لم تكد حملة "الهاشتاج" المسيء للمشير، عبد الفتاح السيسي، قائد الانقلاب العسكري في مصر تدخل يومها الثالث، حتى فاجأ، السيسي، نفسه روادها بصور تضيف إليها جديداً من خلال صور فوتغورافية، انتشرت له، مساء الأحد، يمارس الرياضة على دراجة هوائية "عجلة" بالقرب من منزله في أحد منتجعات "التجمع الخامس" الراقية في العاصمة المصرية القاهرة.
ونشر عدد من وسائل الإعلام المصرية مجموعة من الصور، للسيسي، فوق "عجلة" رياضية في الشارع، ويتحدث إلى مواطنين، بينما لم تخف الصور عدد الحراس الشخصيين، ورجال المخابرات العسكرية، والحرس الجمهوري، الذين ظهروا في الخلفيات، وحاولت الصور ألا تلفت الانتباه إليهم.
وتحولت صور "عجلة" السيسي إلى مثار تندر واستهجان كثير من المصريين بعد انتشارها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة وأن "العجلة" تحديداً مرتبطة مع المصريين بشعار رفع طويلاً في عهد المشير، حسين طنطاوي، والمجلس العسكري، فيما عرف بـ"عجلة الإنتاج"، ليكتشف المصريون ماهية عجلة الإنتاج أخيراً بعد ثلاث سنوات من سماعهم المصطلح.
لكن عجلة إنتاج، السيسي، لم تمر ببساطة على المصريين المعروفين بالسخرية من كل شيء، خاصة وأن "عجلة" السيسي، كانت تحمل علامة تجارية شهيرة تابعة لشركة "بيجو" الفرنسية، وبينما كرر، السيسي، في حوار أخير له قبل إعلان ترشحه للرئاسة، ضرورة تقشف المصريين وذهاب الطلاب إلى جامعاتهم سيراً على الأقدام، وتبرع الموظفين والعمال بساعات عمل زائدة للدولة، اكتشف الجميع، أن المرشح الرئاسي القادم من خلفية عسكرية، يتريض على دراجة هوائية، ثمنها أربعة آلاف يورو، (حوالي أربعين ألف جنيه مصري).
ظهر، السيسي، مرتدياً ملابس رياضية فوق "عجلة" يتريض عليها في وجود حراسته العسكرية، على الرغم من استقالته من منصبه كوزير للدفاع، وهو يتواضع ويتحدث إلى المواطنين البسطاء السعداء المستبشرين بدوران عجلة السيسي، من دون أن تلتفت الصورة ومن نشروها إلى أن هؤلاء البسطاء، لا يمكن في أي حال، أن يكونوا في هذا المكان المغلق على صفوة المجتمع.
وبعيداً عن التباسط مع مواطنين يبدون للجميع كأنهم "كومبارس" أحضروا خصيصاً للتصوير. وبغض النظر عن سعر الدراجة باهظة الثمن، مقارنة بدخول الغالبية العظمى من المصريين، إلا أن كثيرين التفتوا إلى معنى أكثر خبثاً، يتعلق بالمعنى الدارج لكلمة "العجلة" في العامية المصرية والتي تحمل دلالات تقترب في مضمونها من الهاشتاج المسيء ، باعتبارها لفظة مهينة عندما تطلق على الرجال.
في مواقع التواصل الاجتماعي، انقسم المصريون فريقين، كما جرت العادة، لكن وكما جرت العادة أيضا، بات الفريق المعارض للسلطة هو الأعلى صوتاً، والأكثر تأثيراً، حيث قال محسوبون على الانقلاب بينهم، ضحي الزهيري، الاعلامية السابقة في قناة الجزيرة: يا ترى، السيسي، جاب فكرة العجلة دي منين؟"، ونشرت صورة لها فوق العجلة نفسها في أحد شوارع حي الزمالك في القاهرة، في حين علق الإعلامي، أحمد موسى، خلال برنامجه التليفزيوني قائلا: أنا أول واحد هيركب العجلة. في حين ربط بعض بين عجلة، السيسي، وعجلة الإعلامي، أحمد العسيلي، التي ظهر بها في الدعاية لبرنامجه التليفزيوني "حكومة نص الليل"، لكن، العسيلي، نفسه علق ساخراً: المفروض المشروع القومي الأول، للسيسي، يكون حارة للعجلات في كل مدن مصر ومشروع إنتاج عجلة مصرية".
وسخر أحد رواد مواقع التواصل واسمه، أحمد، من العجلة قائلاً: بكرة يركب توك توك ويمسك شمسية ويقولنا من أنتم. في إشارة صريحة إلى ما فعله العقيد الراحل، معمر القذافي، وسخر، محمود عثمان، قائلاً: أنا مش معترض السيسي يركب عجلة، أنا خايف ميخدش من بيجو حق الدعاية والاعلان لأن ده تفريط في أموال الدولة.
في حين ربط، سعيد، بين عجلة، السيسي، تلك والعجلة التي ظهرت بها المطربة المصرية، روبي، في أحد فيديو كليباتها الشهيرة بعنوان "ليه بيداري كدا"، وتساءل بعض عن سعر العجلة. فقال ابراهيم الغزالي: العجلة اللي راكبها السيسي ماركة بيجو بـ4000 يورو، يعني 40 ألف جنيه. هات لفة عشان مصر. وأضاف، محمد حمدي: السيسي راكب عجلة بيجو ودى جابها بقى من الإضافي ولا من البدلات ولا من الأساسي ولا ورث من السيد الوالد، ولا أقولك هاتها عشان مصر.
الكاتب والمحلل السياسي، أحمد عطوان، علق بدوره قائلاً: السيسي يمثل لقطة من لقطات فريقه الإعلامي لتحسين صورته، وإظهاره بمظهر المواطن العادي، ويوزع الصورة على كل وسائل الإعلام الانقلابية الإخبارية والفضائية". وعلقت أمينة على صورة، السيسي، والتي يظهر فيها وهو يتحدث إلى سيدتين، مستوحية عبارات التقشف التي ذكرها، السيسي، في كلمة وجهها الى المصريين في الخارج، بقولها: هاتي الإيشارب ده عشان مصر يا حاجة.
بينما سخر، محمد، من عدم وجود مواطنين في الشارع، الذي التقطت فيه صور السيسي، قائلاً: أموت أنا في الشوارع اللي مفيهاش ناس، بتريح الأعصاب. أما مروة فعلقت ساخرة "سوق على مهلك، سوق بكرة الدنيا تروق".