القصة البسيطة للفيلم والمعالجة السينمائية الأقرب للحقيقة، جعلت من الأطفال البسطاء الذين صاروا نجوماً، أقرب إلى عين المشاهد وروحه، فالمخرج الأردني الشاب ناجي أبو نوار، بنى حبكته السينمائية على أشخاص بسطاء يعيشون في صحراء رم التاريخية.
جلس معايشاً لهم لأكثر من ثمانية أشهر، قبل أن يصور قصته في شهرين، فانعكست مفاهيم البساطة على مفردات الحكاية السينمائية، فوصلت رسالة الفيلم عميقة التأثير للجمهور وللنقاد، فاحتفوا بالجهد الكبير الذي يغلّف صبر الفتى الأسمر، جاسر عيد، الذي يقوم ببطولة الفيلم.
تدور الأحداث في إطار درامي، حيث اتكأ المخرج ناجي أبو نوار على عام الثورة العربية الكبرى 1916 (أبان حكم الخلافة العثمانية للأردن وعلى تخوم الحرب العالمية الأولى)، ليخلق مناخاً يحكي فيه قصة الطفل ذيب وشقيقه حسين، اللذين يتركان قبيلتهما في رحلة محفوفة بالمخاطر. تعتمد نجاة "ذيب" من هذه المخاطر على تعلّم مبادئ الرجولة والثقة ومواجهة الخيانة في قصة تبلغ مدتها الزمنية 100 دقيقة.
وصول الفيلم للقائمة القصيرة كأول فيلم عربي يخترق الصفوف الأولى لأرفع جائزة عالمية، يعني أن الجوائز التي حصل عليها الفيلم منذ أول عروضه في مارس/ آذار 2015، كانت عوامل محفّزة لوصول الفيلم إلى حلم الأوسكار.
وهي الجائزة التي يتنافس عليها آلاف المخرجين والممثلين وشركات الإنتاج، وتبقى حلماً بعيد المنال حتى لكبار المخرجين والنجوم. وحصد فيلم "ذيب" جائزة أفضل فيلم من العالم العربي، وجائزة لجنة النقاد من مهرجان أبوظبي السينمائي 2014، وشهادة تقدير من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي 2014. كما حصل المخرج أبو نوار على جائزة أفضل مخرج في قسم "آفاق" في مهرجان البندقية السينمائي.
يسرد الفيلم قصة أخوين بدويين أحدهما يدعى ذيب والآخر حسين، يضطران لترك مضارب قبيلتهما في رحلة في قلب الصحراء مع بدايات الثورة العربية الكبرى، ليقود ذيب شقيقه إلى النجاة من مخاطر الرحلة الشاقة، التي يتعلّم خلالها كيف يواجه الخيانة والتردد، ليصل إلى مرحلة النضج والرجولة المبكرة. وأنجز أبو نوار الفيلم بعد ثلاثة أعوام من العمل المتواصل للبحث عن التمويل والكتابة، ونال منحة صندوق سند في أبو ظبي، ومنحة مؤسسة الدوحة للأفلام، وصندوق رؤى من سويسرا.
وينافس "ذيب" على الجائزة كل من فيلم "Embrace of the Serpent" الكولومبي، و"Mustange" الفرنسي التركي، و"Son of Saul" المجري الفائز بجائزة "غولدن غلوب" عن الفئة ذاتها للعام 2016، إلى جانب فيلم "A War" الدنماركي.
اقرأ أيضاً: (فيديو)اللحظة المؤثرة: فريق فيلم "ذيب" عند إعلان ترشيحه للأوسكار