في صحراء تتخلّلها تلال بركانية بأشكال غريبة، تولد أساطير بنكهة مختلفة لرهبة تبثّها الطبيعة، دافعة المسافرين إلى حياكة روايات غريبة في محاولة تفسير تركيبة الطبيعة الموحشة.
من هنا جاء الغول، الحيوان الخرافي الذي ينادي ضحاياه ويجذبهم إليه في عتمة الصحراء وسكونها، وكذلك حكايات العفاريت. لكنّ قصّة "طمية" و"قطن" أكثر إثارة، إذ إنّها تدور بين جبلين عاشقين، الأنثى منهما تدعى "طمية"، والذكر يدعى "قطن"، في المملكة العربية السعودية.
ففي إحدى الليالي المُمطرة رأت "طمية" على ضوء البرق "قطن"، الذي يتميّز ببياضه، فأعجبت به ووقعت في حبّه، وقرّرت الرحيل إليه. فاقتلعت نفسها من جذورها مخلفة حفرة واسعة وعميقة من النادر وجود مثيل لها في أي مكان آخر في العالم، وطارت في اتجاه حبيبها "قطن". خلال طيرانها رآها جبل آخر يُلقَّب بـ"عكاش" كان يعشقها، فرماها برمحه، وأصابها لتسقط قبل وصولها، وذلك في الموضع الذي أصبح يُعرف بـ"جبل طمية" في شمال غرب القصيم.
فوهة الوعبة
تُعرف فوهة الوعبة عند العامة بمقلع طمية، ربطاً بالأسطورة. أما الباحثون الجيولوجيون، فيرجحون فرضية سقوط نيزك في هذا الموقع قبل آلاف السنين، ومنهم من اعتبره انفجاراً بركانيّاً هائلاً نتج عن التقاء الحمم البركانية بالمياه الجوفية، ودليلهم آثار الرماد البركاني المتحجّر من الجهة الشرقية والجهة الجنوبية. تقع الوعبة على بعد 175 كيلومتراً شمال الطائف، بالقرب من قرية أم الدوم، وهي عبارة عن فُوَّهة شبه دائرية، يزيد قطرها عن 2000 متر، ويبلغ عمقها حوالي 300 متر، وهي الفوهة الأعمق في المملكة العربية السعودية.
تتناثر على أطراف الوعبة النباتات البرية والزهور الملوّنة، وعدد من أشجار النخيل والدوم والأراك. كما أنه كلما تعمقت في الوعبة تغيرت أنواع النباتات، وأصبحت أكثر غرابة، من حيث اللون المائل إلى البنفسجي أو الأزرق بدل الأخضر، ومن حيث نوعية الأوراق المخزنة للمياه. أما قاع الفوهة، فهو عبارة عن أرض بيضاء مالحة، تكوَّنت نتيجة تجمّع مياه الأمطار والينابيع المحتوية على الأملاح، وبتبخر المياه تتكون طبقات ملحية تزيد سماكتها عن 1 سنتيمتر مما يعطي القاع لونه الأبيض البراق.
إنّ تكوينها الجيولوجي جعلها تتميّز بألوان أحجارها وأنواعها، كأحجار الخفان المجوّفة، التي تطفو على المياه، وكذلك الأحجار الكريمة كالزبرجد، كما يتوقع العلماء وجود معادن مهمة مثل: الأوليفين، والزيوليت، إضافة إلى الذهب.
زوّار الوعبة
معظم زوّار الوعبة يأتونها عبر الطرق الصحراوية، وعن طريق الاستدلال بالخرائط والكتب. وغالباً ما يخيمون في محيط الفوهة، حيث يقضون الليل حول نار المخيم ويقومون في الصباح قبل ارتفاع حرارة الشمس، بالنزول إلى القعر، حيث بقعة الملح الرائعة، التي تزيد مساحتها على مساحة ملعبَي كرة قدم. وللنزول إلى القعر طريق مستحدثة توفر على الزائر متاعب التسلق ومخاطره، كما أنها تختصر الوقت، بعدما كان النزول يستغرق ساعة والصعود ساعتين، أما الآن وبفضل ذلك الدرب، يمكن الوصول خلال 20 دقيقة نزولاً.. وساعة صعوداً.
