يكفي فقط أن تتقن اللغة الفارسيّة كي تتمكّن من دخول موقع "سجّل" الإلكتروني، وتصبح جزءاً من مبادرة أعدّت خصيصاً لمساعدة أطفال إيران ومراهقيها من المكفوفين. بالتالي، تختار القصة التي تريد وتقرأها وتحمّلها على هذا الموقع، ليستمع إليها أصحاب العلاقة.
وهذه القصّة لن تكون واحدة من القصص المسجّلة على هذا الموقع فحسب، لا بل قد يقع الاختيار عليك لتسجّلها في الاستوديو الخاص بصوتك وبتقنيّة عالية، فتصبح جزءاً من مكتبة صوتيّة، يستمتع بها هؤلاء الأطفال.
وكانت الفكرة قد انطلقت من مكان صغير وضيّق ومتواضع ومعتم نسبياً، هو نقابة المكفوفين في إيران. لكن العتمة هنا ليست مهمة بالنسبة إلى العاملين في النقابة. فهي مكان لتحقيق الأحلام كما يقولون. وهم جميعاً فاقدو البصر، إما بشكل تام أو جزئي.
يقول وكيل النقابة منصور شادكام إن الفكرة بدأت عندما قرّرت شركة "سامسونغ" رعاية مبادرة للتشجيع على قراءة الكتب وتوزيعها في إيران على الأطفال. فتواصلت الشركة مع العديد من المؤسسات والنقابات، إلى أن وصل المشروع إلى آذان العاملين في نقابة المكفوفين الذين أرادوا أن يكونوا جزءاً من المشروع.
تجدر الإشارة إلى أنه في إيران بحسب ما يوضح شادكام، لا تتوفّر سوى أربعين قصة للأطفال مكتوبة بطريقة برايل التي يتعلمها المكفوفون عادة.
ومن ثم، طرحت فكرة تسجيل الأصوات، لكن موظفي النقابة لم يرغبوا في أن يقوم أشخاص معيّنون بذلك، إذ إن من شأن ذلك أن يحدّ من عدد القصص المسجّلة. فكان اقتراح بإشراك كل المجتمع الإيراني بهذه الفكرة، الأمر الذي يساهم في جعل المجتمع يتقبل المكفوفين. ولأن الفكرة أتت مختلفة بالنسبة إلى معظم أبناء المجتمع الإيراني، ازداد الإقبال على الموقع الالكتروني الذي أنشئ خصيصاً لهذا الغرض. واليوم لم تعد مساعدة هؤلاء عمل خير، بل أصبح إغناء مكتبة المكفوفين الصغار وظيفة اجتماعيّة، بحسب ما يؤكد شادكام.
وتحوّلت المبادرة عبر الموقع الإلكتروني، إلى فرصة لجيل كامل من الأطفال والمراهقين المكفوفين في إيران. فبعد أن يقع اختيار النقابة على عدد من الأشخاص، يُطلب منهم التوجه إلى المكتبات الصوتيّة التي تتوزع على أكثر من 12 محافظة إيرانيّة لتسجيل أصواتهم في استديوهات خاصة. وقد تعمّدت النقابة أن تكون المكتبات الصوتية في القرى والأرياف، إذ إنهم يرون أن أبناء المدن الكبرى قادرون على الحصول على التسهيلات بينما يبقى كثر في أماكن أخرى محرومين من أبسط الأمور.
حتى الساعة، اختير مائتا شخص من بين الذي زاروا الموقع وسجّلوا أصواتهم، إلى جانب مشاركة عدد من الممثلين السينمائيّين والإعلاميّين المعروفين في هذه المبادرة. وهو ما أدى إلى التعريف بها وانتشارها على مستوى أوسع، وهو ما ساهم في مساعدة هؤلاء الأطفال الذين يعانون من الوحدة والتهميش عادة، بحسب ما يلفت المدير التنفيذي في النقابة علي أكبر جمالي.
