"سكون": استئناف الأسئلة العسيرة

24 اغسطس 2020
من المسرحية
+ الخط -

نهاية العام الماضي، بدأت العروض الأولى من مسرحية "سكون" للمخرج التونسي نعمان حمدة، وقد لاقت نجاحاً قبل أن تتوقف – مثل بقية الأعمال المسرحية والإبداعية – مع فترة الحجر الصحّي التي عاشتها تونس ضمن إجراءات الوقاية من تفشي فيروس كورونا.

ضمن فعاليات "مهرجان البحر الأبيض المتوسّط" في مدينة حلق الوادي بالقرب من تونس العاصمة، استأنفت "سكون" عروضها، وهي في ذلك تستفيد من مجموعة مهرجانات اختارت عدم إلغاء دورته لهذا العام وهو ما أتاح حركة مسرحية في الأسابيع الأخيرة، لتجد الكثير من الأعمال فرصة المتابعة الجماهيرية مثل "دونكيشوت كما نراه" لـ شاذلي العرفاوي، و"سوق سوداء" لـ علي اليحياوي، و"قصر السعادة" لـ نزار السعيدي.

عادت "سكون" للعرض يوم الإثنين الماضي، ولعلّ ما حدث في الأشهر الأخيرة قد سلّط الضوء أكثر على أسئلتها ومنحها مزيداً من العمق، حيث أن العمل يشتغل على قراءة في النفس البشرية حين تتضارب أمامها الأفكار، وتتحوّل إلى متاهة ثم تصطدم بجدران باردة منذ أن تختار أية وجهة.

وضع النص كل من المخرج بالتعاون مع ليليا الأطرش، كما يحضر حمدة على الخشبة مع الممثلة أميرة درويش. إضافة إلى النص، يمكن اعتبار جسدي الممثلين والإضاءة هم مركّبات العمل مقابل ابتعاد عن الحكي أو الترابط السردي، فالعمل يعوّل على تداعي أفكار الشخصيّتين الحاضرتين على الخشبة، وتمرير شحنات نفسية إلى المتفرّج من خلال التلاعب بالضوء.

يقترب هذا العمل من أجواء آخر مسرحيات حمدة، "كاوو"، وهو عمل ثنائي مشترك أيضاً على مستوى الأداء (مع جميلة الشيحي). ومن الأعمال الأخرى التي كتبها: "قصر الشوق"، و"سباحة حرة". أما على مستوى التمثيل فقد عرف من خلال أدواره في مسرحيات فاضل الجعايبي مثل "عشاق المقهى المهجور"، و"عنف"، و"خوف"، وفي السنوات الأخيرة برز في عدّة أعمال سينمائية.

المساهمون