وأضافت المجلة أنه خلال فترة 15 شهرا السابقة لشهر مارس/آذار قتلت طائرات النظام السوري 3124 مواطنا في مدينة حلب وحدها، حسب تقرير مستقل صدر هذا الأسبوع. غير أنها أشارت إلى وجود إشارات تدل على أن نظام الأسد بدأ في التقهقر.
المجلة البريطانية أوضحت أنه بعد مرور عام كامل استوت فيه موازين القوى وكانت فيه للنظام والجهات التي تدعمه (إيران وحزب الله وروسيا) اليد العليا، تغيرت الآن المعادلة على أرض الميدان، بعدما خسر نظام الأسد إدلب وجسر الشغور، المدينتين المحوريتين في الشمال الغربي، إثر تقدم الثوار. "ذي إيكونوميست" أضافت كذلك أنه في الرابع من هذا الشهر تمكن انتحاري من الدخول إلى مركز دمشق، العاصمة التي تحيط بها حراسة مشددة، كما أن مدينة اللاذقية أصبحت الآن على مرمى نيران الثوار.
وبخصوص التجليات الأخرى للضعف الذي يمر فيه الأسد، لفتت المجلة إلى أن نظامه يعاني من نقص في الرجال، رغم اعتماده على المليشيات القادمة من الخارج، موضحة أن القوات الإيرانية وعناصر حزب الله انسحبوا من بعض المناطق جنوب البلاد لحماية دمشق والحدود مع لبنان، بعدما شنت جبهة النصرة هجوما لها في المنطقة في الرابع من الشهر الحالي.
في المقابل أشارت "ذي إيكونوميست" إلى أن الثوار الذين يتشكلون في غالبيتهم من الإسلاميين، أصبحوا أكثر تنظيما سواء داخل ميدان المعركة أو خارجه.
وأضافت المجلة أن الجهات الخارجية التي تدعم الثوار تبدو الآن أكثر تنسيقا فيما بينها، عكس ما كان يحدث في السابق، حينما كانت الخلافات بينها تحد من فعالية الدعم الذي تقدمه.
ورغم كل هذه التطورات التي تشير إلى اندحار نظام الأسد، لا تتوقع "ذي إيكونوميست" أن يترجم ذلك بوضع حد للمأساة في سورية، فعلى المستوى العسكري لا يستطيع أي طرف التغلب على الآخر، لا سيما أن نظام الأسد في إمكانه الاستمرار في الوجود من خلال تركيز وجوده في المنطقة الغربية من البلاد التي يحكم السيطرة عليها. كما استبعدت المجلة قرب التوصل لحل سياسي، رغم الجهود الأممية، وذلك في ظل تعنت الأسد في رفض تقديم أي تنازلات، وإصرار الثوار على رفض السماح له بممارسة أي دور في المرحلة الانتقالية.
اقرأ أيضا واشنطن: بقاء نظام الأسد سبب استمرار مشكلة "داعش"