أصدرت جبهة "علماء ضد الانقلاب"، اليوم الجمعة، بيانًا، استنكرت فيه تصريحات الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي عن الإسلام، خلال ذكرى المولد النبوي الشريف، وطالبته بمراجعة عقيدته بعد تلك التصريحات، كما طالبت علماء الأزهر ببيان موقفهم منها.
وقالت البيان: "إن جبهة علماء ضد الانقلاب تابعت حديث عبد الفتاح السيسي بمناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف لهذا العام، وما قاله في حديثه يتطابق مع عقيدته، ويتسق مع الخلفيات التي جاء بها وأتى منها".
واستعرض البيان تصريحات السيسي خلال الاحتفال؛ حيث قال: "الجبهة تنقل كلامه هنا بنصه من دون تصرف، بلغته المتدنية الرقيعة الكسيرة، قال: "لازم نتوقف كسيرا الحئيئة (كثيرا الحقيقة). نتوقف كسيرا على الحالة اللي موجودة، وأنا اتكّلمت في الموضوع ده مرة واتنين الحئيئة أبل كده (الحقيقة قبل كدا)، نتوقف كسيرا أُدَّام الحالة اللي احنا موجودين فيها. مش معؤول يكون الفكر اللي احنا بنقدسه ده يدفع بالأمة دي بالكامل إنّ هي تبأى مصدر للألأ (تبقى مصدرا للقلق) وللخطر وللقتل والتدمير في الدنيا كلها، مش ممكن يكون الفكر ده. أنا مش بقول الدين، أنا بقول الفكر ده، اللي تم تقديسه، نصوص وأفكار تم تقديسْها على مئات السنين وأصبح الخروج عليها صعب أوي لدرجة إنّ هي بتعادي الدنيا كلها. بتعادي الدنيا كلها. يعني الواحد وستة من عشرة مليار هيئتلوا (هيقتلو) الدنيا كلها اللي فيها سبعة مليار عشان يعيشوا هُمّا؟ مش ممكن. الكلام ده أنا بؤوله (بقوله) هنا في الأزهر هنا. أمام رجال وعلماء الدين. والله لأحاجِيكم يوم القيامة أمام الله سبحانه وتعالى على اللي أنا بكّلّم فيه ده دلوأتي. إنتَ مش ممكن تكون وانت جواه تكون حاسس بيه، مش ممكن وانت جواه تكون حاسس بيه. لازم تخرج منُّه وتتفرج عليه وتِئراه (تقراه) بفكر مستنير حقيقي".
وأضاف البيان "أراد قائد الانقلاب في كلامه هنا أن يُلبِّس على الناس بأنه لا يتحدث عن الدين، وإنما يتحدث عن الفكر الذي تم تقديسه، ثم يعود ليتحدث عن نصوص وأفكار، ويأمر بالخروج من المنظومة كلها لنرى الصورة بشكل حقيقي ونعالجها بفكر مستنير، لعله يقصد الفكر الذي أمر (فاطمة ناعوت) أن تصحح به صورة الإسلام"، في أشارة إلى الكاتبة المصرية المثيرة للجدل.
وتابع البيان أن ما قاله السيسي: "لا يستبعد معنى تعزيز الردة في المجتمع، وتشجيع موجات الإلحاد التي تتزايد في مصر والعالم العربي، وتعلن عن نفسها بدون مواربة، ويشجعها الخائن لديننا وأمتنا وشعبنا بعدم ممانعته من ظهورها في حديث له سابق" بحسب البيان.
ويكمل البيان: "لا ندري في أي عصر دعا ديننا إلى قتل الناس من أجل أن يعيشوا، ولا في أي عصر وجد هذا الفكر في حضارتنا التي تعايشت مع جميع الديانات والملل والنحل والمذاهب، وأفسحت لهم الطريق أن يضيفوا كسبهم وإضافتهم للحضارة الإنسانية، بينما لم يُضطهد في تاريخ البشرية أحد بقدر ما اضطهد المسلمون بسبب دينهم وعقيدتهم، وما يزالون".
وأوضح بيان الجبهة "إن كان قائد سفك الدماء يقصد جماعة بعينها أو جماعات، فليحدثنا عن تاريخهم وأدبياتهم، ومتى رأوا ذلك أو قالوه، إن هذا الخائن المنقلب المهدر لإرادة الأمة يؤكد بكلامه اليوم الشبهاتِ التي تحوم حوله شخصيًا، وتحوم حول نسبه كل يوم".
واستنكر البيان استهتار الانقلاب بالأزهر قائلا: "ومن أسف أن الأزهر الرسمي والإفتاء الرسمي يجلس أمامه ولا يحرك شفتيه بكلمة، بل يصفقون ويشجعون ويؤيدون، وكيف لا وهم من حضروا مشهد الانقلاب، وأفتوا بقتل الآلاف، كما لا يفوتنا في هذا البيان أن ننعى مكانة الأزهر الذي يجلس "شيخُه" على شمال الخائن المنقلب، ويجلس على يمين الخائن رئيسُ الوزراء ثم وزير أوقاف الانقلاب. فأصبح الأزهر على الشمال، بعدما كانت له صدارة العالم في الفكر والرأي والمكان والمكانة".
واختتمت جبهة علماء ضد الانقلاب بيانها قائلة:"إننا ندعو قائد الانقلاب الخائن لمراجعة عقيدته وبيان ملته بصراحة للناس بعد هذا التأكيد الذي يؤكده، كما ندعو علماء الأزهر الشرفاء ودعاته الأحرار {الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلا يَخْشَوْنَ أَحَدًا إِلَّا اللَّهَ} [الأحزاب:39]، وليس عبيد السلطة والمتغنِّجين للشرطة، أن يبينوا موقفهم مما قاله، ليكون الناسُ على بيّنة من أمرهم، ومحجة بيضاء من دينهم، وقد أخذ الله العهد على العلماء أن يبينوا ولا يكتموا".