وجمالي الذي فقد بصره منذ الصغر، يدرك تماماً معاناة هؤلاء. فيقول إن المبادرة تشمل أيضاً حلقات دراسيّة سمعيّة للأطفال المكفوفين. فقد عمدت النقابة إلى تخصيص جلسات جماعيّة بحضور مدرّسين ومتخصّصين يرافقون الأطفال في خلال استماعهم إلى القصص الصوتيّة. وهكذا باتت هذه القصص جزءاً من الدروس التي يتلقاها هؤلاء. وفي الوقت ذاته، يساعد ذلك كل طفل في الانسجام مع الأطفال من حوله وتكوين كذلك صداقات مع أمثاله.
يضيف جمالي لـ "العربي الجديد" أن المشروع أتى خصيصاً للأطفال والمراهقين، إذ ثمّة مؤسسات ثقافيّة كثيرة تعنى بشؤون المكفوفين من كبار السن. ويوضح أن "حاجات ومشكلات من هم أصغر سناً تبقى مختلفة، وتتطلب تركيزاً مختلفاً. ولدى النقابة العديد من الأفكار التي ستعمل على تطبيقها مستقبلاً".
إلى ذلك، يدعو جمالي المؤسسات إلى التعاون لتخصيص ميزانيات أكبر لترجمة عدد أكبر من الكتب بطريقة برايل، وهو ما سيفتح الأفق أمام كل مكفوفي إيران.
من جهتهم، يدرك أهالي هؤلاء الأطفال أهميّة مشاريع من هذا النوع. فتقول أعظم، وهي والدة أحد الأطفال المكفوفين الذين تسجّلوا في هذه الجلسات الخاصة "لا يمكن وصف السعادة التي أراها على وجه ابني بعد انتهائه من الدرس. فهو بات يستمتع بالقصص، وهذا ما شجعه أكثر على تعلم نظام قراءة وكتابة برايل".
أما مريم، وهي أيضاً أم لولد مكفوف، فترى أن "الكل يعيش اليوم في زمن التكنولوجيا، وقد بات التواصل أسهل وأسرع. فما الضير من أن يكون للمكفوفين حصة من هذا التقدّم التكنولوجي؟". تضيف أن "القصص أصبحت متوفرة على أقراص مدمجة وكذلك على أجهزة محمولة وعلى الموقع الإلكتروني أيضاً. وكل هذا ساهم في إنجاح الفكرة وخدمة الأطفال والمراهقين المكفوفين".
وهذه القصّة لن تكون واحدة من القصص المسجّلة على هذا الموقع فحسب، لا بل قد يقع الاختيار عليك لتسجّلها في الاستوديو الخاص بصوتك وبتقنيّة عالية، فتصبح جزءاً من مكتبة صوتيّة، يستمتع بها هؤلاء الأطفال.
وكانت الفكرة قد انطلقت من مكان صغير وضيّق ومتواضع ومعتم نسبياً، هو نقابة المكفوفين في إيران. لكن العتمة هنا ليست مهمة بالنسبة إلى العاملين في النقابة. فهي مكان لتحقيق الأحلام كما يقولون. وهم جميعاً فاقدو البصر، إما بشكل تام أو جزئي.
يقول وكيل النقابة منصور شادكام إن الفكرة بدأت عندما قرّرت شركة "سامسونغ" رعاية مبادرة للتشجيع على قراءة الكتب وتوزيعها في إيران على الأطفال. فتواصلت الشركة مع العديد من المؤسسات والنقابات، إلى أن وصل المشروع إلى آذان العاملين في نقابة المكفوفين الذين أرادوا أن يكونوا جزءاً من المشروع.
تجدر الإشارة إلى أنه في إيران بحسب ما يوضح شادكام، لا تتوفّر سوى أربعين قصة للأطفال مكتوبة بطريقة برايل التي يتعلمها المكفوفون عادة.
ومن ثم، طرحت فكرة تسجيل الأصوات، لكن موظفي النقابة لم يرغبوا في أن يقوم أشخاص معيّنون بذلك، إذ إن من شأن ذلك أن يحدّ من عدد القصص المسجّلة. فكان اقتراح بإشراك كل المجتمع الإيراني بهذه الفكرة، الأمر الذي يساهم في جعل المجتمع يتقبل المكفوفين. ولأن الفكرة أتت مختلفة بالنسبة إلى معظم أبناء المجتمع الإيراني، ازداد الإقبال على الموقع الالكتروني الذي أنشئ خصيصاً لهذا الغرض. واليوم لم تعد مساعدة هؤلاء عمل خير، بل أصبح إغناء مكتبة المكفوفين الصغار وظيفة اجتماعيّة، بحسب ما يؤكد شادكام.
