ولكن لا يبدو أن "شارلي إيبدو" استوعبت الواقع جيداً، فقد بدأت صراعاتها العلنية مع الصحف الفرنسية الأخرى تظهر للعلن. إذ نشرت صحيفة "لوموند" في مجلتها الأسبوعية، تحقيقاً عن صحيفة "شارلي إيبدو"الجديدة، وعن الصراعات التي تتناهشها والملايين من اليوروهات التي انهمرت عليها من كل جهة، من المواطنين ومن الدولة ومن المواقع الإلكترونية الكبرى.
[اقرأ أيضاً: "شارلي إيبدو" وهاجس الإسلام]
ونقرأ في التحقيق تصريحاً للصحافية كاثرين سيني، زوجة الرسام سيني، الذي طُرد من "شارلي إيبدو" بتهمة معاداة السامية، وأسس مع زوجته صحيفة "سيني إيبدو" ثمّ "سيني الشهرية". وتقول فيه: "إن أصدقاءنا في "شارلي إيبدو" مصابون بالهَوَس الأحادي تجاه المسلمين. ونحن نعتبر أنه توجد، قبل كل شيء، عنصرية تجاه المهاجرين صعبة التحمّل".
ولم يَرُق التحقيق، لجيرارد بيارد، مدير "شارلي إيبدو"، الذي صرّح في غضب: "لديّ انطباع بأن ثمة شيءٌ ناقص في هذه التغطية". وأضاف بأنه "كما لو أن أحداً أراد أن يُنهي ما بدأه الأخَوَان كواشي. وحين نقرأُ المقال، يتأكد الانطباع، قليلاً". ولا شك أن صورة الغلاف التي تصور نسخة مكوّمة من العدد الذي صدر بعد اعتداءات 7 يناير/ كانون الثاني، ساهمت في غضب جيرارد بيارد، الذي كان قد تعوّد على طابع "القداسة"، التي أصبغ على الصحيفة في أيام "الوحدة الوطنية".
وتجدر الإشارة إلى أن التحقيق من إنجاز الصحافية رافائيل باكي، ويحمل عنوان: "انبعاث في ظل توتر"، وهو يطرح كثيراً من التساؤلات المشروعة حول مستقبل الصحيفة حين ستعود إلى طبيعتها "العادية"، أي بعد أن تخفت حمّى الانفعالات.