بعد تتويج مسرحية "علاش" من إنتاج "فرقة كواليس" المغربية بجائزة السينوغرافيا في "المهرجان الدولي للمسرح الجامعي" الذي أقيم في الدار البيضاء الصائفة الماضية، بدأ العمل يشق طريقه نحو جمهور أوسع مؤخراً من خلال عروض في فضاءات متنوّعة. غداً تُعرض المسرحية في "خيمة المسرح الرحال للعروض" في الدار البيضاء.
تروي المسرحية قصة عائشة، وهي امرأة مغربية تقيم في جبال المغرب العميق باحثة عن لقمة العيش لأطفالها الثلاثة، وهو ما يجعلها عرضة للاستغلال الجسدي. من هنا يقوم صراع بين أبنائها حول عفتها ضمن حوارات حادة تضع المتلقي بين تناقضات المكنونات النفسية للشخصيات وصراعاتها. وإلى جانب البعد الحواري، يعتمد العمل على الأداء الجسدي بشكل بارز.
يشير مخرج العمل، عبد الفتاح عشيق، في حديث إلى "العربي الجديد" إلى أن "اختيار العنوان في شكل تساؤل (علاش باللهجة المغربية تعني لماذا) إنما هو محاولة لوضع المتفرج في حالة حيرة واستفهام من البداية، مؤكداً على أن عمله "محاولة لتجاوز المفهوم السطحي للإجابة حيث أن المشاهد سرعان ما يتفطّن إلى عدم وجود إجابة نهائية على السؤال المطروح".
بدأت فكرة العمل، بحسب عشيق، من خلال بحث ميداني دام سنة كاملة حول مجموعة من الدواوير والقرى التي تعرف ظاهرة تخلي الأزواج عن زوجاتهم والذهاب إلى المدينة للبحث عن عمل والرجوع إلى القرية في المناسبات (الأعياد الدينية) لممارسة حقهم الشرعي، دون النظر في التبعات التي يتركها ذلك عليهن.
يعتبر عشيق أن هذا "الجانب البحثي هو الإضافة التي تقدمها المسرحية، فهي تجربة مبنية على البحث الذي يرافقه التكوين الأكاديمي المسرحي والانفتاح على تقنيات جديدة"، كما يشير إلى بُعد آخر لعمله يتمثّل في الاعتماد على ممثلين شباب بصدد إكمال دراساتهم الجامعية.
حول تصنيف هكذا عمل ضمن المشهد الموسّع للمسرح في المغرب، يقول عشيق: "ربما لا يمكنني تصنيف عملي داخل المشهد المسرحي المغربي الآن. أعتقد أنه دور النقاد". يبقى السؤال، هل يلتفت النقد المسرحي والإعلام إلى هكذا تجارب بالشكل المطلوب؟