وتحوّلت المبادرة عبر الموقع الإلكتروني، إلى فرصة لجيل كامل من الأطفال والمراهقين المكفوفين في إيران. فبعد أن يقع اختيار النقابة على عدد من الأشخاص، يُطلب منهم التوجه إلى المكتبات الصوتيّة التي تتوزع على أكثر من 12 محافظة إيرانيّة لتسجيل أصواتهم في استديوهات خاصة. وقد تعمّدت النقابة أن تكون المكتبات الصوتية في القرى والأرياف، إذ إنهم يرون أن أبناء المدن الكبرى قادرون على الحصول على التسهيلات بينما يبقى كثر في أماكن أخرى محرومين من أبسط الأمور.
حتى الساعة، اختير مائتا شخص من بين الذي زاروا الموقع وسجّلوا أصواتهم، إلى جانب مشاركة عدد من الممثلين السينمائيّين والإعلاميّين المعروفين في هذه المبادرة. وهو ما أدى إلى التعريف بها وانتشارها على مستوى أوسع، وهو ما ساهم في مساعدة هؤلاء الأطفال الذين يعانون من الوحدة والتهميش عادة، بحسب ما يلفت المدير التنفيذي في النقابة علي أكبر جمالي.
وجمالي الذي فقد بصره منذ الصغر، يدرك تماماً معاناة هؤلاء. فيقول إن المبادرة تشمل أيضاً حلقات دراسيّة سمعيّة للأطفال المكفوفين. فقد عمدت النقابة إلى تخصيص جلسات جماعيّة بحضور مدرّسين ومتخصّصين يرافقون الأطفال في خلال استماعهم إلى القصص الصوتيّة. وهكذا باتت هذه القصص جزءاً من الدروس التي يتلقاها هؤلاء. وفي الوقت ذاته، يساعد ذلك كل طفل في الانسجام مع الأطفال من حوله وتكوين كذلك صداقات مع أمثاله.
يضيف جمالي لـ "العربي الجديد" أن المشروع أتى خصيصاً للأطفال والمراهقين، إذ ثمّة مؤسسات ثقافيّة كثيرة تعنى بشؤون المكفوفين من كبار السن. ويوضح أن "حاجات ومشكلات من هم أصغر سناً تبقى مختلفة، وتتطلب تركيزاً مختلفاً. ولدى النقابة العديد من الأفكار التي ستعمل على تطبيقها مستقبلاً".
إلى ذلك، يدعو جمالي المؤسسات إلى التعاون لتخصيص ميزانيات أكبر لترجمة عدد أكبر من الكتب بطريقة برايل، وهو ما سيفتح الأفق أمام كل مكفوفي إيران.
من جهتهم، يدرك أهالي هؤلاء الأطفال أهميّة مشاريع من هذا النوع. فتقول أعظم، وهي والدة أحد الأطفال المكفوفين الذين تسجّلوا في هذه الجلسات الخاصة "لا يمكن وصف السعادة التي أراها على وجه ابني بعد انتهائه من الدرس. فهو بات يستمتع بالقصص، وهذا ما شجعه أكثر على تعلم نظام قراءة وكتابة برايل".
أما مريم، وهي أيضاً أم لولد مكفوف، فترى أن "الكل يعيش اليوم في زمن التكنولوجيا، وقد بات التواصل أسهل وأسرع. فما الضير من أن يكون للمكفوفين حصة من هذا التقدّم التكنولوجي؟". تضيف أن "القصص أصبحت متوفرة على أقراص مدمجة وكذلك على أجهزة محمولة وعلى الموقع الإلكتروني أيضاً. وكل هذا ساهم في إنجاح الفكرة وخدمة الأطفال والمراهقين المكفوفين".