تجهيز العروس وتنظيم فرحها في بعض مناطق غزة يتطلب من أهلها مبالغ قد لا يملكون منها غير القليل. هذا ما دفع إلى إطلاق حملة تساعد المقبلات على الزواج
حالة من القلق سيطرت على أم ربيع بعدما وقفت عاجزة تماماً حيال تجهيز ابنتها جميلة، العروس المقبلة على الزواج، في منتصف شهر مايو/ أيار الماضي. فأم ربيع أرملة من قطاع غزة الفلسطيني المحاصر، وضعها المعيشي صعب جداً ولا تستطيع تغطية أكثر من الطعام من احتياجات المنزل، كما أنّ مهر ابنتها لم يتعد 600 دينار أردني (846 دولاراً أميركياً)، بسبب ضيق أحوال العريس، وهو ما يسد حاجة العروس من الملابس وبعض الأغراض فقط.
لم تكن هذه الحيرة هي الأولى في حياة أم ربيع، فقد كانت من قبل مع ابنتها منى. هذا الوضع دفعها إلى مناقشة نساء الحي في وضعها، وبالصدفة أخبرتها جارتها عن حملة باسم "عروس الشجاعية"، يمكن أن تساعدها وتعطيها حلاً لتكتمل فرحة الأسرة.
تقول أم ربيع لـ"العربي الجديد": "لديّ أربع بنات، ولطالما تقدم لهن كثير من الشبان، لكنّ معظمهم محدودو دخل في ظل الظروف الصعبة فهم ممن يؤسسون لحياتهم، والزواج في غزة يكاد لا يخلو من الديون، لذا أشعر بالشبان ومعاناتهم وأقبل بمهر قليل لبناتي إن كان الزوج خلوقاً ومتديناً".
الحملة التي قصدتها أم ربيع أطلقتها بعض النساء، وهي تساهم في تجهيز العرائس من ذوات المهور المنخفضة، بشكل جزئي. وبالفعل ساهم فريق الحملة بتوفير الكثير من الحاجيات التي لم تستطع المرأة شراءها، كالملابس والإكسسوار، ومساحيق التجميل وغيرها من الأدوات اللازمة.
بعض العادات والتقاليد عند عائلات تسكن في الأحياء الشعبية القديمة مثل حي الشجاعية، تجبر أهل المتزوجات على التكفل بنصف نفقات جهاز العروس والفرح. التكاليف اليوم باهظة جداً بالمقارنة مع السابق، وهي من الأسباب التي تزيد من مسؤوليات أسر المتزوجات.
اقــرأ أيضاً
تعتبر حملة "عروس الشجاعية" جزءاً من أعمال الفريق النسوي التطوعي "الخير للجميع"، وتمثل الحملة جزءاً من عمل الفريق الذي يسعى بشكل دوري لجمع ما هو فائض من بيوت الناس لمساعدة الفقراء والأسر المحتاجة، خصوصاً في المناطق المهمشة، ويرفض الفريق أي دعم خارجي ممول من دول خارجية، وكلّ اعتماده على الدعم الداخلي من أسر وأشخاص مقتدرين بعيداً حتى عن المؤسسات المحلية.
منسقة فريق "الخير للجميع" نشوى عنان، تقول لـ"العربي الجديد": "في غزة كثير من الفرق الخيرية والتطوعية معظمها يعتمد على دعم المؤسسات سواء داخلياً أو خارجياً. من جهتنا، نعمل في إطار مبدأ أنّ غزة قادرة على مساعدة أهلها بنفسها".
انضمت عشر نساء يؤمن بمبدأ العمل التطوعي إلى الفريق، معظمهن من ربات المنازل. ونظمت عنان مع فريقها عدداً من المبادرات الخيرية ما بين توزيع مستلزمات منزلية وتكفل بمصاريف مدرسية لعدد من الأسر الفقيرة، لكنّ الأبرز كان حملة "عروس الشجاعية"، وبدأت الفكرة عندما قررت هي وفريقها التوجه إلى عدد من منازل المناطق التي دمرها العدوان الأخير على غزة والتي ما زالت مدمرة، والتقت بفتيات مقبلات على الزواج تأجلت أفراحهن نظراً لمهورهن القليلة وعدم مقدرتهن على تدبر مصاريف الفرح.
