يعرف من يعيشون في العراق جيداً أنّ من واجبهم فحص أسفل سياراتهم قبل الخروج من المنزل أو العمل، أو حتى إذا تركوها في الشارع دقائق. قد تحمل السيارة عبوّة ناسفة لاصقة
لم يعد مشهد رجل يتمدد أسفل سيارته يحمل مصباحاً أو يستعين بإنارة الهاتف غريباً في العراق، فمن غير الضروري أن تكون السيارة معطلة كي يفعل ذلك، بل هي على الأرجح فرائض الفحص اليومي من احتمال العبوات اللاصقة التي انتشرت في بغداد مؤخراً. وهي عبوات متفجرة تجاوزت استهداف الموظفين البارزين أو ضباط الأمن والقضاة إلى المواطنين الذين حولتهم الجماعات الإرهابية والمليشيات المسلحة الى أشبه ما يكون بساعي بريد يحمل قنبلة من دون أن يشعر، فيفجرها عن بعد ما إن يصل إلى نقطة أمنية أو يدخل منطقة مزدحمة أو حياً سكنياً مغلقاً.
تشير التقارير إلى أنّ العاصمة بغداد شهدت في شهر ديسمبر/ كانون الأول الماضي انفجار أكثر من 30 عبوّة لاصقة محلية الصنع، وضعت في سيارات مواطنين بعضهم سائقو أجرة وانفجرت بعد حين. يعزو مسؤولون في الأمن ذلك إلى أنّه أسلوب جديد لجماعات العنف، فعادة ما يكون المواطن معروفاً في نقطة التفتيش الخاصة بالحي أو المنطقة التي يسكن فيها، فلا يجري تفتيش سيارته. ومع دخوله تنفجر السيارة. وهو ما يؤدي إلى اتهام قوات الأمن بالفشل. كذلك، قد تعمد هذه الجماعات إلى تفجير العبوة مع دخول السيارة إلى منطقة مكتظة بالمواطنين. وغالباً ما يكون سائق السيارة الضحية رجلاً كبيراً في السن أو سيدة أو شاباً في سيارة فارهة وملابس عصرية لا يسترعي الشكّ.
ينبطح صالح العزاوي (40 عاماً) أسفل سيارته قبل أن يتوجه إلى عمله في ساعات الصباح الأولى كلّ يوم للتأكد من عدم وجود عبوّة لاصقة تحت السيارة أو في أحد جوانبها. بعد ذلك يشغّل السيارة ويمضي إلى عمله. الأمر نفسه يفعله لحظة خروجه من العمل وعودته إلى المنزل. يقول العزاوي الذي يعمل في أحد الأجهزة الأمنية لـ"العربي الجديد" إنّ "رعب العبوات اللاصقة لا يفارقه ولا بدّ من فحص السيارة للتأكد. فأيّ غفلة عن ذلك قد تودي بالحياة".
اقــرأ أيضاً
لم يعد مشهد رجل يتمدد أسفل سيارته يحمل مصباحاً أو يستعين بإنارة الهاتف غريباً في العراق، فمن غير الضروري أن تكون السيارة معطلة كي يفعل ذلك، بل هي على الأرجح فرائض الفحص اليومي من احتمال العبوات اللاصقة التي انتشرت في بغداد مؤخراً. وهي عبوات متفجرة تجاوزت استهداف الموظفين البارزين أو ضباط الأمن والقضاة إلى المواطنين الذين حولتهم الجماعات الإرهابية والمليشيات المسلحة الى أشبه ما يكون بساعي بريد يحمل قنبلة من دون أن يشعر، فيفجرها عن بعد ما إن يصل إلى نقطة أمنية أو يدخل منطقة مزدحمة أو حياً سكنياً مغلقاً.
تشير التقارير إلى أنّ العاصمة بغداد شهدت في شهر ديسمبر/ كانون الأول الماضي انفجار أكثر من 30 عبوّة لاصقة محلية الصنع، وضعت في سيارات مواطنين بعضهم سائقو أجرة وانفجرت بعد حين. يعزو مسؤولون في الأمن ذلك إلى أنّه أسلوب جديد لجماعات العنف، فعادة ما يكون المواطن معروفاً في نقطة التفتيش الخاصة بالحي أو المنطقة التي يسكن فيها، فلا يجري تفتيش سيارته. ومع دخوله تنفجر السيارة. وهو ما يؤدي إلى اتهام قوات الأمن بالفشل. كذلك، قد تعمد هذه الجماعات إلى تفجير العبوة مع دخول السيارة إلى منطقة مكتظة بالمواطنين. وغالباً ما يكون سائق السيارة الضحية رجلاً كبيراً في السن أو سيدة أو شاباً في سيارة فارهة وملابس عصرية لا يسترعي الشكّ.
