ليس مستغرباً أن يشعر السوريون في لبنان، بثقل العنصريّة الممارسة تجاههم أو النظرة الدونيّة إليهم. فاللبناني ذاته، لدى انتقاله من منطقة إلى أخرى، يعيش التجربة ذاتها. يعتبر إبن المدينة، على سبيل المثال، أنّه أكثر مدنيّة ومعرفة من ابن القرية "الجردي". والأخير يشعر بتفوّق قيَمي على ابن المدينة "المستهتر" و"المدلل".
يقتنع أهالي الجنوب اللبناني، بدورهم، بأفضليّتهم على أهالي البقاع، شرقي لبنان، والعكس صحيح، فيما لا يزال أهالي كسروان، شرقي بيروت، يطلقون تسمية "الغريب"، على كل من وفِد إلى مناطقهم ولو عاش فيها عقوداً طويلة.
الأكيد أن العنصريّة تجاه السوريين تتجلّى بممارسات يوميّة كثيرة، لكنّ أكثرها غرابة، تلك التي يمارسها سائقو بعض السيارات اللبنانيّة تجاه السيّارات التي تحمل لوحات تسجيل سوريّة.
"سوري وعم تدوبل"؟، يصرخ سائق سيّارة الأجرة اللبناني بأعلى صوته الجهوري، في الطريق من الأشرفيّة إلى الحمراء، لدى محاولة سائق سوري تجاوز سيّارته، ليستهلّ بعدها حديثاً عنصرياً بامتياز، لا ينهيه إلا الوصول سريعاً إلى الحمراء، مع اختفاء زحمة السير المعهودة، بسحر ساحر.
في جلسة نقاش مغلقة، تناولت أكثر الممارسات عنصريّة من قبل اللبنانيين تجاه السوريين، قال أحد السوريين الذي جاء وعائلته بسيارته الخاصة إلى لبنان: "لا أفكّر بتجاوز أيّ سيّارة لبنانيّة. يكفيني نظرة من سائق لبناني، إذا ما حاولت، لتختصر كلام كثير لم يقله. نظرة تُشعرني بالبهدلة والدونيّة".
يروي أنّه بعد أيام على وصوله، وهو يقطع بسيارته إحدى المستديرات، وله أفضليّة المرور، صرخ أحدهم به: "يا (..) وينك قاطع"؟. للحظات فكّر السائق بالترجّل من سيّارته ولكم من ناداه بذلك، لكنّه عدل عن فكرته هذه، لعلمه أنّه "غريب هنا". وأضاف: "كان شرطي السير شاهداً، وعوض أن يوبّخ السائق على كلامه، طلب مني التوقّف ليمر الأخير، مكتفياً بالقول: "ما بدنا تعملولنا مشاكل".
والسيارة ذاتها تصبح معياراً للتمييز بين اللاجئين أنفسهم. فأن يقود سوري سيّارة حديثة في بيروت، يعني لدى البعض أنّه حكماً من "الأغنياء". وإذا كانت السيارة من حلب، فسائقها حتماً من تجّار حلب المعروفين، وإن كانت من دمشق، فيتحدّر بالتأكيد من وجهاء العاصمة...
وفي السياق ذاته، تضيق عين جارنا الثمانيني، سائق الأجرة، بالسائقين السوريين لسيارات أجرة لبنانيّة. يقول إنهم "يزاحموننا على اللقمة"، لكن لدى سؤاله عن الركاب السوريين، يسارع للإجابة: "وحدهم يحرّكون السوق اليوم، لولاهم لمتنا جوعاً".
يقتنع أهالي الجنوب اللبناني، بدورهم، بأفضليّتهم على أهالي البقاع، شرقي لبنان، والعكس صحيح، فيما لا يزال أهالي كسروان، شرقي بيروت، يطلقون تسمية "الغريب"، على كل من وفِد إلى مناطقهم ولو عاش فيها عقوداً طويلة.
الأكيد أن العنصريّة تجاه السوريين تتجلّى بممارسات يوميّة كثيرة، لكنّ أكثرها غرابة، تلك التي يمارسها سائقو بعض السيارات اللبنانيّة تجاه السيّارات التي تحمل لوحات تسجيل سوريّة.
"سوري وعم تدوبل"؟، يصرخ سائق سيّارة الأجرة اللبناني بأعلى صوته الجهوري، في الطريق من الأشرفيّة إلى الحمراء، لدى محاولة سائق سوري تجاوز سيّارته، ليستهلّ بعدها حديثاً عنصرياً بامتياز، لا ينهيه إلا الوصول سريعاً إلى الحمراء، مع اختفاء زحمة السير المعهودة، بسحر ساحر.
في جلسة نقاش مغلقة، تناولت أكثر الممارسات عنصريّة من قبل اللبنانيين تجاه السوريين، قال أحد السوريين الذي جاء وعائلته بسيارته الخاصة إلى لبنان: "لا أفكّر بتجاوز أيّ سيّارة لبنانيّة. يكفيني نظرة من سائق لبناني، إذا ما حاولت، لتختصر كلام كثير لم يقله. نظرة تُشعرني بالبهدلة والدونيّة".
يروي أنّه بعد أيام على وصوله، وهو يقطع بسيارته إحدى المستديرات، وله أفضليّة المرور، صرخ أحدهم به: "يا (..) وينك قاطع"؟. للحظات فكّر السائق بالترجّل من سيّارته ولكم من ناداه بذلك، لكنّه عدل عن فكرته هذه، لعلمه أنّه "غريب هنا". وأضاف: "كان شرطي السير شاهداً، وعوض أن يوبّخ السائق على كلامه، طلب مني التوقّف ليمر الأخير، مكتفياً بالقول: "ما بدنا تعملولنا مشاكل".
والسيارة ذاتها تصبح معياراً للتمييز بين اللاجئين أنفسهم. فأن يقود سوري سيّارة حديثة في بيروت، يعني لدى البعض أنّه حكماً من "الأغنياء". وإذا كانت السيارة من حلب، فسائقها حتماً من تجّار حلب المعروفين، وإن كانت من دمشق، فيتحدّر بالتأكيد من وجهاء العاصمة...
وفي السياق ذاته، تضيق عين جارنا الثمانيني، سائق الأجرة، بالسائقين السوريين لسيارات أجرة لبنانيّة. يقول إنهم "يزاحموننا على اللقمة"، لكن لدى سؤاله عن الركاب السوريين، يسارع للإجابة: "وحدهم يحرّكون السوق اليوم، لولاهم لمتنا جوعاً".