من هنا جاء الغول، الحيوان الخرافي الذي ينادي ضحاياه ويجذبهم إليه في عتمة الصحراء وسكونها، وكذلك حكايات العفاريت. لكنّ قصّة "طمية" و"قطن" أكثر إثارة، إذ إنّها تدور بين جبلين عاشقين، الأنثى منهما تدعى "طمية"، والذكر يدعى "قطن"، في المملكة العربية السعودية.
ففي إحدى الليالي المُمطرة رأت "طمية" على ضوء البرق "قطن"، الذي يتميّز ببياضه، فأعجبت به ووقعت في حبّه، وقرّرت الرحيل إليه. فاقتلعت نفسها من جذورها مخلفة حفرة واسعة وعميقة من النادر وجود مثيل لها في أي مكان آخر في العالم، وطارت في اتجاه حبيبها "قطن". خلال طيرانها رآها جبل آخر يُلقَّب بـ"عكاش" كان يعشقها، فرماها برمحه، وأصابها لتسقط قبل وصولها، وذلك في الموضع الذي أصبح يُعرف بـ"جبل طمية" في شمال غرب القصيم.
فوهة الوعبة
تُعرف فوهة الوعبة عند العامة بمقلع طمية، ربطاً بالأسطورة. أما الباحثون الجيولوجيون، فيرجحون فرضية سقوط نيزك في هذا الموقع قبل آلاف السنين، ومنهم من اعتبره انفجاراً بركانيّاً هائلاً نتج عن التقاء الحمم البركانية بالمياه الجوفية، ودليلهم آثار الرماد البركاني المتحجّر من الجهة الشرقية والجهة الجنوبية. تقع الوعبة على بعد 175 كيلومتراً شمال الطائف، بالقرب من قرية أم الدوم، وهي عبارة عن فُوَّهة شبه دائرية، يزيد قطرها عن 2000 متر، ويبلغ عمقها حوالي 300 متر، وهي الفوهة الأعمق في المملكة العربية السعودية.
تتناثر على أطراف الوعبة النباتات البرية والزهور الملوّنة، وعدد من أشجار النخيل والدوم والأراك. كما أنه كلما تعمقت في الوعبة تغيرت أنواع النباتات، وأصبحت أكثر غرابة، من حيث اللون المائل إلى البنفسجي أو الأزرق بدل الأخضر، ومن حيث نوعية الأوراق المخزنة للمياه. أما قاع الفوهة، فهو عبارة عن أرض بيضاء مالحة، تكوَّنت نتيجة تجمّع مياه الأمطار والينابيع المحتوية على الأملاح، وبتبخر المياه تتكون طبقات ملحية تزيد سماكتها عن 1 سنتيمتر مما يعطي القاع لونه الأبيض البراق.
إنّ تكوينها الجيولوجي جعلها تتميّز بألوان أحجارها وأنواعها، كأحجار الخفان المجوّفة، التي تطفو على المياه، وكذلك الأحجار الكريمة كالزبرجد، كما يتوقع العلماء وجود معادن مهمة مثل: الأوليفين، والزيوليت، إضافة إلى الذهب.
زوّار الوعبة
معظم زوّار الوعبة يأتونها عبر الطرق الصحراوية، وعن طريق الاستدلال بالخرائط والكتب. وغالباً ما يخيمون في محيط الفوهة، حيث يقضون الليل حول نار المخيم ويقومون في الصباح قبل ارتفاع حرارة الشمس، بالنزول إلى القعر، حيث بقعة الملح الرائعة، التي تزيد مساحتها على مساحة ملعبَي كرة قدم. وللنزول إلى القعر طريق مستحدثة توفر على الزائر متاعب التسلق ومخاطره، كما أنها تختصر الوقت، بعدما كان النزول يستغرق ساعة والصعود ساعتين، أما الآن وبفضل ذلك الدرب، يمكن الوصول خلال 20 دقيقة نزولاً.. وساعة صعوداً.