"زودياك": خطوة أولى نحو تغيير الدراما المصرية
في الوقت الذي تعاني فيه كل المسلسلات المصرية هذا العام من معوقات عدة: أولها الضغوط الإنتاجية المرتبطة باحتكار شركة "سينرجي" وصاحبها تامر مرسي للإنتاج وقنوات العرض التلفزيوني، وبالتالي سيطرة الدولة على محتوى الأعمال بشكل شبة كامل، ثم الأزمة الدائمة في فرض قالب الـ 30 حلقة، والتي يتم تصويرها في شهور قليلة بما يؤثر على الإيقاع وجودة التنفيذ. في ظل كل هذا الواقع يأتي مسلسل "زودياك" بالكثير من العناصر والتفاصيل المختلفة، التي تجعله، ورغم احتوائه على بعض المشاكل والعيوب، بمثابة حَجر في بركة الدراما المصرية الراكدة.
بداية، نوعية المسلسل نفسه مختلفة؛ هو الاقتباس الأول عن أعمال الأديب المصري الراحل أحمد خالد توفيق، المشهور بأدب الفانتازيا والرعب والماورائيات. "زودياك" يقدم معالجة لمجموعته القصصية "حظك اليوم" بالكثير من الاختلافات والتعديلات. فالمجموعة تدور حول لعنة يلقيها أحد الدجالين على 12 صحافياً قاموا بفضحه واكتشاف ألاعيبه، وهو ما يؤدي إلى مقتل كل منهم بطريقة تناسب برجه الفلكي. أما المسلسل الذي يحمل اسم إحدى قصص المجموعة (تعني كلمة "زودياك" البرج الفلكي)، فإنه يوسع دائرة السرد والحكي في أكثر من خط، ولا تصبح الحكاية فقط عن طريقة موت كل بطل. لكن تدخل عناصر أخرى منتمية لأدب توفيق أيضاً، كالبعد الميتافيزيقي ولعنة الفراعنة، كخط سردي آخر في الأحداث. إلى جانب صراع الأبطال (وأغلبهم طلبة جامعة في هذا الاقتباس) لفك اللعنة التي تلقى عليهم. هذه الأجواء كلها مختلفة تماماً عن أي عمل مصري آخر سيدور غالباً في أجواء دراما أو حركة أو جرائم قتل.
نمط الإنتاج والعرض كذلك مختلف. فالعمل من إنتاج شبكة Viu التي تبث أعمالها عبر الإنترنت، في محاولة مصرية أولى لمحاكاة نجاح وانتشار "نتفليكس" بشكل محلي. وهو نمط إنتاجي يخرج الدراما المصرية من فلك الـ30 حلقة، فتأتي أحداث "زودياك" كمثال في 15 حلقة فقط. كذلك فهو يراهن على الممثلين الشباب وإعطائهم فرصا أكبر، عوضاً عن سيطرة النجوم وبيع المسلسلات بأسمائهم، كما في شكل الإنتاج التقليدي، فنشاهد في المسلسل عدداً من الأسماء الشابة مثل أسماء أبو اليزيد، ومي الغيطي، ومحمد مهران وغيرهم.
اقــرأ أيضاً
لكل هذه الأسباب، فإن نجاح المسلسل ومتابعته يفتح باب تشجيع كبير لنوعية الأعمال المنتجة للبث عبر الإنترنت، في استهداف لشريحة مشاهدين من الشباب. وهي نقطة هامة جداً في صالحه وتحسب فيها مبادرته. وإن كان، بعد كل هذا، لا يتحرر تماماً من بعض عيوب الدراما التقليدية، أبرزها على المستوى الإيقاعي، فبالرغم من أن الأحداث تدور في 15 حلقة، إلا أنها يشوبها التطويل والبطء في أحيانٍ كثيرة، سواء بسبب التفاصيل الدرامية المبالغ فيها بشكل لا يناسب مسلسل مغامرات فانتازيا يجب أن يكون إيقاعها سريعاً ولاهثاً ولا يتسق معه قضاء حلقة كاملة تقريباً بعد موت إحدى الشخصيات الرئيسية في مشاهد رثائية تبحث عن أثر عاطفي في مسلسل لا يحتمل هذا التعطل الممل. أما السبب الآخر لبطء الإيقاع فهو رهان صنّاعه وبذلهم مجهوداً كبيراً على بعض الخطوط الدرامية التي لم تضف أي شيء، بل أثقلت كاهل الأحداث.
نمط الإنتاج والعرض كذلك مختلف. فالعمل من إنتاج شبكة Viu التي تبث أعمالها عبر الإنترنت، في محاولة مصرية أولى لمحاكاة نجاح وانتشار "نتفليكس" بشكل محلي. وهو نمط إنتاجي يخرج الدراما المصرية من فلك الـ30 حلقة، فتأتي أحداث "زودياك" كمثال في 15 حلقة فقط. كذلك فهو يراهن على الممثلين الشباب وإعطائهم فرصا أكبر، عوضاً عن سيطرة النجوم وبيع المسلسلات بأسمائهم، كما في شكل الإنتاج التقليدي، فنشاهد في المسلسل عدداً من الأسماء الشابة مثل أسماء أبو اليزيد، ومي الغيطي، ومحمد مهران وغيرهم.
لكل هذه الأسباب، فإن نجاح المسلسل ومتابعته يفتح باب تشجيع كبير لنوعية الأعمال المنتجة للبث عبر الإنترنت، في استهداف لشريحة مشاهدين من الشباب. وهي نقطة هامة جداً في صالحه وتحسب فيها مبادرته. وإن كان، بعد كل هذا، لا يتحرر تماماً من بعض عيوب الدراما التقليدية، أبرزها على المستوى الإيقاعي، فبالرغم من أن الأحداث تدور في 15 حلقة، إلا أنها يشوبها التطويل والبطء في أحيانٍ كثيرة، سواء بسبب التفاصيل الدرامية المبالغ فيها بشكل لا يناسب مسلسل مغامرات فانتازيا يجب أن يكون إيقاعها سريعاً ولاهثاً ولا يتسق معه قضاء حلقة كاملة تقريباً بعد موت إحدى الشخصيات الرئيسية في مشاهد رثائية تبحث عن أثر عاطفي في مسلسل لا يحتمل هذا التعطل الممل. أما السبب الآخر لبطء الإيقاع فهو رهان صنّاعه وبذلهم مجهوداً كبيراً على بعض الخطوط الدرامية التي لم تضف أي شيء، بل أثقلت كاهل الأحداث.
دلالات
المساهمون
المزيد في منوعات