استعارت معارض الكتب العربية برتوكول ضيف الشرف الذي سبقتها إليه نظيراتها في الغرب منذ وقت بعيد، وتقوم فكرته الأساسية على تسليط الضوء على البلد الضيف وما ينتجه من تعبيرات ثقافية وفنية والانفتاح والتفاعل معها عبر لقاء ممثليه جمهوراً أو نخباً من البلد المضيف.
لا تتجاوز معظم التجارب العربية في هذا السياق بعدها الشكلي، حيث الإصرار على استضافة مسؤولين وممثلين رسميين، على غرار الحضور الجزائري ضيف شرف "معرض القاهرة الدولي للكتاب" في دورته الاخيرة التي اختتمت في العاشر من الشهر الجاري، ناهيك عن تبادل التكريمات بين البلدلين التي ذهبت جميعها إلى فنانين ومسؤولين متقاعدين بدلاً أن يكرّم كتّاب لهم نشاط راهن.
الأمر ذاته يتكرّر من المحيط إلى الخليج، باعتبارها مناسبات أعراس تتنقل من عاصمة إلى أخرى، إلا أن الاستثناء جاء عُمانياً، من خلال التخلّي عن هذا التقليد لصالح اختيار مدينة عُمانية في "معرض مسقط الدولي للكتاب" الذي ابتدأ مع إعلان استضافة نزوى في دورته العشرين عام 2015.
في الدورة الحالية التي تُفتتح غداً الأربعاء في "مركز عُمان للمؤتمرات والمعارض" وتتواصل فعالياتها حتى الثالث من آذار/ مارس المقبل، حلّت مدينة صلالة ضيف الشرف التي يحتضن جناحها إصدارات لكتّابها ومثقفيها، وتعقد ندوات ولقاءات مفتوحة تتناول تاريخ المدينة وحاضرها.
قد تكون الأسباب التي قادت إلى إطلاق هذا التقليد متعلّقة بترشيد الإنفاق، أو لأن القائمين على هذه التظاهرة لا يحفلون كثيراً ببهرجات الإعلام وأضوائه التي يجلبها مجيء هذا الضيف أو ذاك، وفي الوقت نفسه فإن فكرة الاحتفالية الجديدة ربما تحتاج نفسها إلى تعميق وتطوير في مخرجاتها.
يتضمّن برنامج ضيف الشرف في المعرض العديد من الندوات؛ من بينها: "المكانة التاريخية والعلمية لمدينة صلالة" يشارك فيها خالد بن أحمد النجار، ومسلم الكثيري، وحسين بن علي المشهور، وسعيد بن خالد العمري، و"السمات المعمارية والصناعات الحرفي في ظفار" يتحدّث خلالها علي بن جعفر اللواتي، ومحمد العليان، وسالم بن غريب الراشدي، إضافة إلى ورشة عمل بعنوان "المواطنة الرقمية".
إلى جانب أمسية شعرية بمشاركة محمد قريطاس وعمر محروس وعلي سعيد العامري، وأمسية أخرى للشعر الشعبي يقرأ فيها كلّ من علوي بأعمر وعادل الشنفري وأحمد الجحفلي وطارش قطن وحامد ناصر الحمر، وندوة "الرواية والقصة في ظفار: المنجز الثقافي للمرأة" يتحدّث فيها جميلة الجعدي وخيار علي الشحري وثمنة هبيس وإشراق النهدي، وقراءة في كتاب "الأستاذ" لـ سالم بن عقيل مقيبل يقدّمها عمار بن محمد الغساني.