ينبطح صالح العزاوي (40 عاماً) أسفل سيارته قبل أن يتوجه إلى عمله في ساعات الصباح الأولى كلّ يوم للتأكد من عدم وجود عبوّة لاصقة تحت السيارة أو في أحد جوانبها. بعد ذلك يشغّل السيارة ويمضي إلى عمله. الأمر نفسه يفعله لحظة خروجه من العمل وعودته إلى المنزل. يقول العزاوي الذي يعمل في أحد الأجهزة الأمنية لـ"العربي الجديد" إنّ "رعب العبوات اللاصقة لا يفارقه ولا بدّ من فحص السيارة للتأكد. فأيّ غفلة عن ذلك قد تودي بالحياة".
لا تقتصر العبوات اللاصقة على المنتسبين إلى الأجهزة الأمنية أو العسكرية بل تستهدف مواطنين بدوافع ثأرية أو طائفية أو أسباب أخرى مختلفة. وهي عبوّات ذهب ضحيتها آلاف المدنيين منذ سنوات.
ينطبق هذا الحال على فاضل الناصري (47 عاماً) الذي يعمل في إحدى الشركات التجارية. يشير إلى أنّ "أيّ خطأ من السائق قد يعني موتاً محققاً. لذلك، كلّما أتوجه إلى العمل أو أعود منه أو حتى عندما أكون في السوق وأنزل من السيارة لدقائق عليّ أن أجري فحصاً روتينياً بالتمدد أسفلها للتأكد". يتابع: "كثيرون فقدوا حياتهم بسبب عدم تطبيق هذا الإجراء الروتيني المملّ، لكن الضروري جداً".
يقول ضابط في أجهزة وزارة الداخلية يرفض الكشف عن اسمه إنّ "نشاط العبوات اللاصقة بدأ في العراق بعد عام 2003 واستخدمت بعد عام واحد فقط ضدّ ضباط سابقين وعلماء وأطباء بهدف اغتيالهم، من خلال تفجيرها عن بعد أو توقيتها لتنفجر بعد مدة زمنية محددة". يوضح الضابط لـ"العربي الجديد": "تأتي هذه العبوات اللاصقة عبر مصدرين، الأول عبر إيران وهي أشد فتكاً، والثانية محلية الصنع عبر المليشيات والجماعات الإرهابية، وكلّها معدّ للقتل. تأخذ العبوات أشكالاً مختلفة، فبعضها بحجم علبة السجائر وغيرها بحجم علبة الآيباد، بألوان مختلفة تتناسب مع السيارات. تثبّت بواسطة مغناطيس قوي أو كمّاشة في جانبها، وتعمل بطريقتين الأولى هي التفجير عن بعد أو بالتوقيت وهي الشائعة اليوم، والثانية بواسطة الاهتزاز والحركة الزائدة كأن تدخل السيارة في حفرة أو مطبّ صناعي".
وبما أنّ "مصائب قوم عند قوم فوائد" فقد زادت العبوات اللاصقة من مبيعات أجهزة الفحص الإلكترونية ومرايا مراقبة أسفل السيارات في نقاط التفتيش ولدى المواطنين. وباتت هذه التجارة مربحة لكثيرين. حمزة الربيعي (37 عاماً) يعمل في هذه التجارة. يقول إنّ الطلب ارتفع كثيراً على شرائها خصوصاً في العاصمة بغداد. ويلفت الربيعي إلى أنّ "العبوات اللاصقة رعب يؤرق المنتسبين إلى الأجهزة الأمنية والمواطنين على حد سواء. لذلك، لا بدّ من فحص السيارات إما بالتمدد في وضعية الانبطاح وملاحظة أي شيء غريب في أسفلها، أو عبر استخدام تلك المرايا، والأفضل هو الاعتماد على أجهزة الكشف الإلكترونية".
يوضح الربيعي أنّ الانبطاح إلى جانب السيارة في الشارع بات أمراً عادياً وغير مستغرب، فالجميع مهدّد بعبوة لاصقة قد تفتك بحياته إذا نسي فحص السيارة بعناية فائقة قبل التوجه بها إلى العمل أو المنزل أو حتى إلى السوق لشراء بعض الاحتياجات اليومية.
