تعليقاً على "الحملة ضد الفساد" التي يقودها ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، يتنبأ موقع "ذي واير" الإخباري أن يحدث الأسوأ في الشرق الأوسط خلال الأشهر القليلة القادمة، جراء الحملة التي استهدفت أمراء ومسؤولين بارزين ورجال أعمال، بزعم تورطهم في الفساد ما يفتح الباب على مصراعيه أمام حقبة جديدة في التاريخ السياسي لآل سعود.
وربط الموقع الحملة بموجة الاعتقالات الأخيرة التي سبقتها، واستهدفت وجوهاً دينية ونشطاء حقوق الإنسان وعدداً من المفكرين، مضيفاً أنه رغم عدم اتضاح الأسباب المباشرة والواضحة وراء تلك الحملات، إلا أن إشاعات تشير إلى أن عمليات الاعتقال أتت كردة فعل على مخطط كان يستهدف الملك سلمان بن عبد العزيز.
وفضلاً عن ذلك، كما يوضح الموقع، فإنه أصبح واضحاً جداً أنه لكي يتمكن الملك سلمان من إيصال ابنه محمد إلى كرسي العرش، وتنصيبه ولياً للعهد، كان يتعين عليه الإعداد لانقلاب داخل القصر.
من جانب آخر، اعتبر "ذي واير" أن حملة الاعتقالات تأتي في توقيت حرج بالنسبة للتاريخ الاجتماعي والسياسي للسعودية، وتزامنها مع أزمة داخلية عميقة وتحديات خارجية عديدة تواجهها الرياض، إذ شهدت الأشهر القليلة الماضية قيام الملك ونجله بالاصطفاف إلى جانب إسلام وهابي أكثر اعتدالاً، من دون اهتمامهما بالحصول على الدعم من رجال الدين في السعودية والمؤسسات القبلية.
وأورد الموقع أن الملك سلمان يعول على تقبل قراراته في صفوف فئة الشباب بالسعودية، الذين يمثلون نحو ثلثي السكان، وذلك لامتصاص أي هجمات من الحرس القديم.
إلى ذلك، ذكر مقال "ذي واير" أن السعودية تمر بوضع حرج بسبب مشاكلها الاقتصادية جراء تراجع أسعار النفط وتحركاتها العسكرية والاستراتيجية في الشرق الأوسط، مضيفاً أنه يمكن رؤية عدم قدرة الرياض على التعامل مع التحديات الخارجية من منظور الحروب بالوكالة التي تخوضها مع إيران في كل من اليمن وسورية ولبنان.
واعتبر المقال أنه يجب أن نتوقع حدوث الأسوأ بالشرق الأوسط خلال الأشهر القليلة القادمة بناء على العوامل التالية:
أولاً: من خلال دفع رئيس الوزراء اللبناني، سعد الحريري، إلى تقديم استقالته، إذ يبدو أن الملك سلمان ونجله يعبّدان الطريق أمام مواجهة عسكرية مع إيران.
ثانياً: الدعم المفتوح لواشنطن وتل أبيب للصراع السعودي الإيراني قد يتسبب لا محالة في مواجهة عسكرية دموية أخرى في الشرق الأوسط.
ثالثاً: بسبب نأي البيت الأبيض عن الخوض في الأحداث الأخيرة الجارية بالسعودية وتداعياتها القريبة، فإن الدبلوماسية الأميركية ستصبح مهمشة أكثر من أي وقت مضى.
رابعا وأخيراً: التهديد العسكري السعودي المفتوح ضد إيران، قد يؤدي إلى تعقيد الأمور بالنسبة للرئيس الإيراني، حسن روحاني، إذ سيجد المتشددون في بلاده الأسباب الكافية للدعوة للانسحاب من الاتفاق النووي، وزيادة الدعم لصالح جماعة "أنصار الله" (الحوثيين) باليمن.