في هذا السياق، كشفت صحيفة "ذي غارديان" البريطانية، في تقرير مُطول، أمس الاثنين، أن لندن تنتظر تشكيل حكومة وفاق وطنية في ليبيا لتحسم قرارها لجهة المشاركة العسكرية المباشرة في ليبيا بغطاء "شرعي".
وبحسب الصحيفة البريطانية، فإن واشنطن وباريس، تمارسان ضغوطاً كبيرة على الحلفاء للسير باتجاه التدخل العسكري المباشر في ليبيا تحت شعار الحملة العالمية "ضد الإرهاب"، وهو ما وافقت روما عليه رسمياً بعد مؤتمر باريس، الأسبوع الماضي.
ولم تجزم مصادر الحكومة البريطانية، لـ"ذي غارديان"، عن الشكل الذي سيتخذه التدخل البريطاني إن حصل، بين انتشار برّي لقواتها أو الاقتصار على دور تدريب قوات ليبية محلية. كما لم تنفِ أو تؤكد أنباء إرسالها ألف مقاتل إلى البرّ الليبي.
وقال وزير الدفاع الإيطالي، روبرتا بينوتي، الأسبوع الماضي، في مقابلات صحافية، إنّ بلاده تدرس موضوع التدخل العسكري لتحقيق الاستقرار في ليبيا.
وأوضح بينوتي، لصحيفة "كورييري ديلا سيرا"، أن القوى الغربية ستتدخل فقط إذا طلب منها بشكل رسمي من السلطات الليبية.
ومن العقبات التي تقف في وجه مشروع التدخل العسكري، أنّه لا يوجد في الوقت الحالي، أي دعم أفريقي في مساندة التحالف الغربي، وهو ما من شأنه أن يزيد من الصعوبات التي تقف في وجه مشاركة محتملة لبريطانيا في الحملة، بناءً على سوابق التدخل البريطاني في سورية، الذي عانت حكومة دايفيد كاميرون في تأمين غطاء برلماني بريطاني له.
وتفيد تقارير بوجود ما يقارب 3000 عنصر من "داعش"، في ليبيا، ينشطون ويتوسعون بفضل الفوضى السياسية في البلاد.
وجاء تصريح وزير الدفاع الفرنسي، جان إيف لودريان، أخيراً، عن أن "داعش" صار على بعد 200 ميل عن شواطئ جزيرة لامبيدوزا الإيطالية، ليزيد من احتمالات أن يكون التدخل العسكري الأجنبي في ليبيا قريباً، بطلب رسمي من حكومة ليبية معترف بها وإجازة من مجلس الأمن الدولي، وهو ما لا يزال مستحيلاً بفعل فشل الأطراف الليبية على إنجاز حكومة برئاسة فائز السراج.
اقرأ أيضاً: ليبيا: تمهيد غربي للتدخل العسكري يسابق فرص إنقاذ الحوار