تواصل سلطات الاحتلال الإسرائيلي، حفرياتها في محيط المسجد الأقصى، بالتوازي مع قيام جمعيات استيطانية مختلفة وفي مقدمتها جمعيتا "عير دافيد" و"إلعاد" الاستيطانيتان، بتمويل أعمال حفريات، بشكل سري، وحراسة مشددة، سعياً لإثبات دعاوى بشأن وجود الهيكل الثاني.
ونشرت مواقع إسرائيلية، ادعاءات لعالم آثار إسرائيلي، من جامعة "بار إيلانم" التابعة للتيار الصهيوني الديني، يدعى جبرئيل بركاي، عن تمكنه مع فريق عمله، بعد سنوات من العمل المتراكم في التنقيب في المخلفات التي نجمت عن أعمال ترميم وتطوير في المسجد الأقصى المبارك، وإخراج النفايات منه، خاصة من موقع المصلى المرواني، من إعادة تركيب وتشكيل بلاط وأرضية من الرخام الإيطالي، كانت تزين أرضية "الهيكل الثاني".
وزعم كذلك، أن قطع الرخام التي تم جمعها وإعادة تشكيلها، هي إيطالية الأصل، وقد تم جلبها في عهد القيصر الروماني هورودوس، وأن فريقه تمكن خلال السنوات الأخيرة من جمع شظايا نحو 600 بلاطة كانت تزين أرضية الهيكل الثاني عثر عليها من غربلة أكوام التراب التي ألقاها عمال الأوقاف الإسلامية خلال قيامهم بأعمال حفريات غير قانونية على مدار 15 عاماً، بحسب ادعاءات بركاي.
وجرى، وفق مزاعم العالم نفسه، مقارنة تصميمات قطع البلاط المذكورة، مع ما هو موجود في مواقع أثرية أخرى بنيت في عهد هورودوس في فلسطين، مثل أريحا ومسادا، مثل تكرار أشكال هندسية في تصاميم هذه الأرضيات.
ووفق ما أورد موقع "معاريف" فإن البلاط المذكور، مصنوع من أنواع مختلفة من الرخام الملون الذي تم استيراده من مناطق مختلفة من روما وبلدان آسيا الوسطى وتونس ومصر، وتم قصها بأشكال هندسية مختلفة.
وسيتم طبقاً للموقع، عرض "النماذج "التي تمكن الإسرائيليون من إعادة تركيبها بعد يومين في ما يسمى بالحديقة الوطنية (عير دافيد)، وهي حديقة يقوم الاحتلال بتوسيعها في قرية سلون جنوبي المسجد الأقصى تحت مسمى حديقة توراتية، ويبدا منها نفق تحت الأرض يصل حتى حائط البراق، ومن ثم يستمر باتجاه طريق الآلام في باب الواد في البلدة القديمة من القدس المحتلة.
وأظهرت صور، نشرها الموقع، فتاة يهودية من أتباع التيار الديني الصهيوني الاستيطاني. وكتب تحت الصورة: فتاة عثرت على قطعة نقدية قديمة خلال عملية غربلة أكوام التراب التي نقلت من القدس الشرقية إلى "وادي تسوريم" في القدس حيث عمل الطاقم الإسرائيلي على مدار 12 عاماً بتمويل من جمعية "عير دافيد" الاستيطانية، وبتمويل من صندوق تشجيع ودعم علم الآثار في إسرائيل".