من جهتها، تقول مصادر أمنية في وزارة الداخلية إنّ العبوات اللاصقة ارتفعت نسبة استخدامها في بغداد مؤخراً. وتؤكد هذه المصادر أنّ تلك الأعمال الإرهابية تستهدف مختلف شرائح المجتمع من دون استثناء. كذلك، تقدّر هذه المصادر في حديثها إلى "العربي الجديد" عدد ضحايا تلك العبوات اللاصقة التي باتت تعرف باسم "الشياطين الصغيرة" بمئات القتلى والجرحى منذ العام الماضي فقط.
اقــرأ أيضاً
ينطبق هذا الحال على فاضل الناصري (47 عاماً) الذي يعمل في إحدى الشركات التجارية. يشير إلى أنّ "أيّ خطأ من السائق قد يعني موتاً محققاً. لذلك، كلّما أتوجه إلى العمل أو أعود منه أو حتى عندما أكون في السوق وأنزل من السيارة لدقائق عليّ أن أجري فحصاً روتينياً بالتمدد أسفلها للتأكد". يتابع: "كثيرون فقدوا حياتهم بسبب عدم تطبيق هذا الإجراء الروتيني المملّ، لكن الضروري جداً".
يقول ضابط في أجهزة وزارة الداخلية يرفض الكشف عن اسمه إنّ "نشاط العبوات اللاصقة بدأ في العراق بعد عام 2003 واستخدمت بعد عام واحد فقط ضدّ ضباط سابقين وعلماء وأطباء بهدف اغتيالهم، من خلال تفجيرها عن بعد أو توقيتها لتنفجر بعد مدة زمنية محددة". يوضح الضابط لـ"العربي الجديد": "تأتي هذه العبوات اللاصقة عبر مصدرين، الأول عبر إيران وهي أشد فتكاً، والثانية محلية الصنع عبر المليشيات والجماعات الإرهابية، وكلّها معدّ للقتل. تأخذ العبوات أشكالاً مختلفة، فبعضها بحجم علبة السجائر وغيرها بحجم علبة الآيباد، بألوان مختلفة تتناسب مع السيارات. تثبّت بواسطة مغناطيس قوي أو كمّاشة في جانبها، وتعمل بطريقتين الأولى هي التفجير عن بعد أو بالتوقيت وهي الشائعة اليوم، والثانية بواسطة الاهتزاز والحركة الزائدة كأن تدخل السيارة في حفرة أو مطبّ صناعي".
وبما أنّ "مصائب قوم عند قوم فوائد" فقد زادت العبوات اللاصقة من مبيعات أجهزة الفحص الإلكترونية ومرايا مراقبة أسفل السيارات في نقاط التفتيش ولدى المواطنين. وباتت هذه التجارة مربحة لكثيرين. حمزة الربيعي (37 عاماً) يعمل في هذه التجارة. يقول إنّ الطلب ارتفع كثيراً على شرائها خصوصاً في العاصمة بغداد. ويلفت الربيعي إلى أنّ "العبوات اللاصقة رعب يؤرق المنتسبين إلى الأجهزة الأمنية والمواطنين على حد سواء. لذلك، لا بدّ من فحص السيارات إما بالتمدد في وضعية الانبطاح وملاحظة أي شيء غريب في أسفلها، أو عبر استخدام تلك المرايا، والأفضل هو الاعتماد على أجهزة الكشف الإلكترونية".
يوضح الربيعي أنّ الانبطاح إلى جانب السيارة في الشارع بات أمراً عادياً وغير مستغرب، فالجميع مهدّد بعبوة لاصقة قد تفتك بحياته إذا نسي فحص السيارة بعناية فائقة قبل التوجه بها إلى العمل أو المنزل أو حتى إلى السوق لشراء بعض الاحتياجات اليومية.
من جهتها، تقول مصادر أمنية في وزارة الداخلية إنّ العبوات اللاصقة ارتفعت نسبة استخدامها في بغداد مؤخراً. وتؤكد هذه المصادر أنّ تلك الأعمال الإرهابية تستهدف مختلف شرائح المجتمع من دون استثناء. كذلك، تقدّر هذه المصادر في حديثها إلى "العربي الجديد" عدد ضحايا تلك العبوات اللاصقة التي باتت تعرف باسم "الشياطين الصغيرة" بمئات القتلى والجرحى منذ العام الماضي فقط.