في البداية، تمكنت الحملة من مساعدة عروسين، لكنّ الفكرة سرعان ما اتسعت، ليستهدف الفريق أكبر عدد ممكن من الفتيات المقبلات على الزواج، من خلال تخصيص قسم خاص لتجهيز العرائس فقط. ووصل عدد المستفيدات إلى خمس وثلاثين عروساً. وقد تكفلت الحملة بجميع أغراض الفرح.
تشير عنان إلى أنّ أهم شرط من شروط الاستفادة من الحملة ألّا تتعدى المهور قيمة ألف دينار أردني. ولا تنكر منسقة الفريق أنّ الحملة، بالرغم من أنّها فريدة من نوعها، تواجه صعوبات يقفن حيالها عاجزات في بعض الأوقات، خصوصاً في ظل عدم توفر دعم مستمر من جهة رسمية، وجمعهن التبرعات والمساعدات بمبالغ متفرقة وليست كبيرة بالمقارنة مع أي حملة تستهدف مساعدة إحدى فئات المهمشين في المجتمع.
إيمان (26 عاماً)، إحدى المستفيدات من الحملة. تسكن في منطقة الشعف بحيّ الشجاعية، وهي المنطقة التي تعرضت لدمار كامل في العدوان الصهيوني الأخير. حتى اليوم، تعيش أسرة إيمان في منزل مستأجر، وقد تأجّل فرحها عاماً ونصف العام وتزوجت في بداية العام الجاري. تقول لـ"العربي الجديد": "تزوجت من ابن خالتي الذي منحني مهراً قيمته 500 دينار (705 دولارات)، فحاله مثل حالنا ومنزله مدمر. الحملة تكفلت بكلّ شيء، بل شارك الفريق بالكامل في زفتي وفرحي وخفف عني عبئاً كبيراً". تشير إيمان إلى أنّ تجهيز أيّ عروس من فستان فرح وإكسسوار ومساحيق تجميل وأدوات أخرى تراوح كلفته في غزة بما بين 400 دينار (564 دولاراً) و700 دينار (987 دولاراً)، وهو مبلغ لا تستطيع تدبره هي وزوجها.
اقــرأ أيضاً
حالة من القلق سيطرت على أم ربيع بعدما وقفت عاجزة تماماً حيال تجهيز ابنتها جميلة، العروس المقبلة على الزواج، في منتصف شهر مايو/ أيار الماضي. فأم ربيع أرملة من قطاع غزة الفلسطيني المحاصر، وضعها المعيشي صعب جداً ولا تستطيع تغطية أكثر من الطعام من احتياجات المنزل، كما أنّ مهر ابنتها لم يتعد 600 دينار أردني (846 دولاراً أميركياً)، بسبب ضيق أحوال العريس، وهو ما يسد حاجة العروس من الملابس وبعض الأغراض فقط.
لم تكن هذه الحيرة هي الأولى في حياة أم ربيع، فقد كانت من قبل مع ابنتها منى. هذا الوضع دفعها إلى مناقشة نساء الحي في وضعها، وبالصدفة أخبرتها جارتها عن حملة باسم "عروس الشجاعية"، يمكن أن تساعدها وتعطيها حلاً لتكتمل فرحة الأسرة.
تقول أم ربيع لـ"العربي الجديد": "لديّ أربع بنات، ولطالما تقدم لهن كثير من الشبان، لكنّ معظمهم محدودو دخل في ظل الظروف الصعبة فهم ممن يؤسسون لحياتهم، والزواج في غزة يكاد لا يخلو من الديون، لذا أشعر بالشبان ومعاناتهم وأقبل بمهر قليل لبناتي إن كان الزوج خلوقاً ومتديناً".
الحملة التي قصدتها أم ربيع أطلقتها بعض النساء، وهي تساهم في تجهيز العرائس من ذوات المهور المنخفضة، بشكل جزئي. وبالفعل ساهم فريق الحملة بتوفير الكثير من الحاجيات التي لم تستطع المرأة شراءها، كالملابس والإكسسوار، ومساحيق التجميل وغيرها من الأدوات اللازمة.
