سلّطت هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية الضوء، اليوم الخميس، على معاناة الأسرى الفلسطينيين الذين يتم توقيفهم في معتقل عتصيون الإسرائيلي شمالي الخليل إلى الجنوب من الضفة الغربية، مبرزة صنوف العذاب التي يتعرضون لها وما يعيشونه من حياة صعبة داخل المعتقل.
واشتكى الأسرى في معتقل عتصيون اليوم، لمحامي الهيئة حسين الشيخ، من أوضاعهم الصعبة والمزرية، إذ يتعرضون، ومنذ اللحظة الأولى للاعتقال، لأصناف شتى من التعذيب والتنكيل، بدءاً من عملية الاعتقال أمام أهاليهم بخلع الأبواب والدخول إلى غرف نومهم ومفاجأة الأهل والمعتقل بوجودهم داخل المنزل والعبث بمحتوياته وتحطيمها، وكذلك ضرب المعتقل أمام أهله، أو ضرب الزوجة والأبناء والأهل أمام المعتقل للتأثير على معنوياته.
ولفت الشيخ في تصريح له إلى أنه، أثناء عملية النقل وقبل الوصول إلى سجن عتصيون، تكون مراحل وأصناف المعاناة مضاعفة من ضرب وإهانات، وأثناء وجوده في المعتقل يمنع الأسير من النوم، ويمارس في حقه الشبح (بربطه من يديه إلى ظهره وهو مستند إلى كرسي في الحمام، ثم يُسحب الكرسي من تحته ليتعرض لصدمات على الأرض الصلبة)، ولا يسمح له باستخدام المرحاض، مما يضطر بعض المعتقلين إلى التبول في ملابسهم.
في المقابل، أكد معتقلو عتصيون أنهم يعانون في حياتهم اليومية داخل المعتقل من مأساة كبيرة تتلخص في إلغاء الفورة، وهي خروج المعتقلين خارج الزنازين لفترة وجيزة وهي أبسط حقوق المعتقل.
كذلك يعانون من تقديم وجبات الطعام بطريقة مهينة ومذلّة، بحيث يقدم لهم الطعام باردًا ومخلوطاً وغير معروف التكوين بشكل تعافه النفس البشرية ويكون الخبز عفناً في الغالب.
ويحرم الأسرى من المياه ومن الاغتسال، إذ يكون الاغتسال لجميع المعتقلين في وقت واحد ولمدة لا تزيد عن خمس دقائق مهما كان عددهم وبشكل مكشوف دون ستار لأي معتقل، مما يجعل المعتقلين لا يستحمون حياءً ولضيق الوقت وعدم كفاية المدة وعدم وجود مواد تنظيف.
وتنعدم النظافة في معتقل عتصيون، وتوجد حشرات وبعوض وبقّ وتنتشر الأمراض الجلدية، ولا يوجد أي علاج أو متابعة طبية، وأقصى ما يقدم للمعتقل المريض حبة (مسكن).
بينما الأغطية التي يستخدمها الأسرى غير نظيفة وعفنة ورطبة ولها رائحة كريهة ويفضل المعتقل أن ينام مكشوفاً ولا يغطي نفسه بها، وتفرض سلطات الاحتلال عدم السماح للمعتقل بتغيير الملابس الداخلية وغسلها.
وناشد الأسرى كافة الجهات المختصة التدخل السريع لإنهاء هذه المعاناة والممارسات اللا إنسانية بحقهم، كما ناشدوا من خلال محامي الهيئة، اللجنة الدولية الصليب الأحمر بسرعة زيارتهم وفضح هذه الممارسات، وكذلك جمعية أطباء بلا حدود وكافة الجهات الحقوقية لإنهاء هذه المهزلة المستمرة وفضحها.