منذ 23 شباط/ فبراير، وحتى 16 من الشهر الجاري، ينتظم في مدينة سيدي بوزيد التونسية معرض كتاب بمشاركة قرابة 80 دار نشر من مصر والغرب والسعودية ولبنان وفرنسا وتونس. فترة انتظام المعرض تبدو مطوّلة بالمقارنة مع معارض الكتب العربية، ولكن علينا أن نلتفت إلى أن لـ "معرض كتاب" يقام بعيداً عن المدن الكبرى خصوصيّاته.
يحمل المعرض الذي يقام في خيمة كبرى نُصبت خصيصاً في "ساحة محمد البوعزيزي" وسط المدينة، شعار "عَود إلى الكتاب"، ترافقه مجموعة فعاليات مثل تظاهرة "منبر الشعراء" واستضافة كتّاب، إضافة إلى مجموعة ورشات أعلن أنها ستفضي إلى تأسيس خمس مكتبات قارة في مؤسسات تعليمية في المنطقة.
لن يكون مفاجئاً أن لا تصحب "معرض سيدي بوزيد" فعاليات ثقافية كثيرة، وهو إحدى علامات المركزية الثقافية في تونس، لكن يمكننا أن نلاحظ شكلاً آخر من أشكال التهميش حين نرى ضعف المتابعة الإعلامية والتي كان من الممكن أن تضخّ في المعرض مزيداً من الإشعاع.
لا يخفى هنا سياقات الراهن التونسي وتأثيراتها على المعرض، بداية بكون سيدي بوزيد المدينة التي أطلقت شرارة "الثورة التونسية" والتي باتت مدانة لذلك عند شق كبير من الساحة الثقافية والإعلامية ضمن مخاض ما يعرف بالثورة والثورة المضادة. كما يمكن الإشارة إلى أن المعرض يقام في فترة تشهد وستشهد تواتر معارض وفعاليات ثقافية في مدن أكبر من سيدي بوزيد، وليست بعيدة عنها جغرافياً مثل سوسة أو صفاقس (عاصمة الثقافة العربية)، فيما سينظّم "معرض تونس الدولي للكتاب" في نهاية الشهر الجاري.