استغل اللبناني جورج صابر خبرته التي تزيد عن 30 عاماً في صناعة "الشوكولا"، لافتتاح مصنعه الخاص الذي يطغى عليه الجو العائلي بشكل ملحوظ. صابر، الذي عمل طوال حياته في هذا المجال، قرر افتتاح هذا المعمل بعد أن "خفّت مسؤولياته" العائلية. فاستقلال أولاده مادياً، شجعه على البدء في "مشروع العمر".
الشوكولا عند صابر يختلف عن غيره، اذ يلجأ مع زوجته و3 موظفين يتعاقد معهم وفقاً للموسم، إلى "التفنّن" في صناعته. يقوم بمزجه مع نكهات من "التين" أو "المربى" أو "البلح الطبيعي" لتقديم حلوى الشوكولا بشكل لافت، يميّزه عن غيره من المعامل.
يقع مشغل صابر في منطقة سد البوشرية في بيروت، حيث ساهم شريكه وزوج ابنته في تأمين المشغل، بينما تولى صابر تأمين المعدات التي ناهز سعرها 30 ألف دولار.
يعتمد المعمل على بيع الجملة، اذ يتم تأمين ألواح الشوكولا الذي يشترط صابر أن يكون من منشأ معيّن وبنوعية محددة، ليتم تذويبها وإضافة "خلطته" عليها، ليتم بعدها حشوها بما طاب من أصناف الحلويات والمكسرات المميّزة.
يقول صابر، لـ"العربي الجديد": أعتبر هذا المشروع حلم عمري، فقد عملت لسنوات لتحقيقه، حيث أقوم بتقديم منتجات فريدة من نوعها، وأهتم كثيراً بالجودة والطعم المميّز. بالإضافة إلى ذلك، أهتم بتزيين حبات الشوكولا بشكل لافت، حتى أتمكن من بيع كميات كبيرة للسوق اللبناني وحتى الخارجي.
ارتفاع الطلب
شكلت حرفية ودقة ألواح الشوكولا التي ينتجها صابر أساساً لارتفاع الطلب عليها، اذ يوزع، اليوم، منتجاته على أكثر من 15 شركة من كبرى الشركات والسوبرماركات في لبنان، ويصل إنتاجه الشهري إلى طن ونصف طن من الشوكولا. ولكن صغر حجم الإنتاج والمنافسة القوية، يدفعان صابر إلى الاعتماد على مبدأ "الأمانة" في تسليم الشوكولا إلى المحال التجارية.
ويعتمد هذا المبدأ، وفق صابر، على تسليم كميات كبيرة من المنتجات إلى المحال التجارية لعرضها وبيعها، ليصار بعدها إلى إرجاع البضائع التي لم تُبَع ودفع ثمن المباعة. هذه السياسة تشكل "أزمة" في مختلف الأسواق التجارية، لكن معظم التجار في مختلف المجالات أصبحوا يعتمدون على هذا المبدأ نظراً لانخفاض الطلب والقدرة الشرائية، ما يمنعهم من دفع ثمن البضائع مسبقاً، أو يرتب كلفة عالية لا لزوم لها، خصوصاً لجهة الهدر.
من جهة أخرى، يؤكد صابر أن هامش الهدر في المعمل ضئيل، اذ إن "الإنتاج المتواضع"، والتصنيع وفق الطلب المسبق، يخفّف قدر الإمكان من حجم الهدر، ولكنه لا يمنعه، فالخسائر واقعة لا محالة. وتلجأ معامل الشوكولا غالباً إلى إعادة تذويب الشوكولا وتصنيعه من جديد لإعادة بيعه، ولكن هذا الأمر يشكل عقبة، خصوصاً أمام الطعم المختلف والمتعدد الذي يدخله صابر إلى مقادير تحضير الشوكولا.
أسعار تنافسية
أما بشأن الأسعار، فتختلف تسعيرة علب الشوكولا وفقاً لحجمها ولنوعية المواد الأولية المستخدمة في تصنيعها، اذ تبدأ من 6 آلاف ليرة لبنانية، لتصل بحدها الأقصى إلى مئة ألف ليرة، الأمر الذي شكل مفاجأة نظراً لكون الأسعار في المحال التجارية تفوق أسعار منتجات صابر بضعفين على الأقل، على الرغم من أن مصدر معظمها هو صابر نفسه.
