكتوبر، ٢٠١٧
|
وفي حين أعرب ماتيس عن دعمه لجهود تيلرسون، لإيجاد حل دبلوماسي للأزمة مع كوريا الشمالية، أصدر مؤخراً تعليماته للجيش بأن تكون لديه خيارات عسكرية جاهزة في حال فشل الجهود الدبلوماسية.