قبل الحديث عن مسلسل "سايكو"، علينا أن ننصف المحطات الفضائية العربية، بما في ذلك القنوات التلفزيونية السورية، حيث أن إجماعها على رفض عرض العمل قد يكون أفضل قرار يُتخذ بالإجماع؛ فالحلقات الخمس الأولى التي عرضت من المسلسل على قناة "لنا"، تكفي لتصنيفه ضمن قائمة أسوأ المسلسلات السورية.
سايكو وجوليا
عندما بدأ الموسم الرمضاني الفائت، شن جيش أمل عرفة الإلكتروني حرباً شرسة ضد مسلسل الآراب باند "جوليا"، بحجة أن العمل مسروق من "سايكو" للممثلة السورية أمل عرفة، وذلك لأن ماغي بوغصن تلعب عدة شخصيات بالمسلسل! وهاجموا سياسة القنوات العربية التي باتت تفضل المسلسلات العربية المشتركة على المسلسلات السورية، رغم أن "سايكو" ينتمي لذات التصنيف! والحديث عن مسلسل "جوليا" وبطلته ماغي بوغصن عاد مع عرض "سايكو"، ولا سيما أن قناة "لنا" برمجت عرض "سايكو" بالتزامن مع استضافة بوغصن في برنامج "في أمل"، فتلا الحلقة الأولى حوار بين النجمتين، حاولت عرفة فيه أن تحل الخلاف القائم، فبرأت نفسها من تصرفات جمهورها وانتقدت اندفاعهم.
نشوة الانتصار
ما إن عُرض "سايكو" حتى شعرت عرفة بنشوة الانتصار، وصادرت آراء الجمهور، واعتبرت أن المسلسل نجح، وانتهزت الفرصة لتعلن عن مشروعها الجديد "كونتاك"، الذي سيشاركها ببطولته محمد حداقي؛ وتعاملت مع نجاح "سايكو" المفترض باعتباره نجاحاً شخصياً لها، وهو أمر منطقي، باعتبار أن أمل عرفة هي المنتجة والمؤلفة وأدت خمس شخصيات بالمسلسل، بالإضافة لغنائها أغنية شارة المسلسل، وتربع اسمها على رأس هرم المسلسل كمشرف عام.
والله ما دخلني
على السوشيال ميديا، لم يقم أي من الممثلين المشاركين بالعمل بالاحتفاء بعرض المسلسل الذي تمت "محاربته" لسنتين، فباستثناء أمل عرفة ونظلي الرواس، لم يقم أي نجم من نجوم الصف الأول أو حتى الصف الثاني بالتعليق على هذا الحدث، بل إنهم بدوا وكأنهم غير معنيين بعرض المسلسل وصراعه الطويل للوصول إلى الشاشة الصغيرة، ففي اليوم الذي بدأ به عرض العمل كان هؤلاء النجوم يمارسون نشاطهم على مواقع التواصل الاجتماعي من دون الالتفات للأمر، بل إن البعض منهم بدا وكأنه يلمح تلميحات ساخرة من العرض، كالممثل أيمن رضا، الذي شارك بذات اليوم صورة شخصية له، وأرفق بها عبارة "والله ما دخلني". ولم يسد هذه الثغرة، ويوحي بأن "سايكو" عمل جماعي لا فردي إلا الفريق الفني، الذين اعتادوا البقاء في الظل، وتم تصديرهم في شارة المسلسل على نحو مفاجئ، فشكلوا الجبهة المتحمسة للعمل بجانب عرفة.
أخطاء بالجملة
إذا ما تجاوزنا قضية أداء عرفة لخمس شخصيات من دون أي مبرر درامي، حيث أنه كان يفترض أن تلعب عرفة شخصيتي التوأم فقط لتبرر درامياً تبادل الأدوار بين الشخصيتين دون إثارة اللغط؛ إلا أن المشاكل في المسلسل لا تقتصر على الحضور الكثيف إلى حد الإزعاج لعرفة. يحاول المسلسل أن يخلق سياقاً درامياً يمزج ما بين الكوميديا والأكشن، ويعتمد على الغموض لافتعال الإثارة، كإبقاء محتوى الـ"سي دي" مبهما، إلا أن المبالغة بتنميط الشخصيات وصبها بقوالب فاقعة يفقد كل العناصر أهميتها؛ والأسوأ من ذلك أن الشخصية الرئيسية التي تؤديها عرفة "وصال" تلقي بأفكار عامة مثل: "هالبلد بيحتاج لمية صحفي" لتعطي معنى لما لا معنى له. وكذلك تسير الأحداث دون أي منطقية وبخطوط متداخلة لا تعطي أي منها قيمة للبقية. ومن ناحية الأداء، فإن عرفة تفشل بشكل واضح برسم معالم خمس شخصيات متباينة أدائياً، فعندما يسقط المكياج عن "دلال"، فإنه لا يمكن تمييزها عن "وصال" بالمطلق؛ وكذلك تمر العديد من اللحظات التي يفلت بها النمط من عرفة، فشخصية المطربة "ناجية" تلفظ أحياناً حرف الراء وتتلعثم به في معظم الأحيان، كما أن إيقاع حركة العجوز "نجدت" يختلف من مشهد لآخر، وأحياناً ضمن المشهد الواحد.