يؤكد صابر من جهة أخرى، أن الأوضاع السياسية انعكست سلباً على حجم إنتاج المعمل، إذ أكد أن الإنتاج اليومي للمعمل انخفض بسبب انخفاض الطلب وضعف القدرة الشرائية. الطابع العائلي للمعمل، دعم موقفه أمام انخفاض الطلب، إذ إن الإنتاج المتواضع وانخفاض كلفة الإنتاج كنتيجة محتّمة، ساعد في الحفاظ على استمرارية المعمل. وأكد أنه على رغم كل الظروف المحيطة، لن ينقطع إنتاج وتصنيع الشوكولا، وخصوصاً المخصص للهدايا.
منافسة حادة
ورغم هذه الظروف، يشهد السوق منافسة حادة ومضاربة تؤثر على إنتاجيته بشكل عام، كما لا يخفى "التزوير" والغش في نوعية الشوكولا التي تؤثر على الطعم والنوعية. ويشير صابر في هذا السياق، إلى أن كثرة الأسرار في خبايا تصنيع الشوكولا ساهمت في ضرب الصورة العامة عن الإنتاج المحلي، إذ يعمد العديد من المصنّعين إلى خلط الشوكولا مع المواد المصنّعة لزيادة حجم الإنتاج والأرباح، ما يعد "غشاً" لا تكشفه سوى "حاسة الذوق".
وتعتمد مبيعات الشوكولا بشكل رئيس على المواسم التي تتمثل في الأعياد، كعيد الفصح والميلاد والفطر، ناهيك عن ارتباطه الوثيق بالطقس، إذ ينخفض الطلب بشكل ملحوظ خلال فترات الصيف، بينما يرتفع في الفترات الباردة.
ويؤكد صابر في هذا السياق، أن شهر رمضان الذي أتى خلال فصل الصيف في السنوات الماضية، ساهم في تحسن الطبيعة التشاؤمية بشأن مبيعات الشوكولا في هذا الفصل، إذ ساهم العيد في ارتفاع الطلب، وبالتالي تحسّن الإنتاج.
وعلى الرغم من أن صابر يحتفل بسنوات مصنعه الأربع، إلا أنه وحتى وقت قريب لم تكن لديه أي صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي، ما دفع ببعض الأصدقاء إلى فتح وإدارة صفحة جديدة تعرّف عن المعمل وتروج له على هذه المواقع.
إقرأ أيضا: استراتيجية دبي 2021 لقطاع الصحة
الشوكولا عند صابر يختلف عن غيره، اذ يلجأ مع زوجته و3 موظفين يتعاقد معهم وفقاً للموسم، إلى "التفنّن" في صناعته. يقوم بمزجه مع نكهات من "التين" أو "المربى" أو "البلح الطبيعي" لتقديم حلوى الشوكولا بشكل لافت، يميّزه عن غيره من المعامل.
يقع مشغل صابر في منطقة سد البوشرية في بيروت، حيث ساهم شريكه وزوج ابنته في تأمين المشغل، بينما تولى صابر تأمين المعدات التي ناهز سعرها 30 ألف دولار.
يعتمد المعمل على بيع الجملة، اذ يتم تأمين ألواح الشوكولا الذي يشترط صابر أن يكون من منشأ معيّن وبنوعية محددة، ليتم تذويبها وإضافة "خلطته" عليها، ليتم بعدها حشوها بما طاب من أصناف الحلويات والمكسرات المميّزة.
يقول صابر، لـ"العربي الجديد": أعتبر هذا المشروع حلم عمري، فقد عملت لسنوات لتحقيقه، حيث أقوم بتقديم منتجات فريدة من نوعها، وأهتم كثيراً بالجودة والطعم المميّز. بالإضافة إلى ذلك، أهتم بتزيين حبات الشوكولا بشكل لافت، حتى أتمكن من بيع كميات كبيرة للسوق اللبناني وحتى الخارجي.
ارتفاع الطلب
شكلت حرفية ودقة ألواح الشوكولا التي ينتجها صابر أساساً لارتفاع الطلب عليها، اذ يوزع، اليوم، منتجاته على أكثر من 15 شركة من كبرى الشركات والسوبرماركات في لبنان، ويصل إنتاجه الشهري إلى طن ونصف طن من الشوكولا. ولكن صغر حجم الإنتاج والمنافسة القوية، يدفعان صابر إلى الاعتماد على مبدأ "الأمانة" في تسليم الشوكولا إلى المحال التجارية.
