بداية الشهر الجاري، بدأت قناة "لنا" السورية بعرض برنامج حواري أسبوعي جديد، حمل اسم "سيبيا"، وهو فكرة وتقديم الممثل والمخرج السوري أيمن زيدان، الذي سبق أن خاض تجربة تقديم البرامج في برنامج المسابقات "وزنك ذهب" سنة 2002، وعندما قدم برنامج "لقاء الأجيال" سنة 2009، برفقة ابنه الراحل نوار.
يحاول زيدان، في برنامجه الجديد، أن يبحث عن مساحة خاصة وغير مطروقة في البرامج الحوارية العربية. ووجد ضالته في محاورة رجال ونساء تجاوزوا السبعين من العمر. ليسوا من المشاهير أو الشخصيات الفنية المعروفة، كما هو معتاد بهذا النوع من البرامج، وليسوا من ضحايا الحروب والأزمات التي تشغل الرأي العام، بل هم أشخاص عاديون من بلدان مختلفة؛ ينقلون بحضورهم على الشاشة ذاكرة مكان وذاكرة زمن بعيد وجيل كامل.
لعلّ مشكلة برنامج "سيبيا" تكمن، باختصار، في تقديمه كبرنامج موجه للأجيال الصاعدة، كأنّ الهدف منه هو استفادة الجيل الجديد من تجارب رجال ونساء تجاوزوا سن السبعين، ليبدو برنامجاً ذا صبغة تعليمية، يهدف إلى تلقين الشباب تجارب الأجيال الماضية، وتعليمهم بعض الدروس في الحياة؛ وهي أهداف لا يمكن لـ"سيبيا" أن يحققها؛ إذ إن البرنامج، بشكله الحالي، يبدو عاجزاً عن استمالة الجيل الشاب، بسبب غرقه بالنوستالجيا والكآبة، ناهيك عن كون الجيل الشاب لن يتقبل بسهولة وجبة النصائح الجاهزة التي يطهوها زيدان مع ضيوفه.
لكن ذلك لا يعني أبداً الحكم المبكر على البرنامج بالفشل، حيث إن "سيبيا" يبدو برنامجاً نموذجياً للجمهور الأكبر سناً، الذين سيستمتعون بالأحاديث اللطيفة والبسيطة عن الماضي الذي يحنون إليه، ولا سيما أن زيدان يتمتع بخصال المحاور الجيد، وبقدرته على نبش الذاكرة واستحضار التفاصيل الجميلة من عصر غائب. ما يعني أن مشكلة البرنامج لا تكمن بتكوينه أو بأسلوب المحاور، وإنما بمقدمته التي تبدو وكأنها وقعت في شرك سوء التقدير، ولا سيما في قضية تحديد الجمهور المستهدف.
ومن ناحية أخرى، فإن أكثر ما يميز برنامج "سيبيا" هو الأغاني التي تعرض على شاشة التلفزيون الموجودة ضمن الاستديو، والتي تنتمي إلى مرحلة الخمسينيات، وأعيد إنتاجها وتصويرها بشكل مستوحى من روح ذلك العصر، وأدرجت كفواصل بين المحطات الحوارية، حيث إن هذه الأغاني، تعطي قيمة مضافة للحكايات والذكريات المنسية، وتحفز ذاكرة الضيوف للعودة بتفاصيل حكاياتهم للحظات بعيدة؛ وهو ما يجعلها الإضافة الأهم في البرنامج، ناهيك عن كونها مؤداة بشكل متقن.
اقــرأ أيضاً
لعلّ مشكلة برنامج "سيبيا" تكمن، باختصار، في تقديمه كبرنامج موجه للأجيال الصاعدة، كأنّ الهدف منه هو استفادة الجيل الجديد من تجارب رجال ونساء تجاوزوا سن السبعين، ليبدو برنامجاً ذا صبغة تعليمية، يهدف إلى تلقين الشباب تجارب الأجيال الماضية، وتعليمهم بعض الدروس في الحياة؛ وهي أهداف لا يمكن لـ"سيبيا" أن يحققها؛ إذ إن البرنامج، بشكله الحالي، يبدو عاجزاً عن استمالة الجيل الشاب، بسبب غرقه بالنوستالجيا والكآبة، ناهيك عن كون الجيل الشاب لن يتقبل بسهولة وجبة النصائح الجاهزة التي يطهوها زيدان مع ضيوفه.
لكن ذلك لا يعني أبداً الحكم المبكر على البرنامج بالفشل، حيث إن "سيبيا" يبدو برنامجاً نموذجياً للجمهور الأكبر سناً، الذين سيستمتعون بالأحاديث اللطيفة والبسيطة عن الماضي الذي يحنون إليه، ولا سيما أن زيدان يتمتع بخصال المحاور الجيد، وبقدرته على نبش الذاكرة واستحضار التفاصيل الجميلة من عصر غائب. ما يعني أن مشكلة البرنامج لا تكمن بتكوينه أو بأسلوب المحاور، وإنما بمقدمته التي تبدو وكأنها وقعت في شرك سوء التقدير، ولا سيما في قضية تحديد الجمهور المستهدف.
ومن ناحية أخرى، فإن أكثر ما يميز برنامج "سيبيا" هو الأغاني التي تعرض على شاشة التلفزيون الموجودة ضمن الاستديو، والتي تنتمي إلى مرحلة الخمسينيات، وأعيد إنتاجها وتصويرها بشكل مستوحى من روح ذلك العصر، وأدرجت كفواصل بين المحطات الحوارية، حيث إن هذه الأغاني، تعطي قيمة مضافة للحكايات والذكريات المنسية، وتحفز ذاكرة الضيوف للعودة بتفاصيل حكاياتهم للحظات بعيدة؛ وهو ما يجعلها الإضافة الأهم في البرنامج، ناهيك عن كونها مؤداة بشكل متقن.
ورغم أن آلية الاتصال بين الاستديو الرئيسي، الذي يجلس فيه زيدان رفقة ضيوفه، والاستديو الفرعي الذي تؤدي فيه الفرقة الموسيقية الأغاني، يتم من خلال شاشة ذات طراز قديم ملائمة للبرنامج والحالة، فإن هذا الاتصال يفضح عيوب الإخراج، والطريقة التي صمم بها الاستديو الرئيسي، حيث يبدو غير ملائم للبرنامج وطبيعته، على عكس ما يبدو الحال عليه في الاستديو الفرعي. لكن وجود بعض المشاكل الإخراجية أيضاً، لا ينفي حقيقة أن ما يقدمه زيدان يبدو خاصاً، وبعيداً عن كل الكليشيهات والنمطية التي أرهقت البرامج السورية.