بعض العادات والتقاليد عند عائلات تسكن في الأحياء الشعبية القديمة مثل حي الشجاعية، تجبر أهل المتزوجات على التكفل بنصف نفقات جهاز العروس والفرح. التكاليف اليوم باهظة جداً بالمقارنة مع السابق، وهي من الأسباب التي تزيد من مسؤوليات أسر المتزوجات.
تعتبر حملة "عروس الشجاعية" جزءاً من أعمال الفريق النسوي التطوعي "الخير للجميع"، وتمثل الحملة جزءاً من عمل الفريق الذي يسعى بشكل دوري لجمع ما هو فائض من بيوت الناس لمساعدة الفقراء والأسر المحتاجة، خصوصاً في المناطق المهمشة، ويرفض الفريق أي دعم خارجي ممول من دول خارجية، وكلّ اعتماده على الدعم الداخلي من أسر وأشخاص مقتدرين بعيداً حتى عن المؤسسات المحلية.
منسقة فريق "الخير للجميع" نشوى عنان، تقول لـ"العربي الجديد": "في غزة كثير من الفرق الخيرية والتطوعية معظمها يعتمد على دعم المؤسسات سواء داخلياً أو خارجياً. من جهتنا، نعمل في إطار مبدأ أنّ غزة قادرة على مساعدة أهلها بنفسها".
انضمت عشر نساء يؤمن بمبدأ العمل التطوعي إلى الفريق، معظمهن من ربات المنازل. ونظمت عنان مع فريقها عدداً من المبادرات الخيرية ما بين توزيع مستلزمات منزلية وتكفل بمصاريف مدرسية لعدد من الأسر الفقيرة، لكنّ الأبرز كان حملة "عروس الشجاعية"، وبدأت الفكرة عندما قررت هي وفريقها التوجه إلى عدد من منازل المناطق التي دمرها العدوان الأخير على غزة والتي ما زالت مدمرة، والتقت بفتيات مقبلات على الزواج تأجلت أفراحهن نظراً لمهورهن القليلة وعدم مقدرتهن على تدبر مصاريف الفرح.
في البداية، تمكنت الحملة من مساعدة عروسين، لكنّ الفكرة سرعان ما اتسعت، ليستهدف الفريق أكبر عدد ممكن من الفتيات المقبلات على الزواج، من خلال تخصيص قسم خاص لتجهيز العرائس فقط. ووصل عدد المستفيدات إلى خمس وثلاثين عروساً. وقد تكفلت الحملة بجميع أغراض الفرح.
تشير عنان إلى أنّ أهم شرط من شروط الاستفادة من الحملة ألّا تتعدى المهور قيمة ألف دينار أردني. ولا تنكر منسقة الفريق أنّ الحملة، بالرغم من أنّها فريدة من نوعها، تواجه صعوبات يقفن حيالها عاجزات في بعض الأوقات، خصوصاً في ظل عدم توفر دعم مستمر من جهة رسمية، وجمعهن التبرعات والمساعدات بمبالغ متفرقة وليست كبيرة بالمقارنة مع أي حملة تستهدف مساعدة إحدى فئات المهمشين في المجتمع.
إيمان (26 عاماً)، إحدى المستفيدات من الحملة. تسكن في منطقة الشعف بحيّ الشجاعية، وهي المنطقة التي تعرضت لدمار كامل في العدوان الصهيوني الأخير. حتى اليوم، تعيش أسرة إيمان في منزل مستأجر، وقد تأجّل فرحها عاماً ونصف العام وتزوجت في بداية العام الجاري. تقول لـ"العربي الجديد": "تزوجت من ابن خالتي الذي منحني مهراً قيمته 500 دينار (705 دولارات)، فحاله مثل حالنا ومنزله مدمر. الحملة تكفلت بكلّ شيء، بل شارك الفريق بالكامل في زفتي وفرحي وخفف عني عبئاً كبيراً". تشير إيمان إلى أنّ تجهيز أيّ عروس من فستان فرح وإكسسوار ومساحيق تجميل وأدوات أخرى تراوح كلفته في غزة بما بين 400 دينار (564 دولاراً) و700 دينار (987 دولاراً)، وهو مبلغ لا تستطيع تدبره هي وزوجها.