ويعتمد هذا المبدأ، وفق صابر، على تسليم كميات كبيرة من المنتجات إلى المحال التجارية لعرضها وبيعها، ليصار بعدها إلى إرجاع البضائع التي لم تُبَع ودفع ثمن المباعة. هذه السياسة تشكل "أزمة" في مختلف الأسواق التجارية، لكن معظم التجار في مختلف المجالات أصبحوا يعتمدون على هذا المبدأ نظراً لانخفاض الطلب والقدرة الشرائية، ما يمنعهم من دفع ثمن البضائع مسبقاً، أو يرتب كلفة عالية لا لزوم لها، خصوصاً لجهة الهدر.
من جهة أخرى، يؤكد صابر أن هامش الهدر في المعمل ضئيل، اذ إن "الإنتاج المتواضع"، والتصنيع وفق الطلب المسبق، يخفّف قدر الإمكان من حجم الهدر، ولكنه لا يمنعه، فالخسائر واقعة لا محالة. وتلجأ معامل الشوكولا غالباً إلى إعادة تذويب الشوكولا وتصنيعه من جديد لإعادة بيعه، ولكن هذا الأمر يشكل عقبة، خصوصاً أمام الطعم المختلف والمتعدد الذي يدخله صابر إلى مقادير تحضير الشوكولا.
أسعار تنافسية
أما بشأن الأسعار، فتختلف تسعيرة علب الشوكولا وفقاً لحجمها ولنوعية المواد الأولية المستخدمة في تصنيعها، اذ تبدأ من 6 آلاف ليرة لبنانية، لتصل بحدها الأقصى إلى مئة ألف ليرة، الأمر الذي شكل مفاجأة نظراً لكون الأسعار في المحال التجارية تفوق أسعار منتجات صابر بضعفين على الأقل، على الرغم من أن مصدر معظمها هو صابر نفسه.
يؤكد صابر من جهة أخرى، أن الأوضاع السياسية انعكست سلباً على حجم إنتاج المعمل، إذ أكد أن الإنتاج اليومي للمعمل انخفض بسبب انخفاض الطلب وضعف القدرة الشرائية. الطابع العائلي للمعمل، دعم موقفه أمام انخفاض الطلب، إذ إن الإنتاج المتواضع وانخفاض كلفة الإنتاج كنتيجة محتّمة، ساعد في الحفاظ على استمرارية المعمل. وأكد أنه على رغم كل الظروف المحيطة، لن ينقطع إنتاج وتصنيع الشوكولا، وخصوصاً المخصص للهدايا.
منافسة حادة
ورغم هذه الظروف، يشهد السوق منافسة حادة ومضاربة تؤثر على إنتاجيته بشكل عام، كما لا يخفى "التزوير" والغش في نوعية الشوكولا التي تؤثر على الطعم والنوعية. ويشير صابر في هذا السياق، إلى أن كثرة الأسرار في خبايا تصنيع الشوكولا ساهمت في ضرب الصورة العامة عن الإنتاج المحلي، إذ يعمد العديد من المصنّعين إلى خلط الشوكولا مع المواد المصنّعة لزيادة حجم الإنتاج والأرباح، ما يعد "غشاً" لا تكشفه سوى "حاسة الذوق".
وتعتمد مبيعات الشوكولا بشكل رئيس على المواسم التي تتمثل في الأعياد، كعيد الفصح والميلاد والفطر، ناهيك عن ارتباطه الوثيق بالطقس، إذ ينخفض الطلب بشكل ملحوظ خلال فترات الصيف، بينما يرتفع في الفترات الباردة.
ويؤكد صابر في هذا السياق، أن شهر رمضان الذي أتى خلال فصل الصيف في السنوات الماضية، ساهم في تحسن الطبيعة التشاؤمية بشأن مبيعات الشوكولا في هذا الفصل، إذ ساهم العيد في ارتفاع الطلب، وبالتالي تحسّن الإنتاج.
وعلى الرغم من أن صابر يحتفل بسنوات مصنعه الأربع، إلا أنه وحتى وقت قريب لم تكن لديه أي صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي، ما دفع ببعض الأصدقاء إلى فتح وإدارة صفحة جديدة تعرّف عن المعمل وتروج له على هذه المواقع.
إقرأ أيضا: استراتيجية دبي 2021 لقطاع الصحة